برعاية

دوري الأبطال يؤكد أن المتعة في الهدف الأساسي لكرة القدم

دوري الأبطال يؤكد أن المتعة في الهدف الأساسي لكرة القدم

بغض النظر عن الجشع الذي يعمينا في الوقت الحالي والفوارق المالية الواضحة التي قتلت المنافسة الطبيعية بين الفرق إلى حد كبير، لا تزال كرة القدم تحتفظ بالشيء الأهم والأساسي في هذه اللعبة وهو المتعة والإثارة.

هناك مثل معروف يقول إن الانطباع الأول يدوم، فعلى سبيل المثال لقد أحببت بول ميرسون (لاعب آرسنال السابق) كمحلل للمباريات رغم أنه قد لا يكون أكثر المحللين معرفة وثقافة، وقد يبدو في بعض الأحيان أنه لا يدرك أنه يتحدث على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون.

وكانت اللحظة التي أدركت فيها للمرة الأولى أنني سأعجب بكل ما يقوله ميرسون بغض النظر عن منطقيته قد حدثت بعد إحراز النجم الإنجليزي مايكل أوين لهدفه الرائع في مرمى منتخب الأرجنتين في نهائيات كأس العالم عام 1998 وحديثه عن قدرة أوين على وضع الكرة في الشباك بطريقة جميلة والطريقة الغريبة التي كان يحرك بها أوين قدميه، قبل التعرض للإصابة بكل تأكيد، والسرعة الفائقة التي كان يركض بها.

وربما يكون الشيء الأفضل في هذا الهدف الرائع هو طريقة تصويره على شاشة التلفزيون ورؤية أوين وهو يركض للاحتفال وميرسون وهو يقفز فرحا ويتجه نحو باقي أفراد مقاعد بدلاء المنتخب الإنجليزي بابتسامة عريضة وهو يقول: «يا له من هدف رائع».

وكانت السعادة الغامرة تعلو وجوه جميع بدلاء المنتخب الإنجليزي، في الوقت الذي كان فيه المدير الفني لإنجلترا، غلين هودل، صامتا وكأنه يفكر في كيفية إحراز أوين لهذا الهدف. كان ميرسون هو الوحيد الذي يبدو تائها في ذلك الوقت ومشدوها تماما بهذا الهدف الرائع الذي ربما جعله يشعر بالسعادة أكثر من أوين نفسه!

وحتى بعد اتجاهه للتحليل الرياضي، ظل ميرسون يتعامل مع الأمور بنفس الطريقة ونفس المنظور ويشعر بالسعادة الغامرة لرؤية لعبة جميلة أو هدف رائع. وفي الحقيقة، فإنه محق تماما في ذلك، لأنه رغم كل الصخب المحيط بالتنافس والصراع بين الأندية والفرق المختلفة، فإن الشيء الوحيد الذي تبقى من كل ذلك هو تلك اللحظة التي يشعر فيها المشاهد بالسعادة والإثارة عند مشاهدة لمحة فنية جميلة أو هدف بمهارة رائعة مثل هدف أوين.

أما السبب الذي يجعلني أتحدث في هذا الأمر بهذا الشكل المطول فيتمثل في تجربتي غير العادية على مدى الأيام الستة الماضية والتي أمضيتها في مشاهدة مباريات ستة أندية من أغنى اثني عشر ناديا لكرة القدم في العالم.

ولعل الشيء المحبط في هذا الأمر يتمثل في أنه قد تبين أنه ليس لدي أي شيء جيد أو مثير للاهتمام بشكل خاص يمكنني الحديث عنه بعد هذه التجربة، أو أي شيء قد لا يكون القارئ العادي على دراية به. إلا أن هناك شيئا واحدا برز من المواجهات القوية بين مانشستر سيتي وتشيلسي، وباريس سان جيرمان وريال مدريد، وصولا إلى المباراة الختامية المثيرة بين توتنهام هوتسبير ويوفنتوس مساء الأربعاء الماضي.

ويعلم الجميع الآن أن الأندية العملاقة أصبحت عبارة عن «مشهد مؤسسي» في المقام الأول، إن جاز التعبير، بعيدة عن المشاعر البشرية والإنسانية، للدرجة التي جعلت كلمة «لاعب» قد تبدو غريبة في هذا الإطار وربما ينبغي استبدالها الآن بشيء أكثر ملاءمة لهذا المشهد، مثل «وحدة الرياضة البشرية» أو «النخبة التكتيكية لكرة القدم».

وبغض النظر عن الجشع الذي يعمينا في الوقت الحالي والفوارق المالية الواضحة التي قتلت المنافسة الطبيعية بين الفرق إلى حد كبير، لا تزال كرة القدم تحتفظ بالشيء الأهم والأساسي في هذه اللعبة وهو المتعة والإثارة.

ولا تحقق كرة القدم أهدافها إلا عندما يشعر المشاهد بالمتعة والسعادة، لأن هذا هو الهدف الأساسي للعبة، وهو الإحساس الذي نشعر به عندما نشاهد اللاعبين الكبار والذين يمتلكون مهارات وإمكانيات كبيرة مثل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالشكل الذي شاهدناه في مباراة ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي.

وكثيرا ما يتم تصوير رونالدو على أنه محارب في إحدى الألعاب على نظام تشغيل «آندرويد» أو دمية قوية العضلات يعلوها محرك آلي في الرأس. لكن هذا التصوير بالطبع يقلل من جمال لعبة كرة القدم وروعة القصة المتمثلة في قدوم فتى نحيل من ماديرا بالبرتغال بعد أن عشق كرة القدم ووصل الآن إلى قمة النضج الكروي ويقدم المتعة الكروية لكل عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا