برعاية

اتحاد الإعلام الرياضي بين مطرقة الواقع وسندان المحال

اتحاد الإعلام الرياضي بين مطرقة الواقع وسندان المحال

السبت 14 رجب 1439 هـ الموافق 31 مارس 2018 العدد 16360

يصنف الرياضيون والإعلاميون قرار إنشاء اتحاد الإعلام الرياضي بأنه واحد من أهم القرارات التي صدرت مؤخرا من قبل هيئة الرياضة ممثلة بمعالي المستشار تركي آل الشيخ، حيث حظي القرار بترحيب حار من الإعلاميين الرياضيين والذين كانوا يمنون أنفسهم بإقرار هذا الاتحاد منذ زمن طويل.

(اليوم) وعبر «قضية الأسبوع» حاولت أن تسبر أغوار اتحاد الإعلام الرياضي والذي يرأسه وكيل رئيس الهيئة لشؤون الإعلام رجاء الله السلمي، واستطلعت رأي عدد من الإعلاميين السعوديين المتخصصين والمخضرمين، فإلى ثنايا القضية..

أكد الأستاذ تركي الخليوي رئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة اليد السابق والناقد الرياضي المعروف، أنه لا يرى شيئا حتى الآن من الاتحاد حيث يزال في مهده صبياً لم يبلغ الفطام، ولا نعرف عنه سوى أن القائمين عليه نخبةٌ مختارة من صفوة شبابنا ونؤمل فيهم خيرا كثيرا شريطة استقلاليتهم التامة في عملهم.

وأضاف الخليوي: الاتحاد مازال كما قلنا في مرحلة التأسيس وهي من أهم المراحل، فهي نقطة الانطلاق لعمل مؤسسي ومؤطر بلوائح وأنظمة متقنة لا مجال للاجتهاد فيها أو اختراقها أو القفز عليها، وما قاموا به من بعث مسؤولي المراكز الإعلامية في الأندية لأحد الأندية البريطانية لأيامٍ قلائل كما سمعت ما هي إلا مكسب إعلامي أكثر منها فائدة عميقة ممكن أن تنعكس ايجابا على العمل الميداني هنا، ما لم تتكرر وتتنوع من الناحية الإثرائية فالإعلاميون هنا يحتاجون إلى جهد كبير في تطويرهم وإعادة صياغتهم بما يتناسب والمرحلة القادمة من خصخصة وخلافه، والعمل الآخر الذي ظهر للسطح وكان على استحياء هو ايقاف بعض الإعلاميين المتجاوزين ممن يكرسون التعصب بأسوأ درجاته وهي خطوة رائعة لكن كان ينقصها الشفافية، التي هي ضرورة ملحة مع هؤلاء الإعلاميين، فمن لا يحترم نفسه وزميله والمشاهد والمتابع فليس حريا بالاتحاد أن يحترمه أو يتستر عليه فالقوة مطلب وقال إنه يؤمل من الاتحاد الكثير ومطلوب منه ايضاً الكثير ولعل أهمها وضع طوق صارم يمنع التدخل في عملهم، فالتدخل يخدش العمل ويحرج العاملين ويُضعف اداءهم وقراراتهم، ومراقبة المشهد بكثافة ودقة، وتطوير الإعلاميين المؤمل أن يتفاعلوا ويقدموا جديدا، إيضاً إلزام البرامج والقنوات باستضافة المتميزين والعقلاء من الإعلاميين الذين يضيفون للبرنامج وللمتابع ويعكسون صورة ناصعة للإعلام السعودي، وكذلك إقامة دورات متخصصة اجبارية، وإجراء اختبارات سنوية للإعلاميين بكل تخصصاتهم والسعي لخلق جيل إعلامي شاب ونقي ومراقبة البعثات والمندوبين الإعلاميين المرافقين للبعثات الرياضية والتأكد من سلوكياتهم وادائهم المهني، ولعل الملاحظة الأبرز على أعضاء مجلس الإدارة أنهم أو جلّهم مثقلون بمناصب وأعمال أخرى قد تؤثر بطريقة أو بأخرى على ادائهم وإبداعهم وكان بالإمكان تفريغهم أو تخفيف بعض الأعباء عنهم أو تعيين آخرين متفرغين أو شبه متفرغين أملاً في عطاءٍ أمثل وأكمل، حيث لا نريد عملا تقليدياً لان هذا كفيلٌ بإماتته، بل نريد عملا شجاعاً واضحاً لا يجامل ولا يهادن.

أكد الناقد والإعلامي المخضرم محمد الدويّش أن الأمل من هذا الاتحاد أن يكون مستقبلا اتحادا أهليا يتشكل بالانتخابات ويمثل كل الإعلاميين الرياضيين بما في ذلك كتّاب الرأي، وفي هذا المقام أود أن أذكر أن النشاط الأولمبي في جميع أنحاء العالم هو عمل أهلي مدني يختلف عن العمل الاحترافي التجاري الرياضي.

وأضاف: الاتحادات الرياضة تتبع اللجنة الأولمبية التي يفترض أن تكون هي الأخرى أهلية مدنية فإن اتحاد الإعلام الرياضي يجب أن يكون يوما ما أهليا مدنيا.

وقال: إن ثقتي بهم كبيرة لهذا فأنا أثق برئيس الاتحاد وزملائه أعضاء الاتحاد وكذلك برئيس اللجنة الأولمبية وأن هذا هو تفكيرهم وتوجههم، سعياً لأن تكون المملكة العربية السعودية في موقع التأثير الرياضي العالمي، الأمر الذي يقوم به المستشار تركي آل الشيخ حالياً وهو ما سيتحقق من خلال الاندماج الكامل في العمل الأولمبي العالمي والمشاركة به بل والمبادرة إلى تنظيمه وإقامة المسابقات فيه بما ينعكس أيضا على النشاط الإعلامي أيضا فلا بد أن يخرج الاعلام الرياضي السعودي من صخبه المحلي الى العالمية.

وشدد الدويش على أنه يحترم الفكرة والأسماء ولكن الاتحادات والروابط والجمعيات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني لا يفترض أن تكون رسمية، فهناك فرق بين العمل الرسمي والعمل المدني، لذلك لعل هذا الاتحاد الرسمي يكون نواة أو فكرة انطلاق نحو العمل المدني في مجال الإعلام الرياضي، لا سيما أن الرياضة في العالم كله تتجه للخصخصة والاعلام أيضا كذلك.

وختم الدويش حديثه قائلا: ثقتي المطلقة بحسن نية المسؤولين عن الرياضة وعن الإعلام الرياضي بأنهم يسعون لتنظيم الإعلام الرياضي وضبطه وهذا هدف نبيل.

أشار الإعلامي القدير الأستاذ سلطان المهوس إلى أن إنشاء اتحاد إعلام رياضي يعد خطوة كبيرة جدا ومهمة جاءت بتوقيت ممتاز، حيث اعتبر هذا الاتحاد مظلة لجميع الإعلاميين الرياضيين في السعودية، وتوقع أن يبني أساسيات متينة جدا يمكن الاستناد عليها لسنوات طويلة بغض النظر عن أي شخص يقود هذا الاتحاد. مضيفا: نحن في السعودية ولله الحمد رزقنا برئيس اتحاد يعتبر من أفضل الشخصيات الإعلامية وأبرزهم حكمة ويملك كاريزما وقبولا واسعا يستحقه، وهو الاستاذ رجاء الله السلمي، ومن معه أيضا يملكون الخبرة وتنظيم العمل الإعلامي الذي يحتاج اليوم إلى التنظيم والكثير من التحديث والتطوير، ولا شك أن الفترة الماضية كانت فترة جيدة في العمل المؤسسي لهذا الاتحاد، وسيتبعها أعمال أخرى وفق ما نراه. وليس من الحكمة اليوم أن نعطي رأيا كاملا؛ لأن التجربة حديثة وفي البدايات ولكن الأعضاء والرئيس والدعم المقدم من الهيئة العامة للرياضة لهذا الاتحاد يعطينا مؤشرا إيجابيا أن هذا الاتحاد في أحسن حال.

وأكد المهوس أن المطلوب هو التنظيم الإعلامي والتعريف الحقيقي لمكونات الإعلام بشكل مؤسسي، بحيث نضمن وجود إعلاميين مؤهلين وليس وجود القافزين عبر البورشتات عبر وسائل الإعلام وإعطاء كل ذي حق حقه من المميزين من الكفاءات الجيدة بالتواجد والظهور وتقديم نفسها في الساحة الرياضية بشكل جيد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا