برعاية

ملف فوزي البنزرتي.. هيئة الترجي بين «نارين» و«التّغيير» قادم لا محالة ملف فوزي البنزرتي.. هيئة الترجي بين «نارين» و«التّغيير» قادم لا محالة

ملف فوزي البنزرتي.. هيئة الترجي بين «نارين» و«التّغيير» قادم لا محالة   ملف فوزي البنزرتي.. هيئة الترجي بين «نارين» و«التّغيير» قادم لا محالة

نجح الترجي في إطفاء نار الغضب الذي اجتاح الحديقة بعد الانسحاب المرّ من رابطة الأبطال أمام الأهلي. وساد الاعتقاد بأنّ هذه النّيران تحوّلت إلى رماد، وأنّ هذه الخَيبة القاريّة سَيلفّها النّسيان خاصّة بعد أن تجدّدت الثّقة في ربّان السّفينة الصّفراء والحمراء فوزي البنزرتي، وخَفتت الأصوات المُنادية بعِقاب الـ»كوارجيّة»، و»طرد» المدرّب. لكن بمرور الأيّام اتّضح أنّ تحت ذلك «الرّماد» لهيب كبير. وهذا ما تجسّم من خلال استمرار الحملات «الفايسبوكيّة»، والاحتجاجات الجماهيريّة. وقد جاءت حادثة المنزه بين البنزرتي وفئة من الأنصار أثناء اللّقاء الودي ضدّ أريانة ليُقيم الدّليل على اتّساع هوّة الخِلاف بين الطّرفين.

المَعروف عن البنزرتي أنّه من طينة «المُحاربين» الذين بوسعهم مُقاومة الظّروف، ومُجابهة المَشاكل حتّى أنّه يعدّ من المدرّبين القلائل الذين تمكّنوا من الصّمود ومواصلة العمل على امتداد عقود من الزّمن (يشتغل منذ المنتصف الثاني للسّبعينات). وهذا ما لم يحصل مع أغلب أبناء جيله الذين اختاروا رمي المِنديل، و»الهُروب» من «جحيم» التّدريب. وقد أكد فوزي بعد انسحاب الترجي من رابطة الأبطال أنّه فعلا من الفنيين الذين لا يَستسلمون بسهولة رغم الانتقادات الشّديدة، والهزّات العَنيفة. ورغم شخصيته الانفعاليّة فإنّ البنزرتي ظهر بعد أيّام من هزيمة «الأهلاويّة» في ندوة صحفيّة، وقال إنّه قرّر البقاء نُزولا عند رغبة الرئيس حمدي المدب الذي تمسّك بخدماته تكريسا للإستقرار واعترافا له بالنّجاحات التي حقّقها على الصّعيدين المحلي والاقليمي بما أنّ الجمعيّة كانت قد رَفعت مع فوزي البطولتين التونسيّة والعربيّة مع فوزي قبل أن يَحدث الإخفاق في السّباق الافريقي. وبعد أن أعلن نادي «باب سويقة» عن تثبيت المدرّب، كان البنزرتي يُمنّي النّفس بأن تكون البطولة أفضل دواء لصُداع رابطة الأبطال غير أنّ الرّزنامة «ورّطته» من جديد مع الأحبّاء وأعادته إلى المربّع الأوّل. وساهمت «البِطالة» الطّويلة و»المُملة» بسبب التزامات العناصر الترجيّة مع المنتخب الوطني في تعكير الأجواء بما أنّ الفريق عاش فترة فراغ رهيب حاول البنزرتي عبثا تجاوزها ببعض الوديات التي زادت الطّين بلّة وذلك ليس لغياب الانتصارات وإنّما لعدم الارتياح للأداء العام (ولو أنّ هذا الأمر فيه الكثير من «التعسّف» في ظلّ احتجاب أكثر من نصف الجمعيّة بسبب الالتزامات الدوليّة). هذا فضلا عن «التّضييقات» على الجماهير التي وجدت نفسها في بعض المُناسبات أمام ضرورة كسر حاجز «الويكلو» بـ»القوّة» لمُشاهدة هذه الوديات وهو ما عمّق الاستياء. وقد كان من المُتوقّع أن يساهم هذا «الحظر» في «صدام» بين الأحبّاء والمدرّب الذي انهارت أسهمه منذ خيبة رابطة الأبطال. ونعود إلى صفة «المُحارب» في شخصية البنزرتي لنتساءل إن كان «سيتسلّح» هذه المرّة بثوب التّحدي رغم الشتائم و»الإهانات» أم أنّه سيرفض «التّمرميد» ويغادر؟

لا اختلاف حول وجود العديد من العوامل الداخليّة والمُؤثّرات الخارجيّة التي أدّت إلى اهتزاز صورة البنزرتي وحالت دون انتهاء عاصفة الغضب في الترجي منها الخروج من رابطة الأبطال، واتّساع دائرة «المُعارضين» للمدرّب، علاوة على المُخلّفات السلبيّة للرّزنامة «الغريبة» التي فصّلتها الجامعة بمعيّة نبيل معلول (الترجي خاض مباراة رسميّة واحدة بين 21 أكتوبر ومنتصف نوفمبر). وكلّ هذه المشاكل والعراقيل لا تَحجب أبدا مسؤولية فوزي عن تدهور علاقته بالمُحبين، وتوتّر الأجواء في مركّب المَرحوم حسّان بلخوجة. ذلك أنّ البنزرتي ارتكب هفوات فادحة في مواجهة الأهلي وفشل في تحقيق الهدف الأكبر وهو القبض على رابطة الأبطال. كما أن النادي ظهر بمستوى مُتواضع في أكثر من لقاء في سباق البطولة المحليّة (كما حصل مثلا أمام «الجليزة» في رادس والمنستير في المنزه). وهذا ما ضاعف مخاوف «المكشخين» من المُستقبل.

كلّ المُؤشرات تؤكد أنّ البنزرتي يسير في حقل «ملغوم». وسيكون من الصّعب أن يقوم بمهامه في ظروف عاديّة في ظلّ تجدّد التحرّكات الجماهيريّة. والحقيقة أنّ الوضعيّة الحالية للبنزرتي تُشبه ما حدث مع سلفه عمّار السويح الذي كان يشتغل تحت سهام النّقد إلى أن استسلم غصبا عنه. ودافعت الهيئة المديرة عن مدرّبها آنذاك بقوّة. لكن التيّار كان جارفا. وكان لِزاما على أهل الدار «التضحية» بعمّار وهو ما قد يتكرّر مع البنزرتي حتّى وإن تمّ تمديد إقامته لأيّام وربّما لأسابيع اضافيّة. وهذا السيناريو الأقرب للواقع رغم أنّ عمليّة «الانفصال» لن تكون هيّنة لعدّة أسباب موضوعية منها ضرورة ايجاد بديل بمواصفات مُعيّنة وربّما غير مُتوفرة حاليا في السّوق المحليّة للمدربين. هذا فضلا عن حسابات الرّزنامة ذلك أنّ الجمعيّة مُقبلة انطلاقا من الخميس القادم على سباق «ماراطوني» من المقابلات الشيء الذي يتطلّب الحفاظ على الاستقرار وتجنّب التّغيير ولو إلى حين. وسيخوض الترجي مُستقبلا عدّة مواجهات صعبة وأخرى ثَقيلة (البداية بالمتلوي ثمّ «الستيدة» والنّجم وجرجيس والافريقي...). وقد يكون من الصّواب إبقاء الأمور على ما هي عليه وانتقاء الوقت المُناسب لإجراء التّحويرات الضروريّة التي ينبغي أن يتمّ اتّخاذها بطريقة مدروسة ودون تسرّع. وقد بدأت هذه التّعديلات بتعيين الحارس السّابق النّاصر شوشان كمدرّب لحرّاس المرمى الذين مثّلوا للأمانة إحدى نقاط الضّعف في التشكيلة الترجيّة خلال الفترة الأخيرة. وهو أمر غير مقبول في قلعة كبيرة مرّ منها «عمالقة» الشّباك أمثال القابسي وكرية وشوشان والواعر و»تيزيي» الذي «تنازل» عن منصبه في الفريق الأوّل لشوشان والتحق بفرع الشبّان لعلّه يساهم في تكوين حراس مرمى للمستقبل كما فعل من قبل مع بن شريفيّة الذي عانق الابداع قبل أن ينشغل بالمسائل الجانبيّة، ويتراجع مردوده بشكل رهيب حتّى أنّه أصبح من المُهدّدين بـ»الضّياع» ما لم «ينتفض» في أقرب الآجال.

نجح الترجي في إطفاء نار الغضب الذي اجتاح الحديقة بعد الانسحاب المرّ من رابطة الأبطال أمام الأهلي. وساد الاعتقاد بأنّ هذه النّيران تحوّلت إلى رماد، وأنّ هذه الخَيبة القاريّة سَيلفّها النّسيان خاصّة بعد أن تجدّدت الثّقة في ربّان السّفينة الصّفراء والحمراء فوزي البنزرتي، وخَفتت الأصوات المُنادية بعِقاب الـ»كوارجيّة»، و»طرد» المدرّب. لكن بمرور الأيّام اتّضح أنّ تحت ذلك «الرّماد» لهيب كبير. وهذا ما تجسّم من خلال استمرار الحملات «الفايسبوكيّة»، والاحتجاجات الجماهيريّة. وقد جاءت حادثة المنزه بين البنزرتي وفئة من الأنصار أثناء اللّقاء الودي ضدّ أريانة ليُقيم الدّليل على اتّساع هوّة الخِلاف بين الطّرفين.

المَعروف عن البنزرتي أنّه من طينة «المُحاربين» الذين بوسعهم مُقاومة الظّروف، ومُجابهة المَشاكل حتّى أنّه يعدّ من المدرّبين القلائل الذين تمكّنوا من الصّمود ومواصلة العمل على امتداد عقود من الزّمن (يشتغل منذ المنتصف الثاني للسّبعينات). وهذا ما لم يحصل مع أغلب أبناء جيله الذين اختاروا رمي المِنديل، و»الهُروب» من «جحيم» التّدريب. وقد أكد فوزي بعد انسحاب الترجي من رابطة الأبطال أنّه فعلا من الفنيين الذين لا يَستسلمون بسهولة رغم الانتقادات الشّديدة، والهزّات العَنيفة. ورغم شخصيته الانفعاليّة فإنّ البنزرتي ظهر بعد أيّام من هزيمة «الأهلاويّة» في ندوة صحفيّة، وقال إنّه قرّر البقاء نُزولا عند رغبة الرئيس حمدي المدب الذي تمسّك بخدماته تكريسا للإستقرار واعترافا له بالنّجاحات التي حقّقها على الصّعيدين المحلي والاقليمي بما أنّ الجمعيّة كانت قد رَفعت مع فوزي البطولتين التونسيّة والعربيّة مع فوزي قبل أن يَحدث الإخفاق في السّباق الافريقي. وبعد أن أعلن نادي «باب سويقة» عن تثبيت المدرّب، كان البنزرتي يُمنّي النّفس بأن تكون البطولة أفضل دواء لصُداع رابطة الأبطال غير أنّ الرّزنامة «ورّطته» من جديد مع الأحبّاء وأعادته إلى المربّع الأوّل. وساهمت «البِطالة» الطّويلة و»المُملة» بسبب التزامات العناصر الترجيّة مع المنتخب الوطني في تعكير الأجواء بما أنّ الفريق عاش فترة فراغ رهيب حاول البنزرتي عبثا تجاوزها ببعض الوديات التي زادت الطّين بلّة وذلك ليس لغياب الانتصارات وإنّما لعدم الارتياح للأداء العام (ولو أنّ هذا الأمر فيه الكثير من «التعسّف» في ظلّ احتجاب أكثر من نصف الجمعيّة بسبب الالتزامات الدوليّة). هذا فضلا عن «التّضييقات» على الجماهير التي وجدت نفسها في بعض المُناسبات أمام ضرورة كسر حاجز «الويكلو» بـ»القوّة» لمُشاهدة هذه الوديات وهو ما عمّق الاستياء. وقد كان من المُتوقّع أن يساهم هذا «الحظر» في «صدام» بين الأحبّاء والمدرّب الذي انهارت أسهمه منذ خيبة رابطة الأبطال. ونعود إلى صفة «المُحارب» في شخصية البنزرتي لنتساءل إن كان «سيتسلّح» هذه المرّة بثوب التّحدي رغم الشتائم و»الإهانات» أم أنّه سيرفض «التّمرميد» ويغادر؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا