برعاية

فورزا كالشيو (23) - دربي ديلا مادونينا

فورزا كالشيو (23) - دربي ديلا مادونينا

اجتمع صانع الأحذية الإنجليزي هيربيرت كيلبن مع مواطنه ألفريد إدواردز رجل الأعمال القادم من نوتنجام الإنجليزية واتفقا على إقامة نادي لكرة القدم والكريكيت في مدينة ميلانو التي يقطنوا فيها من أجل إدارة أعمالهم ليصبح ميلان أحد الأندية الرائدة في إيطاليا بعد تورينو وجنوى.

كان ذلك في عام 1898 وتولى كيلبن مسئولية تكوين وقيادة فريق كرة القدم حتى اعتزاله في 1906 لعب خلالها 17 مباراة رسمية في الدوري وقادهم للحصول على ثلاثة ألقاب للدوري، باعتزاله بدأت الخلافات تضرب جدران الفريق الذي أسسه وذلك بسبب اللاعبين الأجانب.

انقسم لاعبو ميلان إلى فريقين الأول يرى ضرورة الاعتماد على اللاعبين المحليين كقوام رئيسي للنادي الذي وصل عدد اللاعبين السويسريين فيه حين ذاك إلى ثمانية بينما الفريق الأخر لا يجد أي حرج في ذلك.

فورزا كالشيو (22) - عندما ارتدى باجيو الوشاح واحتفل بيرنارديسكي أمام فيورنتينا فورزا كالشيو (21) - إنتر يفوز "عندما يموت البابا" فورزا كالشيو (20) - وداعا فيتشينزا فورزا كالشيو (19) - أن تقتل نجم فريقك ثم تمحو ناديك من الوجود فورزا كالشيو (18) - "الكاتيناتشو".. البداية من رابان وصناعة المجد مع هيريرا

ظلت الأمور مشتعلة حتى العام 1908 عندما اجتمع 42 مشجا ولاعبا بقيادة الفنان الإيطالي جورجيو موجيانو في مطعم "الساعة" بقلب المدينة ميلانو وقرروا "سيكون للأجانب مكان بيننا" وتمت ولادة نادي "إنترناسيونال" أو بالعربي "النادي الدولي" بعد ذاك الاجتماع دامجا بين أبناء البلاد واللاعبين الأجانب.

ميلان الذي أسسه كيلبن أصبح فريقان الآن ولكن قلبه ظل معلقا بالتأكيد بأصحاب القمصان الحمراء المخططة بالأسود، الدربي الأول انتهى بفوز ميلان على الابن العاق بهدفين لهدف ولكن العام التالي شهد نجاحا فوريا لإنتر الذي حصد لقب الدوري في 1910 واكتسح "أولاد العم" مرتين بخماسية خلال ذاك الموسم الثاني لهم تاريخيا.

الانقسام طال الجماهير أيضا فأبناء الطبقة الراقية الملقبين بـ"البرجوازيين" قرروا دعم إنتر الوليد بينما طبقة العاملين المتعصبة لكل ما هو وطني فقد وقفت بجانب ميلان وقضيته الرافضة لسيطرة الأجانب على كرة القدم في إيطاليا لذلك كانت جماهير إنتر دائما لديها رفاهية الذهاب للمباريات على درجاتهم الهوائية الخاصة بينما جماهير ميلان كانت تستخدم وسائل النقل العامة.

تغيرت الأمور الاقتصادية تلك بالتأكيد الآن ودابت الفوارق الإجتماعية بينهم كما تقبل ميلان وجماهيره تواجد الأجانب وسطهم فظل الفريق بعيدا عن البطولات والإنجازات منذ الإنقسام وحتى الخمسينيات عندما قاد الثلاثي السويدي بقيادة الهداف جونر نوردل وجونار جرين ونيلز ليدهولم الفريق إلى أربع بطولات للدوري في الفترة من 1950 إلى 1960.

ولكن ذلك لم يغير ولادة دربي جديد في الكرة الإيطالية هو "دربي ديلا مادونينا"، مادونينا هي السيدة العذراء وذاك هو اسم تمثالها الذي يتوسط الميدان في وسط مدينة ميلانو ومنه تم اقتباس لقب دربي الغضب.

لم تنس المنافسة الدائمة وتبادل السيطرة بينهما سواء في الهيمنة على الكرة الإيطالية في بعض الأحيان حينما يغيب يوفنتوس أو في الهيمنة على الدربيات أن الفريقان مازلا "أولاد عم" ويكفي أنهما منذ 1947 وهما يلعبان في نفس الملعب "سان سيرو" أو "جوسيبي مياتزا".

مياتزا هو أحد أساطير إنتر ميلان في ثلاثينيات القرن الماضي والذي تركهم بعد ذلك وانضم إلى الجار ميلان لمدة موسمين ثم رحلة في يوفنتوس وفاريسي وأتلانتا قبل العودة إلى إنتر ميلان في نهاية مسيرته الكروية كلاعب ومدرب أنقذهم من الهبوط للدرجة الثانية واعتزل بعدها.

تكريما لاسمه كواحد من أعظم اللاعبين ليس فقط في تاريخ إنتر ميلان وإنما كرة القدم الإيطالية تم إطلاق أسمه على ملعب سان سيرو ليتحول إلى ملعب جوسيبي مياتزا رسميا، جماهير إنتر تتعامل معه بهذا الأسم والبعض من جماهير ميلان يرفض ذلك مستمرا في لستخدام اسم "سان سيرو".

هناك يوجد متحف مشترك لكل بطولاتهما وبزيارته يمكنك رؤية 36 بطولة دوري إيطالي و12 بطولة لكوبا إيطاليا وخمس بطولات للسوبر المحلية بجانب 10 كؤوس لدوري أبطال أوروبا و5 بطولات لكأس الانتركونتيننتال وبطولتي كأس العالم للأندية مجتمعة تحت سقف واحد.

يسير الفريقان في ظل بعضهما البعض ليس فقط بتبادل السيطرة على نتائج المباريات بينهما البعض ولكن أيضا على المستوى الإداري فبنهاية القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة كان التنافس الإداري بين رجلي أعمال إيطاليين هما سيلفيو بيرلسكوني في ميلان وماسيمو موراتي في إنتر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا