برعاية

"لأنها مسألة أخطر من الحياة والموت" ليفربول ضد مدريد.. صلاح يتحدى رونالدو

"لأنها مسألة أخطر من الحياة والموت" ليفربول ضد مدريد.. صلاح يتحدى رونالدو

في العاصمة الأوكرانية كييف مساء غدا السبت، ورغم تفاوت الظروف والطموحات بين الفريقين، فسيكون نهائي دوري أبطال أوروبا مسألة حياة أو موت بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي.

قبل 37 عاما، لُعبَت واحدة من أكثر نهائيات دوري أبطال أوروبا تحفظا على أرض حديقة الأمراء في باريس بين الفريقين عينهما، دفاع ريال مدريد ارتكب المحظور قبل 8 دقائق على نهاية المواجهة، ليغادر لاعبو ليفربول الملعب حاملين الكأس ذات الأذنين.

في ساعة متأخرة من تلك الليلة، توجهت مجموعة من لاعبي ليفربول إلى إحدى الملاهي الليلية الخليعة في باريس، وجلسوا لمشاهدة راقصات التعري.. واصطحبوا معهم كأس دوري الأبطال بالمناسبة.

في السابق تبادل الفريقان إلحاق الضرر ببعضها البعض، ليفربول استغل سبات ريال مدريد الأوروبي في سنوات الخروج من ثمن النهائي، وضربه برباعية نظيفة عام 2009؛ أما ريال مدريد فلم يكن أكثر رحمة عندما سنحت له فرصة الانتقام عام 2014، وقهر الريدز في ملعبهم التاريخي أنفيلد بثلاثية نظيفة.

الآن يتسلح الطرفان بما يكفي من المواد الحادة لإخراج تلك المباراة النهائية بشكل متكافئ، صحيح أن جودة وخبرة لاعبي ريال مدريد الأوروبية تتفوق على ليفربول، إلا أن الأخير بطَش أيما بطش بمن سبقوا ريال مدريد من خصوم.

في 2018 لن يكون الاحتفال مشابها على الأرجح باحتفال 1981 إن فاز ليفربول، رغم أن الدوافع أكبر من المباراة السابقة.. في مطلع الموسم لو أخبرك أحدهم أن ليفربول سيكون طرفا في نهائي دوري الأبطال؟ محال.

لو أخبروا محمد صلاح ظهيرة يوم حار في قرية نجريج أنه سيكون نجم فريقه الأول بنهائي دوري أبطال أوروبا بظرف معين من السنوات؟ مستحيل.

لو تنبأ عرّاف لطفل جزيرة ماديرا الذي يدعى كريستيانو رونالدو أنه سيلعب نهائي دوري أبطال أوروبا 5 مرات، أو لو حدّثوا زيدان عن وصوله إلى 3 نهائيات متتالية مباشرة بعد توليه مهمة تدريب ريال مدريد في يناير 2016...

في 2013، بحث ريال مدريد عبثا عن بطولته العاشرة في دوري أبطال أوروبا، وبدا أن تلك المساعي هي سراب لنادٍ صنع أغلب أمجاده في عصر الأبيض والأسود بخمس بطولات متتالية مع انطلاق البطولة.

الآن في 2018، إن فاز ريال مدريد يوم الغد، يكون قد حقق بطولته الرابعة في 5 سنوات، ليس إنجازا كربونيا من إنجاز الخمسينيات، ولكنه يزيد من قيمته ويدخله في طور "الممكن"، ففي نهاية الأمر مسألة الهيمنة على البطولة لنصف عقد من الزمان لن تنتمي فقط لحقبة البدايات.

قبل 9 سنوات، التقى سيرخيو راموس بقدوته، باولو مالديني، الأول لم يكن قد لمس كأس دوري أبطال أوروبا مطلقا، والأخير حفر اسمه في تاريخ البطولة بـ5 ميداليات ذهبية، المقارنة بين المدافعين كانت هزلية حينها، والآن تحمل المقارنة الكثير من التقارب، على الأقل من جانب خزينة البطولات القارية.

ليفربول يحطم المنطق الكروي التقليدي، يسجل بغزارة ويستقبل أهدافا كثيرا، يهزون الشباك مرة تلو الأخرى لأنهم يعرفون أين يكمن قصورهم، ليحطمون أسطورة "الدفاع جالب البطولات" –حتى اللحظة-.

ريال مدريد سيخوض المباراة مكتمل الصفوف، مزية لا يتمتع بها فريق ليفربول الذي يلعب بخيارات محدودة في خطي الوسط والدفاع، ولكن من يهتم؟ الثلاثي الهجومي هو من وصل بليفربول إلى تلك المرحلة على أي حال.

أما ريال مدريد، فعندما يتأخرون في النتيجة، عليهم أن يتذكروا أمرين: الأول أن فريقا إسبانيا آخر عاد بعد تأخره بثلاثية نظيفة أمام ليفربول في منافسة الموسم الحالي، والثاني أن قائده سجل ذات يوم قبل 4 سنوات في وقتٍ اعتقدت فيه الجماهير أن حلم العاشرة قد تبخر.

انتصار ليفربول لن يعني فقط كسر هيمنة ريال مدريد الأوروبية، بل حدث آخر وغير اعتيادي في السنوات الأخيرة: كسر هيمنة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على الكرة الذهبية.

الموسم الخارق الفردي الذي قدمه صلاح، بالإضافة إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا، وانتظار خسارة ميسي ورونالدو لكأس العالم مع منتخبيهما، لم لا؟ الحلم مشروع للاعب المصري في تلك الحالة.

10 سنوات من الهيمنة على الجائزة –أو الجائزتين مع انفصال فيفا- ولم يبد أن لاعبا في الأفق قادر على إزاحة الثنائي عن تلك السيطرة المطلقة، حتى ظهر صلاح بالسرعة القصوى كاسرا جميع الحواجز التي أحيطت برونالدو وميسي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا