برعاية

القوة متوازنة بين ليفربول وريـال مدريد في نهائي دوري الأبطال

القوة متوازنة بين ليفربول وريـال  مدريد في نهائي دوري الأبطال

كان هناك شعور عند نقطة ما خلال مباراة ريـال مدريد الأخيرة أمام بايرن ميونيخ الألماني في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في مباراة الإياب بأن الفريق الحالي للنادي الملكي يشبه إلى حد كبير منتخب البرازيل في نهائيات كأس العالم عام 2014 بمعنى أنه يضم كوكبة من النجوم البارزة في عالم كرة القدم، لكنه قد يواجه كارثة ويتلقى خسارة ثقيلة في أي وقت.

وخرج الظهير الأيسر للفريق الملكي مارسيلو بعد المباراة يصرح قائلا: «نحن ريـال مدريد»، في إشارة إلى أنه الفريق القادر على حسم المواجهات الكبرى والوصول إلى بر الأمان حتى في أسوأ الظروف، وهو الأمر الذي يوضح أن النجم البرازيلي لم يتعلم شيئا من الهزيمة المهينة التي تلقاها منتخب بلاده أمام ألمانيا في كأس العالم الأخيرة. ثم جاء ليفربول في اليوم التالي ليقدم أداء مثيرا للقلق أمام روما الإيطالي في مباراة العودة للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا ويخسر بأربعة أهداف مقابل هدفين، وهو ما يشير إلى أنه رغم التقدم الواضح في أداء ليفربول خلال الأربعة أشهر الماضية، فلا يزال الفريق يعاني من ثغرات دفاعية واضحة تجعل المرء لا يثق به على الإطلاق.

ويمكن القول بأن أي فريق من الفريقين يمكنه تسجيل ستة أهداف كاملة في المباراة النهائية التي يحتضنها الملعب الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف غدا، لكن الشيء المؤكد أيضا هو أن كل فريق من هذين الفريقين لا يمكنه التحكم مطلقا في نتيجة المباراة. ومع ذلك، ربما تكون هناك إمكانية لأن نرى ليفربول وهو يسحق ريـال مدريد في المباراة النهائية، لأننا رأينا بايرن ميونيخ بأعمار لاعبيه الكبيرة يتفوق على لاعبي ريـال مدريد من الناحية البدنية، كما تفوق عليهم لاعبو يوفنتوس أيضا في الدور السابق.

وكان توتنهام هوتسبير قد تفوق بشكل واضح في الأداء على يوفنتوس في دور الستة عشر، ويمكن القول بأن ليفربول يمتلك تقريبا نفس قدرات توتنهام هوتسبير من حيث السرعة والقوة البدنية والهجوم القوي. صحيح أن فرق الدوري الإنجليزي الممتاز قد خرجت أمام الأندية الأوروبية الأخرى خلال الموسم الجاري، لكن كان من الواضح أن الفرق الإنجليزية تلعب كرة أكثر سرعة وقوة من الفرق المنافسة في أي مكان آخر. ويجب على ريـال مدريد أن يشعر بالقلق الشديد من مجرد التفكير في رؤية النجم السنغالي ساديو ماني يلعب أمام لوكاس فاسكيز (في حال فشل داني كارفاخال في التعافي من الإصابة التي لحقت به)، ورؤية النجم المصري محمد صلاح وهو يصول ويجول في المساحة الشاسعة التي سيتركها مارسيلو خلفه إذا ما قرر الاندفاع نحو الهجوم.

ويمكن القول بأن اللعب على الأطراف سيكون له دور كبير في تحديد النتيجة النهائية للمباراة. وقد تسبب نادي روما - كما اتضح من خلال الهدفين اللذين أحرزهما في الوقت الأخير من المباراة الأولى بملعب أنفيلد وخلال المباراة الثانية بالكامل في ملعب الأولمبيكو - في متاعب كثيرة لليفربول من خلال الضغط على ظهيري الجنب، وخاصة الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد. وقد واجه اللاعب الشاب البالغ من العمر 19 عاما ليلة عصيبة في إيطاليا، لكن السبب وراء ذلك كان يكمن في أنه لم يتلق الدعم اللازم من صلاح، الذي يُفترض أنه ظل يلعب في الأمام من أجل استغلال المساحة التي سيتركها ظهير روما الأيسر الصربي ألكسندر كولاروف عند تقدمه للأمام.

وسيكون الموقف مشابها في المباراة النهائية أمام ريـال مدريد، نظرا لأن مارسيلو من نوعية ظهراء الجنب الذين يفضلون دائما الانطلاق للأمام للقيام بالأدوار الهجومية، ولذا قد يطلب المدير الفني الألماني لليفربول يورغن كلوب من صلاح أن يبقى متقدما من أجل استغلال المساحات التي سيتركها مارسيلو خلفه. وفي حال القيام بذلك، فمن المحتمل أن يجري كلوب تعديلات في خط الوسط بحيث يقدم جورجينيو فينالدوم الدعم لألكسندر أرنولد حتى لا يواجه نفس المشكلة التي واجهها أمام روما.

لكن هذا الأمر يعتمد بصورة كبيرة على الشكل الذي سيلعب به ريـال مدريد اللقاء، فلو لعب الفريق الملكي بطريقة 4 - 4 - 2 بالشكل الذي لعب به أمام بايرن ميونيخ فإن ذلك سيصب بكل تأكيد في مصلحة ليفربول، لأن ذلك سيزيل كثيرا من الضغط من على كاهل ظهيري الفريق ويجعلهما أيضا يتقدمان للأمام للمساندة الهجومية، علاوة على أن ذلك سوف يجعل ليفربول يتحكم في منتصف الملعب لأنه سيكون لديه ثلاثة مهاجمين في مواجهة اثنين من مدافعي ريـال مدريد. وقد يعتمد المدير الفني لريـال مدريد، زين الدين زيدان، على طريقة 4 - 3 - 3 التي لعب بها خارج ملعبه أمام بروسيا دورتموند في دور المجموعات خلال الموسم الحالي لدوري أبطال أوروبا وأمام بايرن ميونيخ في المباراة الأولى. ورغم أن ريـال مدريد قد حقق الفوز في المباراتين فإنه لم يكن مقنعا تماما من الناحية الدفاعية. وبالتالي، قد يفكر زين الدين زيدان في اللعب بطريقة 4 - 3 - 1 - 2 بحيث يدفع بإيسكو خلف كريستيانو رونالدو، الذي قد يترك في ناحية اليسار من أجل الضغط على ألكسندر أرنولد، وكريم بنزيمة.

وسوف يمنح ذلك أندي روبرتسون حرية كبيرة في الناحية اليسرى لليفربول، ويسبب مشكلة كبيرة لريـال مدريد في حال عدم اشتراك كارفاخال أو في حال اشتراكه وهو غير مكتمل اللياقة البدنية والذهنية، لكن من جهة أخرى سوف يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة لليفربول في منطقة يعاني منها بالفعل وهي خط الوسط الدفاعي. إن المشكلة التي يواجهها ليفربول بسبب اعتماده على الضغط المتواصل واللعب الهجومي السريع بثلاثة لاعبين تكمن في أن ذلك يترك الأربعة مدافعين من دون دعم لازم في الناحية الدفاعية، ومن السهل أن نتخيل ما يمكن أن يفعله إيسكو عندما يجد مساحة خالية أمام فيرجيل فان ديك وديان لوفرين.

لكن كل هذه المشكلات الدفاعية ظهرت في فريق ليفربول في الشوط الثاني أمام روما عندما ظن أنه قد حقق ما يريده من المباراة وعاد إلى الخلف للحفاظ على النتيجة. وحتى الهجمات المرتدة السريعة التي كان يقوم بها الفريق بكل سلاسة وسرعة بدأت تنهار بسبب حالة التردد الواضحة على اللاعبين على حافة منطقة جزاء الفريق الإيطالي. ويجب الإشارة أيضا إلى أن رونالدو وبنزيمة لا يقومان بأدوارهما الدفاعية على أكمل وجه، وهو ما يعني أن ليفربول سيجد نفسه في كثير من الأحيان متفوقا على الفريق المنافس بلاعب إضافي في وسط الملعب، علاوة على أن مارسيلو سوف يندفع للأمام دائما للقيام بالأدوار الهجومية التي يفضلها. وفي حال عدم لحاق كارفاخال بالمباراة فسيعاني ريـال مدريد من نقطة ضعف واضحة في مركز الظهير الأيمن.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا