برعاية

متطوعون يعلقون على المباريات لصالح المكفوفين

متطوعون يعلقون على المباريات لصالح المكفوفين

يطلق الحكم صافرة النهاية، معلناً تأهل نادي ماجديبورج إلى دوري الدرجة الثانية الألماني لكرة القدم، بعد فوزه على نادي فورتونا كولون بنتيجة 2-0. وتنطلق الصيحات في الإستاد، ويقفز المشجعون من فرط فرحتهم بالفوز الى أرض الملعب.

ويصرخ المعلق الرياضي، باتريك ريبين قائلاً: "لا يوجد الآن ما يمنعهم!"، مضيفاً: "انتهت اللعبة، ويقتحم المشجعون الملعب!".

ويشار إلى أن مهمة ريبين هي نقل مشاهد الابتهاج والإحباط، بصورة تنبض بالحياة، لمشجعي كرة القدم من المكفوفين وضعاف البصر.

ويعلق مع ريبين، كل من تورستن كولهورن، وستيفن لوشنر، ويوناس يونكر، ومارتن ليشيلت، وجيرومه هاك - وهم جميعاً معلقون متطوعون دون أجر، على هذه المباراة ضمن مباريات الدرجة الثالثة من الدوري الألماني (بوندسليغا).

ويتبادل هؤلاء الرجال التعليق على المباراة عبر مكبر الصوت، ويتم نقل تعليقاتهم إلى المشجعين المنتشرين حول الاستاد في وسط ألمانيا، من خلال سماعات فردية.

وفي درجات أعلى في "البوندسليغا"، يتعين على أندية كرة القدم الألمانية دفع المال مقابل توفير معلقي الصوت، ولكن في دوري الدرجة الثالثة، يعلق على المباريات متطوعون بصورة كاملة.

ويجب على المعلقين إطلاع المستمعين بكل ما يجري سواء داخل المستطيل الاخضر او في المدرجات.

ويشار إلى أن نادي ماجديبورج يحظى بسمعة جيدة فيما يتعلق بالاهتمام بذوي الإعاقة. وحضر عدد قليل من المشجعين ايام النادي الأولى في الدوري الإقليمي، كما حاز اهتماماً إعلامياً محدوداً، ولكن عندما طرح دعوة خاصة لمستخدمي الكراسي المتحركة، أصبح الكثير منهم من المشجعين المتحمسين.

وبالنسبة لمباراة التأهل، قام متبرعون مختلفون بدفع قيمة تذاكر لصالح 3000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 ومن جانبه، يقول جيرالد ألتمان، الذي يقوم بعمليات التنظيم بين المتطوعين: "إنها أول مرة تحدث (في تاريخ) كرة القدم الألمانية".

وتمكن عشرون من المشجعين من المكفوفين وضعاف البصر، من الاستماع إلى التعليق. ومن بين أحد هؤلاء المشجعين، هينينج كراوزه، الذي يعتبر من مشجعي النادي منذ أن كان يمثل جزءاً من ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، قبل أكثر من ربع قرن من الزمان.

وعندما بدأ يفقد بصره بسبب مرض يتطور بصورة تدريجية، بدأ في البقاء في المنزل بصورة أكبر وتوقف عن الذهاب للمباريات، ولكنه عاد الآن إلى المدرجات مع صديقه أستريد ميرتنز - الذي يعاني من ضعف في البصر - ليتابع المباريات بصورة حية.

ويقول كراوزه مادحاً المعلقين: "إنه أمر رائع. فالشباب يقومون بالامر بشكل جيد"، مبتهجا بحقيقة أنه يمكنه أن يعيش أجواء المباراة في الاستاد من جديد.

وكان زورين توملير، وهو أحد المشجعين الذي يعمل أيضا كصحافي إذاعي، قد طرح هذه الفكرة على نادي ماجديبورج، بعدما شاهد معلقين خلال مباراة في نادي "فولفسبورغ" الألماني، بدوري الدرجة الأولى، ويقول: "قلت لنفسي، إنه شيء مناسب لنا".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا