أقدم ملعب في السعودية يعود للواجهة خلال 18 شهراً
وقف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أمام تباطؤ وتيرة تنمية البنية التحتية للرياضة السعودية بسبب تخلف عدد من الشركات عن تسليم المنشآت الرياضية في الوقت المحدد، وأحال ثلاث شركات أخرى للتحقيق؛ وذلك لوجود قصور في تنفيذ أعمالها، والبدء في اتخاذ الإجراءات النظامية لسحب المشاريع من مقاولي التنفيذ الذين تبين قصورهم في تأدية أعمالهم.
كما وجّه بالتحقيق في عملية توريد البوابات الإلكترونية لمشروع استاد الأمير عبد الله الفيصل بمحافظة جدة، ولضمان آلية العمل الجديدة وجّه بإنشاء مكتب في الهيئة العامة للرياضة تحت مسمى إدارة المشاريع، يرتبط برئيس مجلس إدارة الهيئة.
وبدت حزمة القرارات التي أعلن عنها آل الشيخ بمثابة مساع لمعالجة أوجاع البنى التحتية في البلاد، والتي تأخرت كثيرا وسط ضوء أخضر كبير من القيادة العليا في البلاد لتحقيق تطلعات الجماهير الرياضية السعودية وإسعادهم بإصلاح ما يحتاج إصلاحه وترتيب البيت الرياضي المحلي.
أول القرارات التي اتخذها رئيس الهيئة إحالة مكتب النعيم ومكتب التنمية ومكتب العربي للاستشارات الهندسية للتحقيق، بعد أن ثبت للهيئة تقصيرهم في أعمالهم وعدم الإيفاء ببنود العقود الموقعة مع الهيئة، والبدء في اتخاذ الإجراءات النظامية لسحب المشاريع من مقاولي التنفيذ الذين تبين قصورهم في تأدية أعمالهم، إضافة إلى سحب جميع المشاريع التابعة لشركة «الرياض للتشغيل والصيانة»، وهذه الشركة مشغلة لاستاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، ومدينة الملك سلمان الرياضية في محافظة المجمعة، وأندية الشباب والنصر والأهلي والاتحاد، وعدد من الأندية الأخرى علما بأن هذه الشركة هي إحدى أهم الشركات في السوق الرياضية التشغيلية.
كما وضع حدا لكل التكهنات التي دارت حول مصير استاد الأمير عبد الله الفيصل بمحافظة جدة، الذي دام تطويره تسع سنوات، ووجّه بإنهاء أعمال التطوير خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا، من تاريخه، على أن تتسع مدرجات الملعب لـ25 ألف متفرج، وكانت بداية المعاناة مع الملعب الشهير في جدة، وأحد أقدم الملاعب السعودية عندما أمر الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بتوسعة الملعب ليستوعب أكبر عدد من جماهير المنطقة الغربية التي دائماً ما يحتضن هذا الملعب مواجهات المنتخب السعودي الأول، ونهائيات في المسابقات السعودية، ومنذ أن صدر قرار توسعة الملعب وحتى هذا اليوم والعمل يسير ببطء شديد بعد أن كانت الشركة المتعهدة بتطويره قد حددت 12 شهراً للانتهاء من أعمال التطوير.
غير أن الأعذار الواهية، والتبريرات المتلاحقة خلال تسع سنوات بأن البنية التحتية للملعب من ماء وكهرباء وصرف صحي تالفة بالكامل، إضافة إلى أن مباني الخدمات المحيطة شبه تالفة، وأصبحت تشكل خطراً على سلامة الملعب، وحينها وجّهت الهيئة باستبدال البنية التحتية للملعب بالكامل من كهرباء وتمديدات مياه وصرف صحي، وأعمدة تالفة، وهذه الأعمال لم تكن ضمن الجدول الزمني والمالي للمشروع وتم إقرارها، وعند بدء تركيب مظلة الملعب حدث احتكاك بين الآلة وجزء من المظلة وسقطت مظلة الدرجة الثانية، وتم إيقاف التركيب، واستعانت الهيئة في عهد الأمير نواف بن فيصل بشركة «دبليو إس بي» للتحقق من سلامة التصميم ولمراجعة التصميم.
وزف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، البشرى لنادي الرائد ونادي أبها، في إنجاز منشأتي الناديين المتعثرة خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا، ولازمت معاناة تعثر منشأة الرائد لأكثر من ثماني سنوات، وتسلم ملفها أكثر من شركة لم تفلح في تشييدها، وظل السؤال لدى الرائديين عالقاً في هذه المدة الطويلة التي يرون فيها أعمدة خراسانية وأسوار شيدت من الزنك، وعمل متعثر ما بين شركة وطنية وأخرى صينية تسلمت العقد بالباطن لإكمال المشروع، حلم الرائديين كاد أن يتحول إلى كابوس مزعج، لولا تدخل هيئة الرياضة وإيقاف عبث الشركات وترسية المشاريع على شركات أخرى قادرة على إنجاز أعمال التشييد في الوقت المحدد.
وما مر على الرائديين ينطبق تماماً على الأبهاويين من معاناة استمرت سبع سنوات ما بين وعود ومماطلات وتعثر المقاول، واعتراضات من المواطنين في البدايات على موقع المنشأة، وظل نادي أبها طيلة السنوات الماضية يعيش ظروفا صعبة ومتأزمة بسبب عدم وجود مقر وملاعب وصالات رياضية نتيجة تأخر تسليم المنشأة الرياضية، التي استمر فيها العمل أعواما طويلة، وكان من المقرر تسليمها مطلع العام 2012، وناشد الأبهاويون هيئة الرياضة في وقت سابق للوصول إلى حل مع معاناتهم لعدم توفر بنية تحتية في ناديهم تكفي لتدريبات الفئات السنية والفريق الأول؛ مما دعاهم إلى استئجار ملاعب خاصة بمبالغ كبيرة لفرق كرة القدم، غير أن قرار رئيس الهيئة الأخير بعث السعادة في نفوس الأبهاويين، حينما ينتقلون إلى منشآتهم النموذجية في مدة لن تتجاوز 18 شهراً.
كما قرر رئيس هيئة الرياضة إنهاء إنارة منشأة نادي الطائي خلال أربعة أشهر، وهي المنشأة التي رفض الطائيون تسلمها على الرغم من تأخر موعد التسليم لأكثر من عام ونصف العام، بسبب عدم تركيب إنارة الملاعب، وكذلك مقاعد الجماهير التي يتجاوز عددها 3000 مقعد ظل مكانها شاغرا، كما لم يتم إنشاء الملعب الخاص بالبراعم، ما حدا بإدارة الطائي إلى رفض تسلمها رسميا، مشترطة اكتمال أعمال الإنشاء التي تعد أساسية في العقد المبرم بين الهيئة والمقاول، وهو ما تم في الأيام الأخيرة، غير أن إنارة الملاعب لم يتم تركيبها، حتى وجه تركي آل الشيخ في المؤتمر الصحافي الأخير بإنهاء جميع النواقص في منشأة «فارس الشمال» خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر.