برعاية

يــدق نـاقوس الخطــريــدق نـاقوس الخطــر

يــدق نـاقوس الخطــريــدق نـاقوس الخطــر

اقتسم الترجي والإفريقي الغَنيمة بعد تَتويجهما بالبطولة والكأس في سيناريو مُكرّر لما حصل في المَوسم الفارط. الأفراح في «باب سويقة» و»باب الجديد» قَابلتها الأحزان في مدنين وعاصمة الزياتين بعد انحدار الفريقين إلى منطقة الظلّ على أمل العودة في أقرب الآجال إلى دائرة الأضواء هذا طَبعا بعد ترتيب الأوراق والاتّعاظ من درس الهُبوط الذي لم يسلم من لُعبة الكواليس وهي العُنوان الأبرز لكرة القدم في تونس.

ونحن نودّع الموسم الرياضي الذي كان ثقيلا وعنيفا إلى أبعد الحُدود يُطلّ علينا منظّم اللّعبة وديع الجريء لِيُخبرنا بأن العام كان «صَابة» بدليل ترشح المنتخب إلى المُونديال الذي ظنّ «الجَماعة» أنّه سيكون فعلا الشجرة التي بوسعها أن تَحجب غابة المشاكل التي تُعاني منها الكرة التونسية في مَوسم العالمية.

الصّورة لم تكن ناصعة كما يَزعم الجريء بل أنّها كانت قاتمة وصَادمة خاصّة أن الأمر بلغ حدّ الموت وهو أبشع ما يُمكن حدوثه في ملاعب الكرة المجعولة للمُتعة والفُرجة لا لقتل النّفس البشرية.

إنّ «قضية» مَقتل مُشجّع الإفريقي عمر العبيدي والتي مازالت مفتوحة إلى حدّ الآن تُعدّ أمرا جَللا وحادثا مُفزعا يُنذر بالخطر على مستقبل الجلد المنفوخ في تونس.

من روائح المَوت إلى فضائح الفساد

حَادثة مَقتل محب نادي «باب الجديد» بتلك الطّريقة البشعة في محيط رادس تتصدّر في الحقيقة لائحة الفضائح التي شهدتها السنة الرياضية التي اهتزّت لـ «زلزال» الفَساد الذي داهم ساحتنا الكروية في عام تَحتفل فيه البلاد بالعبور إلى الكأس العالمية في روسيا وما أشبه هذا «الكَابوس» بما عاشه «الطّليان» عشيّة كأس العالم في 2006.

قَضيّة الشّبهات فجّرها رئيس «الجليزة» غسّان المرزوقي قبل أن «يَختفي» الملف لأسباب مجهولة. وقد جاء الدور في مرحلة مُوالية على قائد النّجم رضا شرف الدين الذي أعلن «الحَرب» على «المنظومة الفاسدة» وأكد أن تونس ستذهب فعلا إلى الملاعب الروسية لكن عبر «زُوريخ» السويسرية حيث تَجري الأبحاث في هذه «القنبلة» والتي نَتمنّى من أعماق القلب أن تكشف المستور وأن تكون بداية النهاية لـ»كرة العِصابات». وهي التسمية التي أطلقتها في فترة ما بعض الجهات على الأسلوب المُميّز والمختلف الذي سلكه «لابيزيغ» ليخطف الأضواء في «البُوندسليغا». قضية النجم ضدّ «المنظومة» ستجعلنا نعيش شوطا ثالثا وسَاخنا.

رغم كلّ الشّبهات التي تُلاحق التعيينات والاتّهامات التي تُحاصر لجنة بركات ورغم الهفوات الكارثية للحكّام فإن رئيس جامعتنا يؤكد بكلّ ثقة في النّفس بأن صَافرتنا «لاَباس».

وهذه مُغالطة أخرى للرأي العام الذي أصبح يتندّر بمهازل الحكّام ومُساعديهم الذين حوّلوا وجهة العديد من اللّقاءات في القمّة والقاع اعتمادا على التسلّلات وضربات الجزاء الوَهمية.

ولأنّ «من يزرع الشوك يَجني الجراح» فإن فضائح التحكيم انعكست بصفة آلية على المشاركة التونسية في التظاهرات الضّخمة مثل كأس العالم التي سنساهم فيها بمساعد «يتيم» وهو أنور هميلة الذي قد يكون من «الناجين القلائل» من «اللّوبيات» التي تتحكم في «قضاة ملاعبنا».

تونس ستدخل كأس العالم في روسيا برأس مرفوع وبجيوب «عَامرة» بمليارات «الفيفا» جزاء التعب الذي تكبّده الرّجال والأبطال في أدغال إفريقيا. لكن هذا المكسب الكبير يتزامن للأسف مع إفلاس أخلاقي وكُروي ومالي في كُرتنا وهو ما جَسّمته اشتباكات اللاعبين وشَطحات المسؤولين وتزايد الإضرابات بسبب «حَجب» الأعداد بل الشهريات.

وفي خِضّم هذه الفوضى العَارمة غابت طبعا الفنيات ما دفع المشرفين على الجامعة والمنتخب إلى «التبرئ» من تلك التصنيفات التي وضع أصحابها بطولتنا في صدارة الدوريات العربية والإفريقية وقد اعترف «الجَماعة» كذلك بالضّعف الفادح لمسابقتنا هذا بعد أن كان الجريء ومعلول من أبرز المُحتفين بهذا المكسب (سبحانه مُغيّر الأحوال).

ثُنائية الإضرابات والفنيات عاشتها شبيبة القيروان التي حطّمت كلّ الأرقام القياسية في تعليق النشاط ومع ذلك فإنها تألّقت و»تعملقت» أمام «الكبار» بل أن المدرب خواجة نفسه شارك (رغم الأوجاع) في لوحة الإبداعات بتلك الحركة الفنية الرائعة التي قام بها من حافة الميدان أثناء مواجهة ترجي العاصمة الذي حافظ على زعامته رغم «ترنّحه» بين الحين والآخر مثله مثل بقية «كِبار القَوم» الذين نالوا كعادتهم النّصيب الأوفر من «الكَعكة» المحلية مُقابل تراجعهم في المُنافسات القارية وهذا مؤشر آخر على رداءة بطولتنا التي لم تعرف أنديتها الاستقرار حتى أنه لا توجد جمعية واحدة لم تُقدم على تغيير مدرّبها. يَحصل هذا في عام يُودّع فيه فريق مثل «أرسنال» مدرّبه «فينغار» بعد علاقة دامت حوالي 22 عاما. والطريف أن كل إطاراتنا التسييرية والفنية تؤكد أنها تملك «مشاريعاً رياضيةً». إنها الكِذبة الكبيرة في الكرة التونسية.

سِمة أخرى بارزة في مَوسمنا الرياضي وهي كثرة التقطّعات التي فرضتها تارة المشاركات القارية لفرسان تونس وتارة أخرى التربّصات العشوائية للمنتخب.

هذه التقطّعات أثّرت حتما في النسق العام للسّباق وأضرّت حسب الكثيرين بمسيرة عدة جمعيات وقد كانت المُعاناة أكبر في ظلّ مَوجة الإصابات التي اكتسحت ملاعبنا ولاشكّ في أن حادثة حارس نادي «باب الجديد» عاطف الدخيلي ستبقى عَالقة في الأذهان.

عُموما يُمكن اعتبار الرزنامة التي انتهجتها الرابطة بـ»وصاية» من الجريء ومعلول مهزلة أخرى تَنضاف إلى هذا الموسم «الأسود» والذي قد لا نجد فيه أيّة نقطة ضوء بإستثناء تأهّل المنتخب إلى المونديال.

اقتسم الترجي والإفريقي الغَنيمة بعد تَتويجهما بالبطولة والكأس في سيناريو مُكرّر لما حصل في المَوسم الفارط. الأفراح في «باب سويقة» و»باب الجديد» قَابلتها الأحزان في مدنين وعاصمة الزياتين بعد انحدار الفريقين إلى منطقة الظلّ على أمل العودة في أقرب الآجال إلى دائرة الأضواء هذا طَبعا بعد ترتيب الأوراق والاتّعاظ من درس الهُبوط الذي لم يسلم من لُعبة الكواليس وهي العُنوان الأبرز لكرة القدم في تونس.

ونحن نودّع الموسم الرياضي الذي كان ثقيلا وعنيفا إلى أبعد الحُدود يُطلّ علينا منظّم اللّعبة وديع الجريء لِيُخبرنا بأن العام كان «صَابة» بدليل ترشح المنتخب إلى المُونديال الذي ظنّ «الجَماعة» أنّه سيكون فعلا الشجرة التي بوسعها أن تَحجب غابة المشاكل التي تُعاني منها الكرة التونسية في مَوسم العالمية.

الصّورة لم تكن ناصعة كما يَزعم الجريء بل أنّها كانت قاتمة وصَادمة خاصّة أن الأمر بلغ حدّ الموت وهو أبشع ما يُمكن حدوثه في ملاعب الكرة المجعولة للمُتعة والفُرجة لا لقتل النّفس البشرية.

إنّ «قضية» مَقتل مُشجّع الإفريقي عمر العبيدي والتي مازالت مفتوحة إلى حدّ الآن تُعدّ أمرا جَللا وحادثا مُفزعا يُنذر بالخطر على مستقبل الجلد المنفوخ في تونس.

من روائح المَوت إلى فضائح الفساد

حَادثة مَقتل محب نادي «باب الجديد» بتلك الطّريقة البشعة في محيط رادس تتصدّر في الحقيقة لائحة الفضائح التي شهدتها السنة الرياضية التي اهتزّت لـ «زلزال» الفَساد الذي داهم ساحتنا الكروية في عام تَحتفل فيه البلاد بالعبور إلى الكأس العالمية في روسيا وما أشبه هذا «الكَابوس» بما عاشه «الطّليان» عشيّة كأس العالم في 2006.

قَضيّة الشّبهات فجّرها رئيس «الجليزة» غسّان المرزوقي قبل أن «يَختفي» الملف لأسباب مجهولة. وقد جاء الدور في مرحلة مُوالية على قائد النّجم رضا شرف الدين الذي أعلن «الحَرب» على «المنظومة الفاسدة» وأكد أن تونس ستذهب فعلا إلى الملاعب الروسية لكن عبر «زُوريخ» السويسرية حيث تَجري الأبحاث في هذه «القنبلة» والتي نَتمنّى من أعماق القلب أن تكشف المستور وأن تكون بداية النهاية لـ»كرة العِصابات». وهي التسمية التي أطلقتها في فترة ما بعض الجهات على الأسلوب المُميّز والمختلف الذي سلكه «لابيزيغ» ليخطف الأضواء في «البُوندسليغا». قضية النجم ضدّ «المنظومة» ستجعلنا نعيش شوطا ثالثا وسَاخنا.

رغم كلّ الشّبهات التي تُلاحق التعيينات والاتّهامات التي تُحاصر لجنة بركات ورغم الهفوات الكارثية للحكّام فإن رئيس جامعتنا يؤكد بكلّ ثقة في النّفس بأن صَافرتنا «لاَباس».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا