محمد إيهاب في ندوة "بطولات": أزمة المنشطات "نقطة تحول" في مسيرتي.. سأحقق "ذهبية طوكيو".. أشجع الزمالك ولاعب الأهلي "صديقي المقرب"
حَل الرباع محمد إيهاب، بطل العالم في رفع الأثقال، والحائز على الميدالية البرونزية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ضيفًا في صالون بطولات، وتحدث من خلال الندوة التي نُظمت، عن مشروع تكوين البطل الأولمبي، وطموحاته في أولمبياد طوكيو 2020، كما كشف عن انتمائه الكروي، وعلاقته بلاعبي كرة القدم.
ودار حوار بين محمد إيهاب و"بطولات" أجاب خلاله على الكثير من الأسئلة بصراحة وشفافية، على النحو التالي:-
حدثنا عن تكريم السيسي لك؟
هذه ثالث مقابلة لي معه، غير المقابلات الأخرى في بعض الحفلات، وأكثر من مرة يهنئني على صفحته الرسمية، وآخر مقابلة كانت أبسط من المقابلة التي كانت بعد الأوليمبياد، وقال لي إني شرفت مصر وأني واجهة للرياضة المصرية، وهذه لمحة كبيرة وهذا تقدير معنوي كبير لكي يواصل الرياضي العطاء.
ما عوامل النجاح في مسيرتك؟
لا يستطيع أحد النجاح بمفرده، وبالتأكيد أتلقى دعما كبيرا من مؤسسات كثيرة، منها الاتحاد المصري لرفع الأثقال واللجنة الأوليمبية، وجهاز الرياضة العسكري، ووزارة الكهربا، وكل شيء متوفر، لكن الدروس الخصوصية لها دور، ولا يصح أن أقول إني نجحت بنفسي، وهذا العام حققت 11 ميدالية ذهبية دوليًا، وذهبيتان محليًا، لذا أعتقد أني أتدرب كثيرًا لتطوير مستواي قبل المشاركة في دورة أوليمبياد طوكيو 2020، التي أتمنى أن أفوز فيها بميدالية ذهبية لأن هذا هو التاريخ الحقيقي.
كم تبلغ مصاريف البطل الأوليمبي وما قيمة الدعم المادي من وزارة الرياضة؟
الوزراة تنفق وفقًا للخطة التي وضعها الاتحاد، والمدير الفني يبلغ الاتحاد بالبطولات المهمة التي يستعد للمشاركة فيها، وبناء على ذلك يتم تكثيف المعسكرات الخارجية، لكن هذا العام لم نقم أي معسكر خارجي قبل بطولة العالم، لذلك كان الشغل الأكبر يقع عليّ لأواصل الفوز بالبطولات بعد حصد ذهبية بطولة إفريقيا، وتبلغ النفقات الشخصية التي أتكفل بها شخصيًا قبل أي بطولة كبيرة مثل بطولة العالم 50 ألف جنيه، ويدخل فيها الطعام والمكملات الغذائية المكلفة جدًا التي تشترى بالدولار والتدريبات، ولن ينجح أي بطل بالاعتماد على جهة معينة، والحمد لله منذ عام 2014 وأنا على منصات عالمية وهدفي أن أصبح أكثر لاعب عربي وإفريقي حصدًا للميداليات.
ما نقطة التحول في حياتك التي جعلت منك بطل عالمي؟
فترة الإيقاف قبل أوليمبياد لندن 2012، بعد أن ظهر عقار محذور دوليًا في التحاليل، وظللت موقوفا لمدة عامين ولم أجد مساندة أو دعم من أحد، وكنت أطمح في تحقيق ميدالية بهذه الأوليمبياد لكن الحلم انتهى، وهذه هي الفترة التي اكتشفت نفسي فيها.
الحمد لله عدت بعد ذلك بطلا للعالم في عام 2014، وفي ذلك العام حصدت 3 ميداليات ذهبية عالمية بخلاف فضيتين وبرونزية، ومركز أول في بطولة الجائزة الكبرى، وبدأت مسيرتي بالتواجد وسط الكبار.
ما الذي حدث في أزمة المنشطات؟
لم أكن أعلم بموضوع المنشطات، وكان هذا العقار متواجدًا في المكملات الغذائية وسط الهوجة التي حدثت بعد الثورة، وشاركت في بطولات عديدة منها بطولة العالم في الصين التي حصلت فيها على المركز الرابع، وقبل الأوليمبياد بثلاث أشهر حصلت على المركز الأول في بطولة الجمهورية وخضعت لتحليل ظهرت به عينة موجبة، ومستحيل أن أعرض نفسي لموقف مثل ذلك إذا كنت أتعاطى المنشطات، هذا العام، خضعت لـ8 تحاليل وبما أنك بطل عالم فكل خطوة لك يتم فيها خضوعك لتحليل، وهذا يجبرك على أن تحافظ على طعامك وكل الأشياء التي تتناولها يجب أن تكون من مصدر موثوق، والإيقاف هو الذي أظهر اسمي وكل الأساطير انحدروا إلى ما أسفل الصفر قبل أن يلمعوا، وبالطبع أسرتي دعمتني وكان فرصة لأن أنهي كليتي.
كيف دعمك الاتحاد قبل أوليمبياد ريو 2016؟
لا يوجد شيء اسمه حظ، الاتحاد يجهز للبطولة قبلها بعام ونصف، وأنا أعمل لتطوير نفسي، وصعودي على المنصات العالمية يعطيني الأفضلية والأحقية في تحقيق ميداليات عالمية، وكنت محقق ميداليتين فضيتين وبرونزية في بطولة العالم 2014.
ما الفرق بين بطولة العالم والأوليمبياد؟
الأوليمبياد بطولة حساسة قليلا، لأن بها ميدالية واحدة على المجموع، بينما بطولة العالم تكون لها ثلاث ميداليات على الخطف والكلين والمجموع، وسبب عدم حصول المصريين على الميداليات الأوليمبية، لأن حركة الخطف المهارية يتميز فيها الأوروبيون أكثر منا، بينما نحن متميزون في حركة الكلين التي تحتاج لقوة أكبر، ولذلك لا بد أن تدعم مهاراتك في حركة الخطف لأن الأوروبيون يستغلون ضعفك فيها، العالم كله يعترف بالأوليمبياد لأن وجودك فيها بمثابة التكريم في حد ذاته لأنك صمدت قبلها في 30 أو 40 بطولة سواء كانت العالم أو إفريقيا أو البحر المتوسط أو التجمع الإسلامي.
محمد صلاح بارك لك على الفوز بيمدالية العالم .. هل يوجد معرفة سابقة بينكما؟
يوجد تواصل بيننا لكن ليس باستمرار، وهو يقدر ما قيمة أن تنجح داخل مصر لأنه صعب جدًا، أما هو نجح خارج مصر بعدما توفرت الإمكانيات التي أظهرت موهبته، والنجاح في مصر أصعب كثيرًا، وهو يعي تمامًا كيفية النجاح وسط هذه الإمكانيات المحدودة واستغلالها أمثل استغلال لكي تظهر قدراتك، وأعد الجميع بأن الفترة المقبلة ستكون ذهب في ذهب، وأنصحه بالذهاب لريال مدريد.
رأيك فيما حققه محمد صلاح؟
هو يحيا على أمل، وهذا الذي يفرق بينه وبين أي شخص آخر، وأعتقد أنه يستطيع اقتناص الفرص لأن الفرصة لا تدوم طويلا، وهو لديه حسن ظن بالله كبير، ولذلك هو قدوة.
هل ترى أن الألعاب الفردية "مهدور حقها" في مصر؟
بشكل عام هذا واضح للجميع، لكن بشكل خاص لا أحاول أن أجري أي مقارنة تجرني معها لإحساس سلبي، لأن ذلك سيؤثر على أرقامي وسيجعلني أسير في الاتجاه الخطأ، لكن أي مقارنة إيجابية تعطيني شعورًا جيدًا بأني بطل وأن ما فزت به أكثر مما لم أحصل عليه فأنا أوافق عليها، وإذا شعرت أن التقدير لم يكن مناسبًا فبالتأكيد أنا لم أفعل ما أستحق عليه ذلك.
من الأشخاص الذين ساندوك قبل بطولة العالم ومن أول من هنأك بالفوز؟
أشخاص كثيرون دعموني، وكذلك جهاز الرياضة العسكري والاتحاد، والأنظار كانت عليّ بسبب برونزية الأوليمبياد، وأول من هنأني كان وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد الدولي.
هل التكريم المادي كان مناسبا لك؟
إذا كان شخص ينظر للتكريم المادي فسيكون قليلا فعلا بالنسبة له، لكن التكريم المعنوي هو التقدير الذي انتظرته، والحمد لله اسمي نزل في كتب التربية والتعليم وكلية التربية الرياضية، وهذا التقدير لن يراه أحد آخر رغم إنجازاته على سبيل المثال في السينما وأفلامه تحصد إيرادات كبيرة جدًا وله رصيد فني كبير لكن لن يصل أبدًا إلى هذا التكريم، والتكريم المادي حاليًا يليق بالإنجاز، المشكلة سابقًا كانت تكمن في أن أحصد ثلاث ميداليات، فأخذ حق ميدالية والاثنتين المتبقيتين لا أنال منهما شيء، لذلك جلست مع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة وشرحت له الوضع وأن هذا سيقضي على اللعبة، والمكافأة المستحقة على الميدالية وفقًا للائحة بـ250 ألف جنيه.
هل يوجد أحد من لاعبي كرة القدم مقرب منك؟
سعد سمير مدافع الأهلي، كان معي في مدرسة الموهوبين وفي الفصل ذاته، وحينها كان يلعب ألعاب قوى، وبعد كل مباراة للأهلي كان يبحث عني ليضايقني لأني زملكاوي.
هل ممكن أن ينتقل سعد سمير للزمالك؟
لأ طبعًا، سعد يحب الأهلي جدًا.
من النجم المفضل لديك في كرة القدم؟
أيمن حفني لأنه من بلدتي في الفيوم وهو لاعب حريف.
أنا من الفيوم وعندي 28 سنة، ولي أربع أشقاء يمارسون رياضة رفع الأثقال أيَضًا، والدي كان لاعبا وبطلا دوليا وحكمًا دوليا، وتوفي عام 2007 قبل أن أشارك في أي بطولة دولية، وهو الذي دعمني ويعد قدوتي ومثلي الأعلى، وكان يتمنى أن يتحطى أحد أبنائه ما وصل هو إليه، والفيوم معروفة جدًا ولها نصيب الأسد في تشكيل المنتخب، ودخلت اللعبة وبها أبطال كبار، لكنهم لم يحققوا بطولات، وهذا كان دافعًا قويًا لي، وفخور بقرار المحافظ بإطلاق اسمي على الصالة الرياضية المتواجدة باستاد الفيوم التي كنت أتدرب فيها سابقًا.
من مثلك الأعلى من الأبطال الأوليمبيين السابقين؟
أنا أريد أن أصبح مثلا أعلى للأجيال الصاعدة، وأسعى لذلك ولا أهدر وقتي لأنه لم يتبق على أوليمبياد طوكيو سوى سنتين و8 أشهر، ولأنني أريد اختتام مسيرتي الرياضة بذهبية في طوكيو بأرقام عالمية وأوليمبية، وهذه الفترة هي الأهم في مسيرتي الرياضية، لكي أكون وصلت من لا شيء إلى قمة العالم، ولتحقيق ذلك أحتاج لأربع أشياء وهي الوقت والجهد والأموال والتركيز.