بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل

بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل

منذ ما يقرب من 6 سنوات

بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل بعد النهاية الدموية في رادس .. «كرة العار»... العرض متواصل

أبت بطولتنا المحلية إلاّ أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على طريقة الأفلام الهُوليودية القائمة على المشاهد الدموية والصّور الهَمجية. هذا السيناريو المُرعب عاشته الجماهير التونسية على أرض الواقع بمناسبة لقاء «الباراج» بين اتّحاد بن قردان والقوافل الرياضية بقفصة في ملعب رادس وفي ليلة رمضانية كان من المفروض أن تَنقل خلالها التلفزة الوطنية مُواجهة كروية رائقة تُمتع النّاس وتتوافق مع «قُدسية» شهر الصيام وتكون أفضل ختام لهذه السّنة الرياضية الشاقة.

مَشهد عنيف تحوّل على إثره الميدان إلى ساحة لتبادل اللّكمات وإراقة الدّماء قبل إيقاف اللّقاء على مرأى ومسمع الضّيوف القادمين من مجلس النواب الذي أصبح أهله مثالا يُحتذى في مُمارسة فنون «الكَاتش» بدل أن يكونوا القُدوة الحَسنة لعامّة الشّعب.

إن الصّورة المُخزية التي رَافقت المباراة الخِتامية لمنافسات «المُحترفين» تؤكد من جديد أن الكرة التونسية تَسير نحو الهَاوية وسط استقالة تامّة للدولة التي أقامت «حاجزا بلوريا» بينها وبين الرياضيين العارفين بأن وزارتهم عاجزة بدورها عن إصلاح الوضع مثلها مثل الجامعة التي غَرقت في فَرحة المونديال وأهملت الإصلاحات الجَوهرية.

اهتزّت السّاحة الرياضية لحادثة مَقتل مشجّع الإفريقي في محيط رادس وأخذت مختلف الفضاءات الإعلامية على عاتقها مسؤولية التّحسيس بخطورة الوضع الذي يُهدّد بالانفجار.

بعد تَوديع عمر تحرّكت السلطات على استحياء رغم أن الأمر يتعلّق بالأرواح البشرية التي تَقصد الملاعب والقاعات الرياضية بحثا عن المُتعة والفُرجة لا لـ»تموت» ضربا في المدرّجات أوتُفارق الحياة غَرقا في وادي مليان كما حصل مع هذا المحب الذي كان من المفروض أن تكون حادثة وفاته بتلك الطريقة البشعة نُقطة البداية لتصحيح المسار في كُرتنا.

بعد غَرق عمر ظهرت بعض الوجوه الرياضية والنّخب السياسية لِتُزايد على «القضية» وتسجّل لفائدتها بعض النقاط هذا في الوقت التي تنصّلت فيه الجامعة من مسؤوليتها «الأخلاقية» من هذه الحادثة الأليمة حتى أن الجريء أكد على الملأ أن الفقيد مات خارج أسوار رادس ما يَعني من وجهة نظره أن منظّم اللّعبة لا ناقة له ولا جمل في هذه الجريمة التي كانت تستوجب غلق رادس بـ»الشّمع الأحمر» إلى حين إعادة الأمور إلى نِصابها وتوفير كلّ الوسائل لحماية الناس وتفادي «كوارث» جديدة بسبب الجلد المنفوخ.

التّعامل مع هذه «القضيّة» الخطيرة لم يكن بالجدية الكافية (على المستوى الرياضي على الأقل) فكان من المنطقي أن نعيش المَزيد من «المآسي».

بعد حَادثة «النّقر» الشّهيرة في «كلاسيكو» «السي .آس .آس» والنّجم خرج بطل تلك السابقة الخطيرة المنصف خماخم ليؤكد على الملأ بأنه غَيّر هُوّيته ليصبح «المنصف شورّب» وأنه سيفتك حقوقه بيده لا بالقانون: أي على طريقة «البَاندية» وكَبيرهم «علي شورّب» الذي تحوّل إلى مُسلسل تلفزيوني يُبثّ في السهرات الرمضانية وسيكون بوسع خماخم مُطالبة المُنتج بمنحة «الملكية الفكرية».

الصّورة «الكَاريكاتورية» التي رَسمها المنصف خَماخم هي في الحقيقة تَعبير واقعي لمنطق «الغُورة» الذي اكتسح الكرة التونسية التي يأكل فيها القوي الضّعيف والبقاء فيها بلغة «علي شورّب» على قناة «التاسعة» لمن يَملك «بُونية صْحيحة». وهذه «البُونية» كانت فعلا حَاضرة أثناء لقاء بن قردان وقفصة والطريف أن تلك اللوحة القتالية المُخجلة التي قدّمها أبناء الناديين تأتي بعد دقائق مَعدودة من نقل المُسلسل الحدث «علي شورّب» الذي كان يعيش خارج القانون تماما مثل جمعياتنا الرياضية.

«نَقرة» خماخم للحكم (وإن كانت نابعة من شعور دفين بالظلم والقهر) فإنها عبّدت الطريق أمام الجيل الحالي من المسيّرين للتّطاول على الجميع ودون خِشية «العِقاب» الذي أصبح شكليا حتى أن خماخم نفسه تعرّض إلى «الشطب» ويُمارس مع ذلك نشاطه كأنّ شيئا لم يكن.

ونبقى مع أجواء «البَاندية» وسُلطان القانون الذي «يُفصّل» حسب المَصالح لنؤكد أن «العَفو الرياضي» الذي انتهجته هياكلنا تُجاه فيلق من «المُشاغبين» و»المُنذبين» ساهم بدوره في التشريع للمُمارسة العُنف (عُقوبة فوزي البنزرتي وياسين بن أحمد نَموذجا).

هُناك شبه إجماع على أن الصّافرة التونسية أصابها الصدأ وتحتاج إلى عملية «تَنظيف» فورية لتستقيم وتستعيد وقارها ومجدها العالمي الضائع. هذه الحقيقة المُرّة ترفض الجامعة للأسف الاعتراف بها وتُلحّ إصرارا على رأي عادل إمام على أن الأمور عال العال في حين أن الثقة أصبحت شبه معدومة في غالبية «القُضاة» وفيهم الصادق السالمي الذي تمّ تكليفه بإدارة اللقاء الأصعب والأخطر في الموسم.

لجنة بركات الذي ساد الاعتقاد بأنّها «صُورية» وتحرّكها الجمعيات و»اللّوبيات» من خلف الستار اختارت حسب الكثيرين الحكم الخطأ لمباراة «الباراج». ذلك أن السالمي يتمتع بشهادة زملائه في المهنة بإمكانات عريضة لكنّه مَحلّ انتقادات وله ذكريات سيئة مع عدّة جمعيات «كبيرة» و»صغيرة» تَعتبره «ابن النّظام» و»رجل المَهمّات» وهذ الكلام كان قد صدر مثلا عن المدرّب محمّد الكوكي.

فقدان الثقة في التحكيم واقتناع الجميع بفساد القطاع وتَوجيهه لخدمة مصالح أطراف مُعيّنة أنتج «نظرية المؤامرة» التي أصبحت تتبنّاها الكثير من الجمعيات بعد أن آمنت إيمان العجائز بأن اللّعبة تُحسم في الكواليس وفي مكاتب المُحامين لا في الميدان وهذه القناعات تؤدي بصفة آلية إلى رفض الهَزيمة ولو كانت مُستحقّة.

رَاج خلال الفترة الأخيرة شِعار استفزازي - شَعبوي يقول: «كلّ جمعية برجالها». وهو ما دفع غالبية الأندية التونسية إلى «التسلّح» برموزها الرياضية وأبواقها الدعائية ونُخبها السياسية المعروفة لتظهر بمظهر القوي والذي لا يَهاب أحدا.

وقد مَثّلت مباراة «الباراج» بين بن قردان وقفصة فرصة مُناسبة ليبرز السياسيون في الواجهة ويبيحوا لأنفسهم المُشاركة في سير الأحداث في إشارة رمزية إلى أن الجمعية (والجهة عموما) خَلفها «أسود شرسة» وجاهزة لفعل أيّ شيء دفاعا عن مَصالحها.

هذا الخلط بين الرياضة والسياسة هو نتيجة حَتمية لـ»تورّط» هَياكلنا الرياضية في اللّعبة السياسية وإذا كانت وزارتنا مُتحزّبة ولجنتنا الأولمبية «مُسيّسة» وجامعتنا مَزارا للسفراء والزعماء النقابيين فلا لوم على تلك الوجوه السياسية التي «غَزت» ليلة أمس الأوّل رادس الذي كان من المفروض أن نتمتّع فيه بسهرة كروية رمضانية توفّر الفرجة وتحترم قواعد الروح الرياضية وتُكرّس ثقافة تقبّل الهزيمة وهي غائبة للأسف في كُرتنا «المِسكينة» والتي لا تعرف هل أنها تطير فرحا بمناسبة الرحلة المُونديالية أم أنها تُعلن الحداد على «ضَحاياها» الذين ماتوا غرقا وعلى مُنافساتها الملطّخة بالدماء وعلى سمعتها المهدورة بفعل قضية الفساد الموجودة في لجنة الأخلاقيات التّابعة لـ «الفيفا».

تَحتاج المنافسات الرياضية في البلاد التونسية إلى حوالي 320 ألف أمني حسب شهادة العميد خليفة الشيباني وهو رقم ضخم يعكس في الحقيقة حجم الانفلات في قاعاتنا وملاعبنا التي أصبحت مَرتعا للمشاغبين و»المُنحرفين» ومَسرحا لـ»صِدامات» دامية بين «المجموعات» والسلطات الأمنية التي شكلت في لقاء بن قردان وقفصة درعا حاميا لطاقم التحكيم الذي كان مُهدّدا في سلامته الجسدية بعد أن اجتاحت تلك الأقدام الهَمجية الميدان.

هذه التشكيلات الأمنية التي نراها في كلّ اللقاءات والمناسبات تُقدّم صورة سيئة عن الكرة التونسية التي «هَجرتها» الجماهير بشكل يُؤذن فعلا بالخراب والخوف كل الخوف أن يصبح عدد «البوب» أكبر من المُحبين.

الوَضع في كُرتنا خَطير والحال لن يَستقيم إلاّ بسقوط «المنظومة» برمّتها إن كنّا نريد فعلا الإصلاح على أسس صَحيحة وفي أجواء «نظيفة».

أبت بطولتنا المحلية إلاّ أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على طريقة الأفلام الهُوليودية القائمة على المشاهد الدموية والصّور الهَمجية. هذا السيناريو المُرعب عاشته الجماهير التونسية على أرض الواقع بمناسبة لقاء «الباراج» بين اتّحاد بن قردان والقوافل الرياضية بقفصة في ملعب رادس وفي ليلة رمضانية كان من المفروض أن تَنقل خلالها التلفزة الوطنية مُواجهة كروية رائقة تُمتع النّاس وتتوافق مع «قُدسية» شهر الصيام وتكون أفضل ختام لهذه السّنة الرياضية الشاقة.

مَشهد عنيف تحوّل على إثره الميدان إلى ساحة لتبادل اللّكمات وإراقة الدّماء قبل إيقاف اللّقاء على مرأى ومسمع الضّيوف القادمين من مجلس النواب الذي أصبح أهله مثالا يُحتذى في مُمارسة فنون «الكَاتش» بدل أن يكونوا القُدوة الحَسنة لعامّة الشّعب.

إن الصّورة المُخزية التي رَافقت المباراة الخِتامية لمنافسات «المُحترفين» تؤكد من جديد أن الكرة التونسية تَسير نحو الهَاوية وسط استقالة تامّة للدولة التي أقامت «حاجزا بلوريا» بينها وبين الرياضيين العارفين بأن وزارتهم عاجزة بدورها عن إصلاح الوضع مثلها مثل الجامعة التي غَرقت في فَرحة المونديال وأهملت الإصلاحات الجَوهرية.

اهتزّت السّاحة الرياضية لحادثة مَقتل مشجّع الإفريقي في محيط رادس وأخذت مختلف الفضاءات الإعلامية على عاتقها مسؤولية التّحسيس بخطورة الوضع الذي يُهدّد بالانفجار.

بعد تَوديع عمر تحرّكت السلطات على استحياء رغم أن الأمر يتعلّق بالأرواح البشرية التي تَقصد الملاعب والقاعات الرياضية بحثا عن المُتعة والفُرجة لا لـ»تموت» ضربا في المدرّجات أوتُفارق الحياة غَرقا في وادي مليان كما حصل مع هذا المحب الذي كان من المفروض أن تكون حادثة وفاته بتلك الطريقة البشعة نُقطة البداية لتصحيح المسار في كُرتنا.

بعد غَرق عمر ظهرت بعض الوجوه الرياضية والنّخب السياسية لِتُزايد على «القضية» وتسجّل لفائدتها بعض النقاط هذا في الوقت التي تنصّلت فيه الجامعة من مسؤوليتها «الأخلاقية» من هذه الحادثة الأليمة حتى أن الجريء أكد على الملأ أن الفقيد مات خارج أسوار رادس ما يَعني من وجهة نظره أن منظّم اللّعبة لا ناقة له ولا جمل في هذه الجريمة التي كانت تستوجب غلق رادس بـ»الشّمع الأحمر» إلى حين إعادة الأمور إلى نِصابها وتوفير كلّ الوسائل لحماية الناس وتفادي «كوارث» جديدة بسبب الجلد المنفوخ.

التّعامل مع هذه «القضيّة» الخطيرة لم يكن بالجدية الكافية (على المستوى الرياضي على الأقل) فكان من المنطقي أن نعيش المَزيد من «المآسي».

بعد حَادثة «النّقر» الشّهيرة في «كلاسيكو» «السي .آس .آس» والنّجم خرج بطل تلك السابقة الخطيرة المنصف خماخم ليؤكد على الملأ بأنه غَيّر هُوّيته ليصبح «المنصف شورّب» وأنه سيفتك حقوقه بيده لا بالقانون: أي على طريقة «البَاندية» وكَبيرهم «علي شورّب» الذي تحوّل إلى مُسلسل تلفزيوني يُبثّ في السهرات الرمضانية وسيكون بوسع خماخم مُطالبة المُنتج بمنحة «الملكية الفكرية».

الصّورة «الكَاريكاتورية» التي رَسمها المنصف خَماخم هي في الحقيقة تَعبير واقعي لمنطق «الغُورة» الذي اكتسح الكرة التونسية التي يأكل فيها القوي الضّعيف والبقاء فيها بلغة «علي شورّب» على قناة «التاسعة» لمن يَملك «بُونية صْحيحة». وهذه «البُونية» كانت فعلا حَاضرة أثناء لقاء بن قردان وقفصة والطريف أن تلك اللوحة القتالية المُخجلة التي قدّمها أبناء الناديين تأتي بعد دقائق مَعدودة من نقل المُسلسل الحدث «علي شورّب» الذي كان يعيش خارج القانون تماما مثل جمعياتنا الرياضية.

«نَقرة» خماخم للحكم (وإن كانت نابعة من شعور دفين بالظلم والقهر) فإنها عبّدت الطريق أمام الجيل الحالي من المسيّرين للتّطاول على الجميع ودون خِشية «العِقاب» الذي أصبح شكليا حتى أن خماخم نفسه تعرّض إلى «الشطب» ويُمارس مع ذلك نشاطه كأنّ شيئا لم يكن.

الخبر من المصدر