برعاية

ستيفن جيرارد مدرباً لغلاسغو... نسخة من زيدان أم تكرار لفشل نيفيل؟

ستيفن جيرارد مدرباً لغلاسغو... نسخة من زيدان أم تكرار لفشل نيفيل؟

عندما وقف روس ويلكينز خلال حفل تأبين والده راي ويلكينز داخل كنيسة سانت لوك في تشيلسي، الأسبوع الماضي، وجه خطاباً إلى الحضور الذي تضمن الكثير من الأسماء الكبرى التي سطعت في سماء كرة القدم الإنجليزية على امتداد الأعوام الـ40 الماضية. وأثناء الخطاب، تمكن ويلكينز من إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن حقيقة مثيرة، ذلك أنه قال: «وجدت كرة القدم سبيلاً للعيش دون والدي، لكن الحقيقة ببساطة أن والدي لم يتمكن يوماً من العيش دون كرة القدم».

يذكر أنه في أعقاب إعلانه اعتزال اللعب بعد مسيرة طويلة ومشرفة في الملاعب، ظل راي ويلكينز يعمل في المجال الكروي، مثلما يفعل الكثيرون. وعلى امتداد الأعوام الـ20 التالية، تولى مهام تدريب فرق متنوعة، منها كوينز بارك رينجرز وفولهام والمنتخب الأردني، إلى جانب عمله كمساعد مدرب في تشيلسي وواتفورد وميلوول وأستون فيلا والمنتخب الإنجليزي لأقل عن 21 عاماً. ويمكن القول بأن أياً من هذه المهام انتهى على نحو طيب.

حتى الفترة السعيدة والناجحة التي قضاها في العمل مساعدا لصديقه الإيطالي كارلو أنشيلوتي في تشيلسي انتهت فجأة وعلى نحو غامض في غضون شهور قليلة من احتفال الصديقين بإنجاز اقتناص النادي بطولتي الدوري والكأس معاً لأول مرة في تاريخه. في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 بعدما رحل عن عمله الأول بعد أن طرده أستون فيلا إلى جانب جميع عناصر طاقم التدريب، عاد ويلكينز إلى عمله كمعلق تلفزيوني على المباريات في قناة «سكاي سبورتس»، لكن لم يعد الأمر كما كان من قبل أبداً.

وبالنظر إلى تميزه بالذكاء ودماثة الخلق والدقة والخبرة الكبيرة بمجال كرة القدم، بدت الطريق أمام ويلكينز بمجال التدريب خالية من أي عقبات، وبدا أنه سيحقق إنجازات بمجال التدريب لا تقل عن تلك التي حققها كلاعب. ومع هذا، فإن الحقيقة المؤكدة اليوم استحالة التعرف على أي من اللاعبين السابقين سينجح بمجال التدريب وتخمين بنجاح ودقة أيهم سيتمكن من خلق سجل إنجازات بمجال التدريب يضاهي إنجازاته كلاعب. أو من سينجح في الخروج من مسيرة باهتة كلاعب ليخلد اسمه في عالم كرة القدم من بوابة التدريب.

وقد تضمنت جنازة ويلكينز بعض الشخصيات التي اعتبرت نفسها ناجحة بمجال التدريب (الإيطالي أنطونيو كونتي والإنجليز روي هودجسون وكيفين كيغان وغلين هودل)، بجانب آخرين لم يحظوا بالنجاح ذاته (الإيطالي جيافرانكو زولا وجون هولينز وبريان روبسون وبيتر ريد). أي شخص كان سينظر لأي من هؤلاء الثمانية مع اقترابهم من نهاية مسيرتهم داخل الملاعب وينجح في تمييز الغث من الثمين بينهم بمجال التدريب بدقة، كان سيصبح مستحقاً بجدارة لجائزة ذهبية في قراءة الطالع.

هل كان يمكن لأحد أن يتوقع عام 1979 عندما كان قلب هجوم سابق يدعى أليكس فيرغسون يعمل داخل حانة يملكها في غلاسغو بينما يتقاضى 40 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً كمدرب لجزء من الوقت في الفريق الاسكوتلندي إيست ستيرلنيغشاير، أنه سيكرس ربع قرن من عمره في بناء أعظم مؤسسة رياضية على مستوى الكرة الإنجليزية؟ أو أن بوبي مور، الذي خاض آخر مبارياته ذلك العام لحساب وستهام يونايتد، سيسقط أمام أبسط الاختبارات بمجال التدريب؟

من جانبهما، يملك ستيفن جيرارد وفرنك لامبارد المؤهلات التي تمكنهما من إضفاء البهجة في أي جهة عمل محتملة، فكلاهما شارك مع المنتخب الإنجليزي ونالا معظم أكبر الميداليات الرياضية على مستوى الأندية. وقد قدم كل منهما شخصية جديرة بالاحترام، تماماً مثل ويلكينز. وخلال ظهورهما في الفترة الأخيرة للتعليق على المباريات في برامج تلفزيونية، أبدى الاثنان بعد نظر وفصاحة في التعبير. إلا أنه في الوقت الذي يستعد هذان الزميلان السابقان في المنتخب لقطع أولى خطواتهما بمجال التدريب، اعتماداً على مخزون الدعم الجماهيري الكبير الذي حققاه أثناء مسيرتهما داخل الملاعب، فإنه ليس ثمة عاقل يمكنه الجزم بأي منهما، أو إذا كان أحدهما، سيحقق المستوى ذاته من النجاح بمسيرته بمجال التدريب.

من ناحيته، نجح جيرارد بالفعل في ترك انطباع جيد خلال العام الذي قضاه في تدريب الفريق تحت 18 عاما في ليفربول، وانتقل بالفعل إلى دائرة الضوء بقبوله عرضاً لعبور الحدود وتولي تدريب فريق غلاسغو رينجرز الاسكوتلندي. أما لامبارد، فقد أوضح خلال مقابلة أجرتها معه هذه الصحيفة الأسبوع الماضي عزمه على المضي في الطريق ذاته بمجرد إنجازه دورة التدريب التابعة لـ«يويفا» للحصول على تصريح بممارسة التدريب واجتيازه فترة تدريب داخل أكاديمية تشيلسي.

وبينما تبدو ثمة مؤشرات جيدة، فإن البعض الآخر لا يبعث على التفاؤل. على الجانب الإيجابي، هناك الكثير ممن شككوا بقدرات الفرنسي زين الدين زيدان رغم مسيرته العظيمة داخل الملاعب مع ريال مدريد والمواسم العدة التي قضاها في تدريب فرق بعيداً عن الفريق الأول داخل النادي. ورأى البعض أنه لن ينجح في الانتقال إلى تدريب الفريق الأول في النادي الملكي. اليوم، يقف الرجل الذي يبدو وجهه خالياً من أي تعبيرات على بعد خطوة واحدة من ثالث بطولة دوري أبطال أوروبا على التوالي، إنجاز من شأنه نقله إلى مستوى أعلى من أسماء كبرى مثل الإسبان جوزيه فيلالونغا وميغيل مونيوز وفنسنت ديل بوسكي، ليصبح المدرب صاحب الحظ الأوفر من النجاح في تاريخ بطولة الكأس الأوروبية.

على الجانب الآخر، مثلما سيعي لامبارد وجيرارد حتماً، هناك غاري نيفيل، الذي ربما شكل اللاعب رقم واحد على مستوى جيله من اللاعبين الإنجليزي، وبدا متوافقاً تماماً مع مهمة التدريب. ولا بد أن هذا كان تفكير هودجسون عندما دعاه ليصبح واحداً من مساعديه في تدريب المنتخب الإنجليزي عام 2012 إلا أنه بعد ثلاث سنوات، قبل نيفيل دعوة من صديقه بيتر ليم، رجال الأعمال السنغافوري، كي يتولى مهمة تدريب فالنسيا، وهو ناد جيد لكنه يمر بمصاعب مؤقتة. ولم تكن لدى نيفيل القدرة على الحديث بالإسبانية ولم يسبق له من قبل قط العمل في الدوري الإسباني ولم يتمكن من الاعتماد على أحد سوى مالك النادي وشقيقه، فيل نيفيل، الذي جرى تعيينه في منصب القائم بأعمال المدرب، وذلك لمعاونته على دفع النادي للنهوض من عثرته. في الواقع، كان هذا الأمر بحاجة إلى ما يشبه المعجزة، ويبدو أن الشهور الأربعة الكارثية التي قضاها في إسبانيا قضت على أي طموحات سابقة دفعته للحصول على تصريح من «يويفا» لممارسة التدريب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا