برعاية

الكرة التونسيّة في 2017 :«الـنّسور» في المونديال وانهيار مذهل للكبار الكرة التونسيّة في 2017 :«الـنّسور» في المونديال وانهيار مذهل للكبار

الكرة التونسيّة في 2017 :«الـنّسور» في المونديال وانهيار مذهل للكبار   الكرة التونسيّة في 2017 :«الـنّسور» في المونديال وانهيار مذهل للكبار

عام "مزيان" رغم الأحزان و"الخِذلان" وتَعفّن السّاحة الكرويّة. هذا ما يُمكن أن نَصف به سنة 2017 التي مسح فيها المنتخب دموع التونسيين وأدخل عليهم البهجة إثر الترشّح عن جدارة وإستحقاق إلى مونديال روسيا. وكان هذا النّجاح أفضل تعويض عن حالة الإنحطاط التي عرفها الجلد المنفوخ في بلد ديوة والشّتالي والعقربي ومعلول الذي سيطر على المشهد وإرتفعت أسهمه بشكل لافت في "بورصة" المدربين بعد أن أكمل ما بدأه "كاسبرجاك" وقاد الـ"نّسور" لكأس العالم للمرّة الخامسة في تاريخ تونس.

مَثّل ترشّح الـ"نّسور" إلى المونديال الحدث الأبرز والأسعد في 2017 خاصّة أنّ هذا المكسب يأتي بعد أكثر من عشرة أعوام من الإنتظار حيث يرجع آخر ظهور لتونس في كأس العالم إلى 2006: أي منذ عهد الفرنسي "روجي لومار". ولم يكن يوم 11 نوفمبر 2017 كغيره من الأيّام بما أنّ المنتخب بقيادة ابنه - المُثير للجدل - نبيل معلول أنهى سنوات الضّياع وإقتلع بطاقة العبور بعد تعادل أبيض أمام الجارة ليبيا في الجولة الختاميّة من التصفيات الموندياليّة. وقد كانت الفرحة عارمة في كافّة السّاحات والشّوارع التونسيّة التي تجلّد فيها الشّعب بصبر أيّوب ليرى من جديد منتخبه يُعانق العالميّة ويُقارع أعتى الأمم الكرويّة هناك في الملاعب الروسيّة التي نأمل أن يكتب فيها الفريق الوطني اسمه بحروف ذهبيّة.

إكتسح الترجي الرياضي المسابقة المحليّة ورفع البطولة التونسيّة للمرّة 27 في تاريخه بعد منافسة قويّة مع النّجم. هذا قبل أن يشدّ شيخ الأندية التونسيّة الرّحال إلى الأراضي المصريّة وعينه على البطولة العربيّة. وقد أنجز فريق فوزي البنزرتي ما وعد به ورجع من الإسكندريّة بالتّاج الإقليمي ومعه "ثروة" تُقدّر بحوالي ستّة مليارات وهو ما أثلج صدور "المكشخين" من بنزرت إلى بن قردان وفتح شهيّتهم للمزيد من النّجاحات بقيادة "العميد" فوزي الذي حطّم جملة من الأرقام القياسيّة وسط إشادات كبيرة من المتابعين وإرتياح واضح في صفوف المسؤولين الذين أقاموا إحتفالات استثنائيّة في الحمّامات.

رغم سياسة "البناء الفوضوي" في عهد سليم الرّياحي والضّربات القاصمة للظّهر التي عاشتها حديقة منير القبائلي فإنّ النادي الإفريقي إعتلى منصّة التتويجات وقبض على "الأميرة" التونسيّة التي لها حكاية رائعة مع "الغالية" صاحبة الباع والذّراع في الكأس منذ عصر "الأسطورة" الحيّة "عتّوقة" والعملاقين الخالدين في وجدان "شعب" الإفريقي الطّاهر الشّايبي ومحمّد صالح الجديدي. وقد جاء هذا التّتويج على حساب إتّحاد بن قردان الذي كان مفاجأة سارّة في البطولة والكأس.

تمكّن "الرباعي الكبير" (جمهورا وتاريخا وإعلاما ونفوذا) من بلوغ الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال وكأس الكنفدراليّة وهو ما دفع الجامعة برئاسة وديع الجريء إلى تهنئة رؤساء "البيغ .فور" واحدا واحدا فرحا بهذا المكسب الذي وقع توظيفه لتلميع صورة النّظام القائم وإيهام الجمهور بأنّ بطولتنا تستحقّ فعلا لقب الدوري الأفضل عربيا وإفريقيا وإلاّ ما كان للترجي والنّجم والإفريقي و"الس .آس .آس" العبور اليد باليد إلى هذا الدّور المُتقدّم من المسابقتين القاريتين. وقد كان من المفروض في تلك اللّحظة الحاسمة على درب المجد الإفريقي تنبيه فرسان تونس إلى أهميّة تدارك نقائصهم ومواطن ضُعفهم للنّجاح في الأمتار الأخيرة وتحقيق إنجاز حقيقي يحفظه التّاريخ ويُشرّف راية البلاد بدل النّفخ في صورتهم وجعلهم يُفرطون في الثّقة. وقد كانت نتيجة هذه "المغالطات" كارثيّة على سفراء الخضراء حيث سقط الترجي والنادي الصّفاقسي بالضّربة القاضية في الدّور ربع النّهائي قبل أن يخيّب النّجم والإفريقي الآمال في المربّع الذهبي ويلتحقا بركب "الفاشلين" وسط صدمة كبيرة في صفوف الجماهير التونسيّة على اختلاف ألوانها خاصّة أن هذه "الصّفعة" القاريّة أعادت إلى الواجهة ذلك السؤال الحارق: هل أن بطولتنا بما فيها من ضعف فادح وعنف شديد قادرة على منح فرسان تونس القوّة اللاّزمة لـ"غزو" القارة السّمراء؟

لم يحجب ترشّح المنتخب حجم "الخراب" الذي تعيشه الكرة التونسيّة التي شهدت بطولتها المحليّة أحداثا عنيفة وتجاوزات خطيرة حيث تواصلت "حروب" "المجموعات" في المدرّجات. ولم يتوقّف سيل التّصريحات الناريّة للمسؤولين الذين ساهموا بمواقفهم المُتشنّجة وخطاباتهم الغريبة في تغذية العنف وشحن الجمهور الذي حصل في صفوفه شبه إجماع على "إفلاس" المسيرين و"إنحراف" التّحكيم و"فساد" المنظومة المبنيّة على المصالح والتي بان بالكاشف أنّها عاجزة عن توفير منتوج كروي "نظيف" بوسعه أن يُشرّف تونس عند عرضه على القنوات الخليجيّة التي اقتنت لقاءات بطولتنا لتنشر للعالم صور أرضياتنا المتآكلة ومدارجنا المهجورة و"نقر" حكّامنا من قبل مسؤولينا الذين أبدعوا في فنون "البكائيات" وإفتعال "الحروب" وصناعة الجدل والمشاكل بدل أن يسخّروا امكاناتهم لتطوير اللّعبة وتنقيّة الأجواء وتوعيّة الأحبّاء الذين لا لوم على من "تورّط" منهم في الشّغب طالما أنّ ربّ البيت قدوة سيئة.

كانت نهاية عام 2017 حزينة إن لم نقل "مأساويّة" بالنّسبة إلى فوزي البنزرتي الذي غادر شيخ الأندية التونسيّة بطريقة مُهينة ولا تليق أبدا بنجاحاته المحلية والدولية الفريدة. ولاشكّ في أن سيّد "البريسينغ" و"ملك" الأرقام القياسيّة كان يستحقّ مصيرا أحسن قياسا بحجم الفرح الذي أدخله ابن المنستير على قلوب الملايين من عشّاق الجلد المدوّر في تونس وحتّى في الخارج. وهذا الكلام لا يُعفي طبعا فوزي من مسؤوليّة هذه "النهاية السّوداء" بما أنّه أجّل ساعة الرّحيل أكثر من اللاّزم. والكرة دروس وجب أن نستوعبها ونحن نطرق باب عام جديد ونأمل أن يكون سعيدا على رياضتنا وبصفة خاصّة على منتخبنا الذي يتأهب للمشاركة في مونديال الرّوس وفي البال بلوغ الدّور الثاني وهو حلم ممكن شرط التّخطيط السّليم.

* نوفمبر 2017: تأهّل المنتخب بصفة رسميّة لمونديال روسيا

* سبتمبر وأكتوبر 2017: خروج "صادم" للترجي والنادي الصّفاقسي ثمّ النّجم والإفريقي من كأسي إفريقيا.

* أوت 2017: حصول الترجي على البطولة العربيّة المُقامة في مصر

* جوان 2017: فوز النادي الإفريقي بالكأس المحليّة

* ماي 2017: تتويج الترجي بالبطولة المحليّة

عام "مزيان" رغم الأحزان و"الخِذلان" وتَعفّن السّاحة الكرويّة. هذا ما يُمكن أن نَصف به سنة 2017 التي مسح فيها المنتخب دموع التونسيين وأدخل عليهم البهجة إثر الترشّح عن جدارة وإستحقاق إلى مونديال روسيا. وكان هذا النّجاح أفضل تعويض عن حالة الإنحطاط التي عرفها الجلد المنفوخ في بلد ديوة والشّتالي والعقربي ومعلول الذي سيطر على المشهد وإرتفعت أسهمه بشكل لافت في "بورصة" المدربين بعد أن أكمل ما بدأه "كاسبرجاك" وقاد الـ"نّسور" لكأس العالم للمرّة الخامسة في تاريخ تونس.

مَثّل ترشّح الـ"نّسور" إلى المونديال الحدث الأبرز والأسعد في 2017 خاصّة أنّ هذا المكسب يأتي بعد أكثر من عشرة أعوام من الإنتظار حيث يرجع آخر ظهور لتونس في كأس العالم إلى 2006: أي منذ عهد الفرنسي "روجي لومار". ولم يكن يوم 11 نوفمبر 2017 كغيره من الأيّام بما أنّ المنتخب بقيادة ابنه - المُثير للجدل - نبيل معلول أنهى سنوات الضّياع وإقتلع بطاقة العبور بعد تعادل أبيض أمام الجارة ليبيا في الجولة الختاميّة من التصفيات الموندياليّة. وقد كانت الفرحة عارمة في كافّة السّاحات والشّوارع التونسيّة التي تجلّد فيها الشّعب بصبر أيّوب ليرى من جديد منتخبه يُعانق العالميّة ويُقارع أعتى الأمم الكرويّة هناك في الملاعب الروسيّة التي نأمل أن يكتب فيها الفريق الوطني اسمه بحروف ذهبيّة.

إكتسح الترجي الرياضي المسابقة المحليّة ورفع البطولة التونسيّة للمرّة 27 في تاريخه بعد منافسة قويّة مع النّجم. هذا قبل أن يشدّ شيخ الأندية التونسيّة الرّحال إلى الأراضي المصريّة وعينه على البطولة العربيّة. وقد أنجز فريق فوزي البنزرتي ما وعد به ورجع من الإسكندريّة بالتّاج الإقليمي ومعه "ثروة" تُقدّر بحوالي ستّة مليارات وهو ما أثلج صدور "المكشخين" من بنزرت إلى بن قردان وفتح شهيّتهم للمزيد من النّجاحات بقيادة "العميد" فوزي الذي حطّم جملة من الأرقام القياسيّة وسط إشادات كبيرة من المتابعين وإرتياح واضح في صفوف المسؤولين الذين أقاموا إحتفالات استثنائيّة في الحمّامات.

رغم سياسة "البناء الفوضوي" في عهد سليم الرّياحي والضّربات القاصمة للظّهر التي عاشتها حديقة منير القبائلي فإنّ النادي الإفريقي إعتلى منصّة التتويجات وقبض على "الأميرة" التونسيّة التي لها حكاية رائعة مع "الغالية" صاحبة الباع والذّراع في الكأس منذ عصر "الأسطورة" الحيّة "عتّوقة" والعملاقين الخالدين في وجدان "شعب" الإفريقي الطّاهر الشّايبي ومحمّد صالح الجديدي. وقد جاء هذا التّتويج على حساب إتّحاد بن قردان الذي كان مفاجأة سارّة في البطولة والكأس.

تمكّن "الرباعي الكبير" (جمهورا وتاريخا وإعلاما ونفوذا) من بلوغ الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال وكأس الكنفدراليّة وهو ما دفع الجامعة برئاسة وديع الجريء إلى تهنئة رؤساء "البيغ .فور" واحدا واحدا فرحا بهذا المكسب الذي وقع توظيفه لتلميع صورة النّظام القائم وإيهام الجمهور بأنّ بطولتنا تستحقّ فعلا لقب الدوري الأفضل عربيا وإفريقيا وإلاّ ما كان للترجي والنّجم والإفريقي و"الس .آس .آس" العبور اليد باليد إلى هذا الدّور المُتقدّم من المسابقتين القاريتين. وقد كان من المفروض في تلك اللّحظة الحاسمة على درب المجد الإفريقي تنبيه فرسان تونس إلى أهميّة تدارك نقائصهم ومواطن ضُعفهم للنّجاح في الأمتار الأخيرة وتحقيق إنجاز حقيقي يحفظه التّاريخ ويُشرّف راية البلاد بدل النّفخ في صورتهم وجعلهم يُفرطون في الثّقة. وقد كانت نتيجة هذه "المغالطات" كارثيّة على سفراء الخضراء حيث سقط الترجي والنادي الصّفاقسي بالضّربة القاضية في الدّور ربع النّهائي قبل أن يخيّب النّجم والإفريقي الآمال في المربّع الذهبي ويلتحقا بركب "الفاشلين" وسط صدمة كبيرة في صفوف الجماهير التونسيّة على اختلاف ألوانها خاصّة أن هذه "الصّفعة" القاريّة أعادت إلى الواجهة ذلك السؤال الحارق: هل أن بطولتنا بما فيها من ضعف فادح وعنف شديد قادرة على منح فرسان تونس القوّة اللاّزمة لـ"غزو" القارة السّمراء؟

لم يحجب ترشّح المنتخب حجم "الخراب" الذي تعيشه الكرة التونسيّة التي شهدت بطولتها المحليّة أحداثا عنيفة وتجاوزات خطيرة حيث تواصلت "حروب" "المجموعات" في المدرّجات. ولم يتوقّف سيل التّصريحات الناريّة للمسؤولين الذين ساهموا بمواقفهم المُتشنّجة وخطاباتهم الغريبة في تغذية العنف وشحن الجمهور الذي حصل في صفوفه شبه إجماع على "إفلاس" المسيرين و"إنحراف" التّحكيم و"فساد" المنظومة المبنيّة على المصالح والتي بان بالكاشف أنّها عاجزة عن توفير منتوج كروي "نظيف" بوسعه أن يُشرّف تونس عند عرضه على القنوات الخليجيّة التي اقتنت لقاءات بطولتنا لتنشر للعالم صور أرضياتنا المتآكلة ومدارجنا المهجورة و"نقر" حكّامنا من قبل مسؤولينا الذين أبدعوا في فنون "البكائيات" وإفتعال "الحروب" وصناعة الجدل والمشاكل بدل أن يسخّروا امكاناتهم لتطوير اللّعبة وتنقيّة الأجواء وتوعيّة الأحبّاء الذين لا لوم على من "تورّط" منهم في الشّغب طالما أنّ ربّ البيت قدوة سيئة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا