برعاية

هل تتكرر؟ خسارة 1981 التي أطاحت بعقول لاعبي ريال مدريد

هل تتكرر؟ خسارة 1981 التي أطاحت بعقول لاعبي ريال مدريد

في فترة الإعداد لموسم 1980/1981، دون أغلب نجوم الفريق، وقبل خوض عدد كاف من الحصص التدريبية، سافر ريال مدريد لمواجهة بايرن ميونيخ وديا.. وخسر بنتيجة 9-1!

جماهير ريال مدريد أغلبها لم يفهم التصريح، واعتبرته استفزازيا من الرجل اليوغوسلافي، فكيف لأي خسارة بهدف نظيف أن تكون أفضل من الخسارة بتسعة أهداف؟

سيتوجب عليهم الانتظار لبضعة أشهر حتى يدركون ما رمى إليه بوشكوف..

تحت الأمطار الغزيرة وفوق العشب الموحّل تأخر سوسيداد 1-2 أمام جماهيره الكثيفة التي ارتحلت غربا إلى مقاطعة أستورياس طمعا في اللقب الأول تاريخيا، وفي الوقت عينه، تقدم ريال مدريد 3-1 وبدا أن الموسم المثير سينتهي ملكيا.

لوحة ورقية يدوية علوية في ملعب خوسيه زوريّا الخاص بنادي بلد الوليد كانت تشير إلى نتيجة المباراة الأخرى الجارية بنفس التوقيت، ولاعبو ريال مدريد أمكنهم ملاحظة أن نتيجة اللوحة تشير إلى تأخر سوسيداد منذ مطلع الشوط الثاني دون تغيير.

قبل انتهاء المباراة مباشرة، قام المدرب بوشكوف بإخراج الحارس أجوستين رودريجيز، وأقحم المخضرم ميجيل أنخيل جونزاليس بدلا عنه في لمحة أقرب إلى الاحتفالية، وبعد لحظات، أطلق الحكم صافرته التي اعتبرها لاعبو ريال مدريد إذنا بإطلاق الأفراح.

ما حدث في الثواني اللاحقة ليس مفهوما تماما حتى اللحظة، بعض الأقاويل تفيد بأن أحد الأشخاص أطلق شائعة انتهاء المباراة الأخرى على خسارة سوسيداد، كما مرجح أن لاعبي ريال مدريد استنتجوا بديهيا أن المباراة الأخرى انتهت على النتيجة المشار إليها في اللوحة الورقية بما أن المباراتين في نفس التوقيت، ولم يفطنوا أن الشوط الثاني في خيخون لم ينطلق في اللحظة عينها مع مباراتهم.

لا شك أن كارثة بلد الوليد قبل شهر، ألقت بظلالها على نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الذي لعبه فريق ريال مدريد لأول مرة منذ 1966، اللاعبون سافروا باريس بسيقان محطمة بعد أن اختبروا تجربة الخسارة الأسوأ على الإطلاق.

كننجام حضر إلى ريال مدريد في صيف 1979 بصفقة قياسية قادما من وست بروميتش ألبيون، وفي موسمه الأول صنع العجب العجاب وكان اللاعب الأفضل في الفريق بلا جدال.

في الموسم التالي، 1980/1981، تعرض كننجام لكسر في الإصبع، وغاب لعدة أشهر تخللها العديد من الخلافات مع الإدارة.

قبل النهائي بأسبوعين، ظهر كننجام على العشب الأخضر أخيرا في مباراة اعتزال بيرّي القائد السابق للميرنجي، وشارك في 45 دقيقة، لكنه لم يكن جاهزا للعب مباراة ريال مدريد الأهم في ذلك الموسم، كان ذلك جليا.

إدارة ريال مدريد امتلكت يقينا أن لاعبي ليفربول يخشون كننجام بعد أن شاهدوا ما هو قادر على فعله في وست بروميتش، وبالتالي مشاركته ولو بساق واحدة كانت ضرورية لهم.. وهو ما تحقق، وبدأ كننجام المباراة أمام مواطنيه.

قبل المباراة بعدة أيام، تعرض البنك المركزي في برشلونة لعملية سطو كبرى شغلت الشارع الإسباني، ولكن مع اقتراب المباراة، ومع حقيقة أن ريال مدريد لم يفز بدوري أبطال أوروبا منذ 15 عاما، بدأت الضغوط في التزايد على لاعبي الميرنجي.

إذاعة "كادينا سير" الإسبانية خصصت طاقما مميزا لتغطية المباراة، يقوده الصحفي الإسباني الشهير خوسيه ماريا جارسيا، ويرافقه في التحليل أساطير ريال مدريد السابقين: ألفريدو دي ستيفانو، فرنيتش بوشكاش، أمانسيو أمارو.

ليفربول المتوج بلقبي 1977 و1978 امتلك تشكيلة مميزها تمتعت بخبرات أوروبية كبيرة، في مقابل فريق أغلبه تخرج من أكاديمية ريال مدريد.

قبل انطلاق المباراة مباشرة، في النفق المؤدي لأرض الملعب، شعر لاعبو ريال مدريد بالخوف من ليفربول المرشح، فيما انشغل لاعبو ليفربول بتغطية شعار ماركة "أومبرو" الراعية على أقمصتهم بأشرطة لاصقة بعد أن دخل النادي في صراع حاد مع الاتحاد الأوروبي في شؤون الدعايا والإعلان كاد يُخرج اللاعبين الإنجليز عن تركيزهم.

أما النهائي على ملعب حديقة الأمراء في باريس يوم 25 مايو 1981، فكان واحدا من أسوأ المباريات النهائية في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حتى أن لاعبي الفريقين لم يستمتعوا بها كثيرا. ريال مدريد لعب بتحفظ كبير أمام أقوى فريق في القارة، وليفربول بدا عاجزا عن فك شفرة الدفاع المدريدي.

الطريف أن أخطر فرصتين لريال مدريد في اللقاء كانتا بواسطة خوسيه أنطونيو كاماتشو الذي استفاد من مركزه المتقدم في الملعب، فسدد بشكل مباغت وغريب في الشوط الأول، والكرة مرت مباشرة إلى جوار قائم ليفربول الأيمن، قبل أن يهدر الفرصة الأبرز في الشوط الثاني.

كاماتشو الذي كان قريبا من سونيس معظم أوقات اللقاء، وجد نفسه إذ فجأة في مواجهة مرمى راي كليمنز حارس ليفربول، انفراد صريح من وسط الملعب، فرصة إن سنحت لواحد من ثلاثي الهجوم (سانتيانا، خوانيتو، كننجام) لانتهت هدفا على الأرجح، إلا أنها سنحت للظهير الأيسر الذي حاول الابتكار ولعب الكرة من فوق الحارس، فخرجت عالية.

أما الإنجليزي كننجام الذي كان مصدر هلعِ للخصوم في الموسم السابق، فلعب كالشبح في مواجهة ليفربول، ورؤيته غير قادر على إكمال انطلاقاته بدت واضحة للحضور، حاول أن يقوم ببعضِ من خدعه في بداية المباراة، ومع مرور الدقائق نسي المشاهدون أنه في تشكيلة ريال مدريد من الأساس.. قرار إشراكه كان طامة على الفريق.

في الدقيقة 82، وبعد أن أهدار ريال مدريد فرص التقدم، جاء الوقت لدفع الثمن، رمية تماس لليفربول على الجهة اليسرى، الجناح راي كينيدي ينفذها في اتجاه الظهير آلان كينيدي، وفي لحظة توقف فيها الزمن، حاول جارسيا كورتس إبعاد الكرة، فما أبعد سوى الهواء، ليجد كينيدي نفسه في مواجهة جانبية مع الحارس المدريدي أجوستين الذي توقع عرضية وترك زاويته الضيقة مفتوحة، فعاقبه كينيدي وسدد بقوة، مقتلعا الكأس ذات الأذنين في مباراة عصيبة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا