برعاية

بهدوء.. تونس.. بَنَمَا و«القائمة السّوداء» بهدوء.. تونس.. بَنَمَا و«القائمة السّوداء»

بهدوء.. تونس.. بَنَمَا و«القائمة السّوداء»  بهدوء.. تونس.. بَنَمَا و«القائمة السّوداء»

شكّل إدراج بلادنا في القائمة السّوداء للملاذات الضّريبيّة صدمة حقيقيّة للدّولة التونسيّة قياسا بالانعكاسات السلبيّة لهذا الإجراء الذي وضعنا في نفس السلة مع جمهورية بَنَمَا التي سُنواجه منتخبها أثناء الكأس العالميّة في الملاعب الروسيّة. وما يهمّنا في هذه الصّدفة العجيبة هو عنصر «المفاجأة». ذلك أنّ أكبر المُتشائمين لم يكن يتوقّع أن تُصنّف الخضراء ضمن هذه «الجِنان الضريبيّة».

ومن الواضح أنّ المسؤولين كانوا يعتبرون أنّ حصول هذا السّيناريو «المجنون» من سابع المستحيلات ولم يقرؤوا حسابا لمثل هذه «المفاجآت» التي لا تخطر على بال خاصّة أنّ «أولي الأمر» بذلوا مجهودات كبيرة واتّخذوا احتياطات كثيرة لتفادي هذه «الضّربة» المُوجعة لكن دون جدوى. وفي انتظار حلّ هذا الإشكال الذي وصفته بعض الجهات بـ»المظلمة» نأمل أن تكون القراءات والحسابات من الناحية الكرويّة صحيحة حتّى لا تتعرّض عناصرنا الدوليّة إلى «الغدر» على يد بَنَمَا التي يعتبرها شقّ واسع من محبي الـ»نّسور» لقمة سائغة لأبناء معلول بل أنّ البعض علّق على تواجد هذا الفريق المغمور بسخرية عالية مؤكدا أنّه كان يحسب أنّ بَنَمَا هي اسم عُلبة ليليّة في الحمّامات أو قمرت وليس أحد المنتخبات التي ستعانق العالميّة على أرض الرّوس في جوان القادم. وهذا الشّعور بالأفضليّة خطير، وهذه النّظرة «الاستهزائية» من خصمنا الثّالث في النهائيات الموندياليّة من شأنها أن تُصيبنا بالغرور وتُغمض أعيننا عن نقائصنا وقد تورّطنا في فخّ الاستسهال الذي كاد أن يعود علينا بالوبال أمام ليبيا الشّقيقة في المحطّة الختاميّة من تصفيات كأس العالم. وقد يقول البعض إنّ «المعركة» الحقيقيّة للأقدام التونسية ستكون ضدّ إنقلترا وبلجيكا وأنّ اكتساح بَنَمَا من تحصيل الحاصل ويستند أصحاب هذا الموقف على منطق القوّة الذي يقول إنّ جمهورية بَنَمَا مجهولة جغرافيا وغير معروفة كرويا حتّى أنّ الكثيرين لا يعلمون شيئا من أمرها سوى خبر «وثائقها» المشهورة حول التهرّب الضّريبي. وفي بَنَمَا العائمة فوق الماء و»المربوطة» بالتراب الكولومبي والكوستاريكي تُكنز الثّروات والمليارات دون دفع «الأتاوات» تماما كما فعل العشرات من الـ»كوارجيّة» التونسيون لسنوات طويلة قبل أن يُطبّق عليهم القانون. وبين أبناء الخضراء طبعا «أثرياء» يحفظون عن ظهر قلب هذه «الجنّة الضريبيّة» وما تُخفيه من أسرار وعجائب وآخرها تلك التي فجّرها فريق بَنَمَا الذي حقّق «معجزة» كرويّة بتأهله إلى المونديال للمرّة الأولى في تاريخ هذا البلد الفائز في اختتام التصفيات الموندياليّة على كوستاريكا التي كانت قد أذهلت بدورها الجميع في مونديال البرازيل عندما خرجت من «مجموعة الموت» بشهادة استحسان خاصّة أنّها هزمت الأورغواي و»الطّليان» وفرضت التّعادل على الانقليز (وثلاثتهم من أبطال العالم). وكلّ هذه دروس وعبر نريد أن يضعها منتخبنا في الحسبان لتشريف راية الخضراء في قلب السّاحة الحمراء وحتّى لا يتعرّض فريقنا إلى «صدمة» قويّة أمام بَنَمَا وهي خصمنا في المونديال وشريكتنا أيضا في «القائمة السّوداء» للملاذات الضريبيّة. إنّه فعلا «عام بَنَمِي» بإمتياز.

شكّل إدراج بلادنا في القائمة السّوداء للملاذات الضّريبيّة صدمة حقيقيّة للدّولة التونسيّة قياسا بالانعكاسات السلبيّة لهذا الإجراء الذي وضعنا في نفس السلة مع جمهورية بَنَمَا التي سُنواجه منتخبها أثناء الكأس العالميّة في الملاعب الروسيّة. وما يهمّنا في هذه الصّدفة العجيبة هو عنصر «المفاجأة». ذلك أنّ أكبر المُتشائمين لم يكن يتوقّع أن تُصنّف الخضراء ضمن هذه «الجِنان الضريبيّة».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا