برعاية

أموال موشيري فشلت في انتشال إيفرتون من الهاوية

أموال موشيري فشلت في انتشال إيفرتون من الهاوية

من غير المحتمل أن يكون الملياردير الإيراني فارهاد موشيري مالك نادي إيفرتون قد وجد سبباً يدعوه للاحتفال بمرور عامين على تحوله إلى المساهم الأكبر في نادي إيفرتون، الثلاثاء.

كان موشيري البالغ 62 عاماً قد استثمر ما يقرب من ربع مليار جنيه إسترليني في إيفرتون، منذ أن وضع نهاية لرحلة البحث الطويلة التي خاضها رئيس النادي بيل كينرايت عن منقذ مالي. وبالنظر إلى نتائج الأموال التي استثمرها في النادي، التي تمثلت في تحقيق تقدم بطيء في بناء استاد جديد، وسيطرة مشاعر سخط عميقة على الجماهير ووجود أسوأ فريق لإيفرتون على امتداد هذا القرن، يبدو أن عائدات أمواله جاءت ضعيفة للغاية.

من جانبه، كان كينرايت، رئيس «إيفرتون»، قد أشار إلى «المعرفة بكرة القدم والمقدرة المالية وروح الإخلاص الحقيقية» باعتبارها الأسباب الرئيسة وراء قبول الملياردير البريطاني - الإيراني الانضمام للنادي في 27 فبراير (شباط) 2016. وقد سدد موشيري ما يقرب من 87.5 مليون جنيه إسترليني مقابل شراء 49.9 في المائة من أسهم النادي، التي من المتوقع أن ترتفع بمرور الوقت. كما أقرض موشيري إيفرتون 150 مليون جنيه إسترليني دون تحديد موعد ثابت للسداد.

وقد مكَّن هذا القرض إيفرتون من الإنفاق ببذخ على اللاعبين، والتخلص من ديون بقيمة 28.4 مليون جنيه إسترليني، وتقليص قيمة الفوائد السنوية، وتمويل عمليات تطوير ملعب «فنش فارم» للتدريب والاستاد القديم الخاص بالنادي، بينما يُعدّ للاستاد الجديد من خلال الـ9.1 مليون جنيه إسترليني التي أنفقت على تأمين الموقع وأعمال التخطيط الأولية في براملي مور.

بالنسبة للمقدرة المالية للمساهم الأكبر في إيفرتون، فإنها لم تكن قط محل شك - ولا الحماس والطموح الذي أضفاه على النادي منذ بيعه أسهم آرسنال إلى شريكه التجاري أليشير عثمانوف. ومع هذا، فإن معرفته الكروية، أو على الأقل النصيحة التي جرى توجيهها إلى موشيري في إطار دوره الرائد الأول داخل نادي مشارك في الدوري الممتاز، لم تثبت بعد على أرض الواقع.

في ظل وجود موشيري، نجح إيفرتون أخيراً في الحصول على الوفرة المالية التي لطالما ظلت بعيدة عن متناول النادي على امتداد حقبة الدوري الممتاز، وجرى النظر إلى هذه الأموال باعتبارها عنصراً محورياً لإنهاء حالة القحط التي أصابت النادي على امتداد 23 عاماً، وحرمته من الفوز بأي بطولة. ومع هذا، فإنه في الواقع شكَّلَت هذه الوفرة المالية بداية حقبة جديدة من قرارات رديئة على صعيدي الإنفاق وصفقات ضم لاعبين جدد على مستويات متنوعة.

وبدلاً عن اتباع نهج توتنهام هوتسبير وتحدي أندية النخبة القائمة التي لطالما نجحت في التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، انزلق إيفرتون نحو الاتجاه المعاكس.

وتبدو الفجوة بين الفريق والجماهير صارخة، وأبرز ملامحها صيحات الاستهجان التي استقبلت بها الجماهير مشاركة لاعب خط الوسط الفرنسي مورغان شنيدرلين أمام كريستال بالاس منذ وقت قريب. وقد تعرَّض اللاعب لانتقادات واسعة من جماهير إيفرتون، بسبب افتقاره الواضح إلى الالتزام إزاء النادي والحماس، لكن هذا اللاعب لا يمثل الصفقة الوحيدة التي تكبد فيها النادي مبلغاً باهظاً مقابل ضم لاعب أداؤه دون المستوى.

جدير بالذكر أنه منذ انضمام موشيري إلى إيفرتون، أنفق ما يقرب من 277 مليون جنيه إسترليني على 18 لاعباً. وجاء إيفرتون في المرتبة الخامسة بين أكبر الأندية إنفاقاً على مستوى القارة الأوروبية الصيف الماضي، ذلك أن إجمالي إنفاقاته بلغ 149.1 مليون جنيه إسترليني. وتبعاً لـ«مرصد سايز لكرة القدم»، فإن إيفرتون يأتي في المرتبة السادسة بين أكبر الأندية من حيث الإنفاق على امتداد موسمي الانتقالات السابقين. وتفسر النتائج الكارثية الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها ستيف والش، الذي عينه موشيري في منصب المدير الأول لشؤون كرة القدم داخل إيفرتون.

من بين اللاعبين الـ18 الذين ضمهم النادي إلى صفوف الفريق، يبرز السنغالي إدريسا غانا غاي باعتباره الصفقة الناجحة - بجانب اعتباره مثالاً نادراً على تكرار والش لجهوده المتألقة بمجال الكشف عن المواهب الكروية أثناء وجوده في ليستر سيتي - بعدما أدى انضمامه إلى إيفرتون إلى تفعيل بند الانتقال الوارد في عقده مع أستون فيلا، الذي ينص على سداد 7.1 مليون جنيه إسترليني للنادي. علاوة على ذلك، فإن الـ30 مليون جنيه إسترليني، التي جرى إنفاقها على جوردان بيكفورد لتجعل منه حارس المرمى البريطاني الأغلى تبدو استثماراً حقيقياً، رغم أنه من الطبيعي أنه لا يزال يمر بعملية تشكل وتطور بالنظر إلى أنه في الـ23 من عمره، في الوقت الذي أسهم واين روني بـ11 هدفاً وقدم ثيو والكوت بداية مشجعة لحقبة ما بعد آرسنال في مسيرته الكروية. وتبدو هذه الأمثلة الوحيدة الناجحة من بين اللاعبين الجدد البالغ عددهم 18، ومن الصعب العثور على أي أمثلة أخرى.

من ناحية أخرى، فإن إيفرتون يتمتع بمواهب دولية بمختلف صفوفه، وبفضل الأكاديمية المتميزة التي يملكها، فإن ثمة مجموعة من اللاعبين الشباب بإمكانهم الاستفادة من التجارب العصيبة التي حملها هذا الموسم وإمداد الفريق بالهوية التي يفتقر إليها. إلا أنه فيما يخص استغلال هذه المواهب، وتحقيق عائدات مقبولة على الاستثمارات المالية الموجهة للاعبين الجدد وتطوير أسلوب اللعب والشخصية المميزة للفريق، جاء الأداء العام مروعاً. كان هذا الموسم قد بدأ بأول موجة إنفاقات في تاريخ إيفرتون التي صممت للدفع بالفريق إلى أتون المنافسات الأوروبية على المدى الطويل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا