برعاية

قبل 24 ساعة من الـ «كلاسيكو»:«شبح» رابطة الأبطال يخيّم على الترجي و«ليتوال» قبل 24 ساعة من الـ «كلاسيكو»:«شبح» رابطة الأبطال يخيّم على الترجي و«ليتوال»

قبل 24 ساعة من الـ «كلاسيكو»:«شبح» رابطة الأبطال يخيّم على الترجي و«ليتوال»     قبل 24 ساعة من الـ «كلاسيكو»:«شبح» رابطة الأبطال يخيّم على الترجي و«ليتوال»

«قمّة نارية في ظروف غير عادية». هذا هو العنوان الأمثل لـ»الكلاسيكو» المُرتقب يوم غد بين «ليتوال» والترجي هناك في جوهرة السّاحل التي تشتعل غضبا بفعل خيبة رابطة الأبطال التي تسبّبت أيضا في «زلزال» شديد في «باب سويقة». والأدهى والأمر أنّ سفيري تونس في المسابقة القارية الأغلى والأقوى لُدِغَا من الجُحر نفسه. والكلام عن الأهلي الذي «سرق» منّا حلم «غزو» أدغال إفريقيا وتأشيرة المونديال. وقد شكّل الخروج «المذل» للنّجم والترجي من سباق رابطة الأبطال صدمة عنيفة لجماهير الفريقين ولكلّ المتابعين الذين لم يتوقّع أكبر المتشائمين وأشهر «السوداويين» بينهم أن ينهارا بتلك الطّريقة الدراماتيكية والتي كشفت للأمانة حجم «الفوضى» التسييريّة والفنيّة في مختلف جمعياتنا الرياضية وأيضا الضّعف الفادح لبطولتنا المحليّة بما فيها من تقطّعات و»اخلالات» و»مُغالطات» أضرّت بمردودية فرسان الخضراء وجعلتهم يتساقطون تِباعا في كأسي إفريقيا. والحمد لله أنّ المنتخب حفظ ماء الوجه وترشّح إلى كأس العالم وإلاّ لعشنا موسما حزينا. 

الثّابت أنّ انسحاب «ليتوال» والترجي من رابطة الأبطال يعتبر ضربة مُوجعة للكرة التونسيّة لعدّة اعتبارات موضوعيّة. ذلك أنّ الفريقين سيطرا بالطّول والعرض على السّاحة المحليّة، وأكدا في الظّاهر على الأقل أنّهما «الأفضل» والأكثر تماسكا، وبرهنا أنّهما يملكان كلّ الوسائل لبسط نفوذهما على الخريطة الافريقيّة. ومن المعلوم أنّ إدارتي شرف الدين والمدب أنفقتا الكثير من المال في سوق اللاّعبين وتمّ تعزيز الجمعيتين بترسانة من النّجوم المحليين والأجانب من أجل إستعادة المجد القاري والذّهاب إلى المونديال كما حصل في 2007 و2011 على أرض اليابان. وبالتوازي مع أهميّة الزاد البشري الموجود في بوجعفر و»باب سويقة» والذي هيمن بفضله الفريقان على البطولة وعلى قائمات المنتخب راهن شيخ الأندية ونجم السّاحل على مدربين يحفظان أدغال القارة السّمراء عن ظهر قلب وسِجلّهما حافل بالتتويجات الإفريقيّة مع أعتى الجمعيات. والمقصود هنا فوزي البنزرتي والفرنسي «هوبار فيلود» الذي جاء إلى سوسة بعد أن تُوّج بأكثر من لقب مع «مازمبي». وفي ظلّ الامكانات المتاحة كان من المنطقي أن تكون الطّموحات بلا حدود. وكان من الطبّيعي كذلك أن يَعقد الجمهور آمالا عريضة على الناديين ليقبض أحدهما على «الأميرة» الافريقية غير أنّهما خيّب رجاء الأحبّاء. وكان الحزن أشدّ في ظلّ تزامن هذا الإخفاق مع سقوط «السي .آس .آس» ومن بعده الإفريقي في كأس الـ»كاف». وقد تباينت الآراء عقب هذه الخيبة الجماعية حيث اختار البعض التّهوين على المحبين ورفضوا سياسة التّهويل خاصّة أنّ الهزيمة جزء من اللّعبة ولا يوجد أيّ جمعية أومنتخب بمنأى عن الهزات المدويّة والخسائر التاريخيّة حتّى وإن كان بحجم البرازيل أوالـ»برصا» والرّيال. وفي المقابل، اعتبر البعض الآخر أن ما حصل يُعدّ «فضيحة بجلاجل» على رأي الأشقاء المصريين. والأصوب من وجهة نظرنا الوقوف في منطقة وسطى: أي أن ما حدث لفرسان تونس يمثّل خيبة كبيرة في موسم سيشارك فيه المنتخب في المونديال وقياسا بحجم النّفقات على عقد الصّفقات ورواتب «النّجوم» وبالنظر إلى التقاليد العريقة للـ»بيغ فور» في المسابقات الدولية. لكن هذا لا يعني أن يتحوّل هذا الفشل إلى «كارثة كونية».

الحلّ في الاستقرار أم في التغيير؟

لم يعرف النّجم والترجي طعم الهدوء منذ «صفعة» الأهلي الذي قضى على آمال سفيري تونس في رابطة الأبطال قبل أن يتجرّع بدوره مرارة الهزيمة في الـ»فينال» على يد الوداد. وأصبح الغضب هو السّمة الطّاغية على أجواء الناديين. ومازالت حملات السبّ والشتم للـ»كوارجيّة» والإطارات الفنية والإدارية مُتواصلة في «الفيراج» وعبر «الفايس .بوك». ولاشكّ في أنّ سيطرة الهواجس الأمنية على قمّة الغد وأيضا «المعاناة النفسيّة» التي يعيشها فوزي البنزرتي وبعض النّجوم الدولية للناديين أمثال أيمن المثلوثي ومعز بن شريفيّة تختزل كلّ ما يمكن أن يُقال عن المخلّفات السلبية لهذه الخيبة القارية التي واجهها مكتبا المدب وشرف الدين بطريقتين مختلفتين نسبيا. ذلك أنّ نادي «باب سويقة» فَضّل إبقاء الأمور على ما هي عليه: أي أنّه رفض الانسياق لضغط الشّارع واختار تثبيت البنزرتي في مكانه ولو إلى حين مع توفير «الحماية» للاعبين «المغضوب عليهم». هذا في الوقت الذي سلكت فيه هيئة شرف الدين طريق التغيير حيث استقال أكثر من مسؤول «رفيع» مثل الجزيري وجنيح قبل أن يلتحق المدرّب «فيلود» بركب المنسحبين. ويراهن النادي على المساعدين بومنيجل والزواغي إلى غاية وصول الربّان الجديد. ويطرح هذا التعامل المتباين مع «أزمة» رابطة الأبطال السؤال التالي: هل أنّ ثقة المدب في فوزي، وتحويرات و»لجان» شرف الدين ستصحّح المسار في «باب سويقة» وبوجعفر أم أنّ هذه التوجّهات من الحلول الأوليّة التي سَتَتْبَعُهَا إصلاحات جذريّة؟

الآن وقد ضاع حلم رابطة الأبطال تفرض لغة العقل أن ينظر النّجم والترجي إلى المستقبل بتفاؤل أكبر. ومن الضّروري أن يتعافى الناديان من هذا الجرح «البليغ» في أقرب الآجال خاصّة أنّهما يحملان آمال تونس في النّسخة القادمة من المسابقة القارية الأهمّ. كما أنّ «ليتوال» وشيخ الأندية من الممونين الأوائل للـ»نّسور» الذين يستعدّون لخوض المونديال بعد أشهر معدودة، ومن مصلحة الفريق الوطني أن يكون لاعبوه في أفضل حالاتهم الفنية والمعنوية. والمطلوب أيضا أن يعيد الفريقان ترتيب بيتهما بطريقة مدروسة وبعيدا عن الارتجال لإمتلاك القوّة اللاّزمة (والحقيقيّة) لكسب الرّهان في أدغال إفريقيا. ويحتاج البناء السّليم حتما إلى الكثير من الحكمة والاتزان. ولا مفرّ من معالجة الملفات الثقيلة في مقدّمتها المسائل الفنيّة والتنظيميّة وطرق التعامل الجيّد من المقابلات الافريقيّة علاوة على موضوع الانتدابات التي من المفروض أن تساهم في تحقيق قفزة نوعيّة في الناديين لا أن تتحوّل إلى عبء ثقيل و»لغز» كبير. (الكامروني «كوم» والمصري مرعي نموذجا).

الترجي: يحتلّ المركز الأوّل برصيد 21 نقطة - لعب سبعة لقاءات - له 16 هدفا وعليه 3

النّجم: يحتلّ المرتبة الخامسة برصيد 15 نقطة - لعب ستة لقاءات (خمسة انتصارات وهزيمة واحدة) - له 8 وعليه 2

«قمّة نارية في ظروف غير عادية». هذا هو العنوان الأمثل لـ»الكلاسيكو» المُرتقب يوم غد بين «ليتوال» والترجي هناك في جوهرة السّاحل التي تشتعل غضبا بفعل خيبة رابطة الأبطال التي تسبّبت أيضا في «زلزال» شديد في «باب سويقة». والأدهى والأمر أنّ سفيري تونس في المسابقة القارية الأغلى والأقوى لُدِغَا من الجُحر نفسه. والكلام عن الأهلي الذي «سرق» منّا حلم «غزو» أدغال إفريقيا وتأشيرة المونديال. وقد شكّل الخروج «المذل» للنّجم والترجي من سباق رابطة الأبطال صدمة عنيفة لجماهير الفريقين ولكلّ المتابعين الذين لم يتوقّع أكبر المتشائمين وأشهر «السوداويين» بينهم أن ينهارا بتلك الطّريقة الدراماتيكية والتي كشفت للأمانة حجم «الفوضى» التسييريّة والفنيّة في مختلف جمعياتنا الرياضية وأيضا الضّعف الفادح لبطولتنا المحليّة بما فيها من تقطّعات و»اخلالات» و»مُغالطات» أضرّت بمردودية فرسان الخضراء وجعلتهم يتساقطون تِباعا في كأسي إفريقيا. والحمد لله أنّ المنتخب حفظ ماء الوجه وترشّح إلى كأس العالم وإلاّ لعشنا موسما حزينا. 

الثّابت أنّ انسحاب «ليتوال» والترجي من رابطة الأبطال يعتبر ضربة مُوجعة للكرة التونسيّة لعدّة اعتبارات موضوعيّة. ذلك أنّ الفريقين سيطرا بالطّول والعرض على السّاحة المحليّة، وأكدا في الظّاهر على الأقل أنّهما «الأفضل» والأكثر تماسكا، وبرهنا أنّهما يملكان كلّ الوسائل لبسط نفوذهما على الخريطة الافريقيّة. ومن المعلوم أنّ إدارتي شرف الدين والمدب أنفقتا الكثير من المال في سوق اللاّعبين وتمّ تعزيز الجمعيتين بترسانة من النّجوم المحليين والأجانب من أجل إستعادة المجد القاري والذّهاب إلى المونديال كما حصل في 2007 و2011 على أرض اليابان. وبالتوازي مع أهميّة الزاد البشري الموجود في بوجعفر و»باب سويقة» والذي هيمن بفضله الفريقان على البطولة وعلى قائمات المنتخب راهن شيخ الأندية ونجم السّاحل على مدربين يحفظان أدغال القارة السّمراء عن ظهر قلب وسِجلّهما حافل بالتتويجات الإفريقيّة مع أعتى الجمعيات. والمقصود هنا فوزي البنزرتي والفرنسي «هوبار فيلود» الذي جاء إلى سوسة بعد أن تُوّج بأكثر من لقب مع «مازمبي». وفي ظلّ الامكانات المتاحة كان من المنطقي أن تكون الطّموحات بلا حدود. وكان من الطبّيعي كذلك أن يَعقد الجمهور آمالا عريضة على الناديين ليقبض أحدهما على «الأميرة» الافريقية غير أنّهما خيّب رجاء الأحبّاء. وكان الحزن أشدّ في ظلّ تزامن هذا الإخفاق مع سقوط «السي .آس .آس» ومن بعده الإفريقي في كأس الـ»كاف». وقد تباينت الآراء عقب هذه الخيبة الجماعية حيث اختار البعض التّهوين على المحبين ورفضوا سياسة التّهويل خاصّة أنّ الهزيمة جزء من اللّعبة ولا يوجد أيّ جمعية أومنتخب بمنأى عن الهزات المدويّة والخسائر التاريخيّة حتّى وإن كان بحجم البرازيل أوالـ»برصا» والرّيال. وفي المقابل، اعتبر البعض الآخر أن ما حصل يُعدّ «فضيحة بجلاجل» على رأي الأشقاء المصريين. والأصوب من وجهة نظرنا الوقوف في منطقة وسطى: أي أن ما حدث لفرسان تونس يمثّل خيبة كبيرة في موسم سيشارك فيه المنتخب في المونديال وقياسا بحجم النّفقات على عقد الصّفقات ورواتب «النّجوم» وبالنظر إلى التقاليد العريقة للـ»بيغ فور» في المسابقات الدولية. لكن هذا لا يعني أن يتحوّل هذا الفشل إلى «كارثة كونية».

الحلّ في الاستقرار أم في التغيير؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا