برعاية

زين الدين زيدان.. فن اختيار الوقت المناسب للرحيل

زين الدين زيدان.. فن اختيار الوقت المناسب للرحيل

"اتخذت قرار الرحيل عن ريال مدريد مبكرا من أجل منح النادي فرصة للاستعداد قبل الموسم المقبل" كان ذلك تصريح زين الدين زيدان في أبريل 2006 في مؤتمر صحفي لإعلان اعتزاله كرة القدم عقب نهاية كأس العالم في ألمانيا رغم بقاء عام في عقده مع النادي الملكي.

بعد 12 عاما يتكرر المشهد مرة أخرى عندما أعلن زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد رحيله عن قيادة الفريق قبل شهرين ونصف تقريبا من بداية الموسم المقبل رغم تحقيقه للقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.

هناك عامل مشترك في المناسبتين وهو فن اختيار زيدان للوقت المناسب للرحيل فعندما كان لاعبا رحل وهو في أفضل حالاته وأحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم ففي 2006 رغم الإخفاقات مع ريال مدريد قاد زيدان منتخب فرنسا إلى نهائي كأس العالم وحصل على الكرة الذهبية بالمونديال وثاني أفضل لاعب على مستوى العالم.

وكمدير فني قدم ريال مدريد هذا الموسم مستوى متذبذب وودع النادي الملكي بطولة كأس الملك مبكرا وابتعد عن سباق المنافسة على لقب الدوري مبكرا أيضا لتبدأ نغمة الانتقادات لزيدان وللفريق ومطالبات بالرحيل إلا أن الأداء الرائع الذي قدمه في دوري أبطال أوروبا وإنجاز منح الفريق اللقب للمرة الثالثة على التوالي جعل متابعي النادي الملكي متحمسين لما سيفعله زيدان العام المقبل خاصة وأنه نجح في التتويج بلقب الدوري الإسباني عام 2017 بعد غياب خمس سنوات.

ينجح زيدان دائما في الرحيل وهو مرحب به وليس وداع عن طريق الإجبار فنجح النجم الفرنسي في تحويل كأس عالم 2006 إلى مهرجان اعتزال كبير وساعده في ذلك تألقه والصعود إلى نهائي المسابقة بعيدا عن اللقطة الوداعية التي حصل فيها على الكارت الأحمر للتعدي على ماركو ماتيرازي.

فبدلا من الهجوم على نجم الفريق كما يحدث في أي نادي عند التعثر كانت الهتافات تنادي باستمرار زيدان ابن الـ33 عاما وقتها.

"احترم قرار زيدان لكني لا أوافقه لا أريده أن يعتزل فهو لن يعتزل عن كرة القدم بل سيعتزل عن تقديم البهجة والسرور لنا، نحن في قمة الحزن لاعتزاله ماذا يمكن أن يمتعنا أفضل من لمس زيدان للكرة" كلمات دييجو أرماندو مارادونا بعد قرار زيدان بالاعتزال.

تحول الانتقاد إلى زيدان ونجوم ريال مدريد بعد الفشل في تحقيق أي بطولة في ثلاث سنوات متتالية إلى مظاهرة حب للنجم الفرنسي.

وأشاد أسطورة النادي والرئيس الشرفي وقتها دي ستيفانو بزيدان قائلا: "زيدان هو أسطورة هذا الزمان لاعب عبقري جعل من الذهاب لمتابعة المباريات في الاستاد أمرا ممتعا".

انهالت الإشادات على زيزو الذي قرر الرحيل عن عالم الساحرة المستديرة كلاعب فقال روماريو البرازيلي "أنا سعيد جدا برونالدو وهنري ومستواهم الرائع لكن زيدان هو حكاية أخرى هو الأفضل من الجميع".

خاض زيدان آخر مباراة على ملعب سنتياجو برنابيو أمام فياريال وسط تصفيق حار وهتافات مؤثرة لا تنادي سوى باسمه وعند استبداله نجح زيدان في رسم لقطة رائعة جديدة عندما قام بتحية الجميع ثم قام بإهداء قميصه إلى خوان ريكيلمي نجم فياريال الذي تم وصفه بخليفة زيدان في الملاعب ولطالما أعرب عن إعجابه بقدرات النجم الفرنسي وتأثره به.

وكعادته "الرحيل وأنت على القمة" فضل زيدان إنهاء مشواره مع ريال مدريد رغم أن تعاقده يمتد حتى صيف 2020 فالفرنسي زيدان شخص لا يقبل إلا بالفوز.

يظهر ذلك في تصريح زيدان بالمؤتمر الصحفي اليوم عندما قال "لا أعتقد أنني كنت سأواصل تحقيق النجاحات ولذلك رأيت أنه الوقت المناسب للتغيير فأنا شخص فائز بطبعي".

وقال زيدان في 2006 وقت قراره الاعتزال مع ريال مدريد: "لم نفز بأي شيء منذ ثلاث سنوات ولم ألعب بالمستوى الذي أريده أخر عامين فأنا دائما ألعب لكي أفوز وعندما أرى أن ذلك غير ممكن فيجب أن أكون واقعي وأرحل".

زيدان الذي لا يقبل إلا الانتصار طريقة وداعه لأي فريق تجعله مرحبا به في العودة مرة أخرى وفي أي وقت.

فاللاعب الفرنسي الذي فشل في تحقيق أي بطولة أخر ثلاث سنوات مع ناديه كانت هناك مطالبات باستمراره وعندما تم التفكير في مدير فني لفرق الناشئين كان الخيار الأول زيدان.

بعد 12 عاما من الرحيل كلاعب يرحل زيدان كمدرب ولكن كما قال في المؤتمر الصحفي "لن أقول لكم وداعا لكن إلى اللقاء حتى نلتقي قريبا".

رحيل زيدان وهو في القمة يجعله مرحبا به في أي وقت فمع أول استغاثة للنادي الملكي سيكون زيدان أول من يلبي النداء.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا