برعاية

انتقال أديمولا إلى ألمانيا نموذج يحتذى به

انتقال أديمولا إلى ألمانيا نموذج يحتذى به

كما هو متوقع، تركزت معظم الأحاديث حول انتقالات اللاعبين حول الصفقات الضخمة إلى أندية اعتادت المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا والتي تخص لاعبين مثل سانشيز ومخيتاريان وأوباميانغ ولابورت. ومع هذا، كانت هناك صفقة إعارة تضمنت نادياً أجنبياً يشارك في بطولة دوري أبطال أوروبا لفتت أنظاري بشدة.

كان أديمولا لوكمان (20 عاما) قد أقدم على قرار شجاع - يبدو أنه جاء ضد رغبة مدربه في «إيفرتون»، سام ألاردايس - بالخروج من المنطقة التي لطالما ألفها داخل بلاده ورفض المشاركة مع ديربي كاونتي الذي يشارك بدوري الدرجة الثانية (تشامبيون شيب)، واختيار بدلاً عن ذلك الانتقال إلى آر بي لايبزيغ الذي يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز.

على امتداد سنوات، تابعت أعداد اللاعبين الإنجليز الناشئين الذين من الممكن تعزيز ذكائهم بمجال كرة القدم وثقافتهم بوجه عام من خلال المشاركة في بيئة كروية مختلفة في إحدى بطولات الدوري الكبرى الأجنبية، مع العمل على تعلم لغة جديدة والتعرف على ثقافة مختلفة، والحرص في الوقت ذاته على إتقان أسلوب مختلف في كرة القدم واتباع توجهات تكتيكية ومبادئ مختلفة عن تلك التي تعلمها في إنجلترا. ونظراً لحقيقة أن الدوري الممتاز الإنجليزي الأكثر ثراءً عالمياً - وبالتالي الأكثر قدرة على أن يدفع للاعبين الرواتب الأعلى - يرى معظم اللاعبين الموهوبين لدينا أنه من غير المنطقي الرحيل عن راحة الوطن والمال الوفير الذي ينالونه هنا من أجل المشاركة في الدوريين الألماني أو الإيطالي الممتازين أو أي بطولة أخرى على مستوى مشابه.

وإذا نظرت إلى المنتخب الإنجليزي الذي يستعد الآن لخوض بطولة كأس العالم هذا العام، ستجد أن لاعب خط وسط توتنهام هوتسبير إريك داير، الذي شارك في صفوف سبورتنغ لشبونة لمدة عامين، اللاعب الوحيد الذي امتلك خبرة تزيد على العام في اللعب خارج البلاد وتمرس داخل بيئة كروية مختلفة. وأرى من جانبي أن تنوع الأدوار التي يضطلع بها داير كلاعب قلب دفاع وقادر على التكيف التكتيكي ولاعب خط وسط مدافع، يعني أنه لاعب متفرد بالفعل وسيشكل جزءًا مهماً من المنتخب في روسيا.

ويبدي داير مستوى رفيعا من الوعي التكتيكي في أدائه مع توتنهام هوتسبير والمنتخب الإنجليزي. والملاحظ أن المدربين داخل إنجلترا لا يوجهون نصائح أو تعليمات أو تعليقات بهدف التشجيع إلى اللاعبين بذات القدر الذي يحدث داخل أندية القارة الأوروبية الأخرى. وعندما أتحدث إلى لاعبين وافدين من الخارج إلى إنجلترا، يتحدثون عن حجم التطور الذي يتعين عليهم تحقيقه في أدائهم كلاعبين، الأمر الذي يسعون لتحقيقه رغم عدم معرفتهم باللغة الإنجليزية أو المبادئ المختلفة للعب داخل إنجلترا. بوجه عام، يواجه هؤلاء اللاعبون الحاجة إلى تحسين قدراتهم الكروية كي يتمكنوا من التعامل مع إيقاع ووتيرة مختلفة للغاية يقابلونها داخل الدوري الإنجليزي الممتاز.

أيضاً، يتعين عليهم النضج والارتقاء بشخصيتهم كرجال شباب. والملاحظ أن الكثيرين منهم ينتقل للعيش هنا وبرفقتهم أسرهم الصغيرة من أجل معايشة ثقافة وأسلوب حياة مختلفين تماماً عما ألفوا، ويجابهون الحاجة إلى تعلم اللغة وأسلوب الحياة بسرعة. وأكد هؤلاء اللاعبون أن خروجهم عن النطاق المألوف لديهم وخوضهم هذه التحديات عاد عليهم بالفائدة على المدى البعيد كلاعبين ومهنيين داخل الملعب وكأشخاص عاديين خارج الملعب. وعليه، كثيراً ما يساورني التساؤل حول كيف كان يمكن أن يستفيد منتخبنا الوطني لو أن عدداً أكبر من لاعبينا خاضوا مثل هذه التحديات داخل وخارج الملعب.

ومن اللافت أن أحد أكبر الاتهامات التي توجه إلى لاعبينا عندما سقطنا أمام آيرلندا في إطار البطولة الأوروبية عام 2016، أنهم بدوا وكأنهم عاجزون عن إيجاد حلول تكتيكية للمشكلات التي يجابهونها داخل الملعب، علاوة على تلك الشكوى التي تظهر في أعقاب كل هزيمة كبرى نتعرض لها وهي أننا نبدو وكأننا «نفتقر إلى شخصيات قيادية». إضافة لذلك، كثيراً ما نتحدث عن الحاجة لأن يخرج اللاعبون الصغار لدينا عن الدائرة المألوفة لديهم كي ينضجوا كلاعبين وكأشخاص.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا