برعاية

اللاعب الجوكر.. كنز المدربين حتى لو لم يكونوا الأفضل

اللاعب الجوكر.. كنز المدربين حتى لو لم يكونوا الأفضل

"أنت ظهير أيسر الفريق؟ عليك أن تعلم بأنك لن تلعب أبدا في هذا المركز معي لأنك لا تجيد حتى أساسياته". كان هذا هو حديث جوزفالدو فيريرا مدرب الزمالك الأسبق لحمادة طلبة في أول مران جمعهما لكن المستقبل كان مغايرا بعد أن ظل طلبة هو اللاعب الأساسي في هذا المركز.

متعدد المراكز في اللاعبين هو كنز للمدربين. قد لا يكونوا الأفضل في مراكزهم لكن إجادتهم لأكثر من دور تمنحهم الأفضلية لأن يكونوا بين أعمدة الفريق الأساسية.

"أفضل هذا النهج دائما، لقد أثبتنا مع الوقت أن أفضل وقت لسد العجز في أي قائمة هو امتلاك لاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز". تصريح سابق لسير أليكس فيرجسون

دربي القناة - ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها المصري والإسماعيلي على قمة الدوري دربي القناة - حسام حسن يبحث عن الزاد وسط ذكريات عجاف أمام الدراويش تحقيق في الجول - مباريات الشوارع.. كيف يهدر لاعب محترف مسيرته بسبب حب كرة القدم تحقيق في الجول – الأهلي يرد.. أين ذهبت تذاكر نهائي دوري أبطال إفريقيا

منذ 2004 وعدا رود فان نيستلروي لم يلعب لاعب في مانشستر يونايتد مع فيرجسون في مركز واحد أبدا.

"لا أحب التقيد بالمراكز. أفضل دائما اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مكان

"إنني أفضل اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز، خلقت في توتنام نظاما جعل إريك داير يشعر براحة كبيرة في داخله". كانت تلك كلمات ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام عن لاعبه إريك داير.

بالنظر إلى ما قدمه إريك داير لاعب توتنام وتحوله للعب من ظهير أيمن إلى قلب دفاع ومحور ارتكاز فهو وجد ضالته في اللعب بأكثر من مركز.

وصرح الدولي الإنجليزي في هذا الصدد قائلا :"بكل وضوح أصبحت قادرا على التكيف على كل مركز لعبت فيه، لكنني أشعر أنني أتطور بسهولة الآن وذلك لأنني ألعب بانتظام وأبدل مراكزي بطريقة ثابتة لذا أجد أنه من السهل التكيف والاستمتاع بذلك الأمر".

القائمة تطول وعامرة بالأسماء التي أجادت اللعب في مراكز عدة، فاكتسبت ثقة مدربيها.

جون أوشيه ودارين فليتشر وبارك جي سونج وويس براون من مانشستر يونايتد كأبرز النماذج فترات تألقهم كانت محدودة بنمط معين وطريقة اختصها بهم سير أليكس فيرجسون مدرب الفريق الأسطوري وفي مصر أيضا لم يختلف الأمر كثيرا.

حمادة طلبة أجاد اللعب في أكثر من مركز فوصل إلى منتخب مصر في الـ34 من عمره؟

وهناك أيضا محمد الشامي مهاجم إنبي الذي أجاد مع المصري حتى حينما لعب كظهير أيمن، وكذلك أحمد جمعة الذي لعب كمهاجم وصانع ألعاب وجناح، وعمرو موسى سواء في خط الوسط أو الدفاع والأمر ذاته مع فريد شوقي وجميعهم في المصري، وهناك حسين الشحات مع إيهاب جلال في مصر للمقاصة.

لماذا كان يفضل فيرجسون هذه النوعية من اللاعبين؟ هؤلاء الذين يجيدون اللعب في أكثر من مركز؟ كتب أندي ميتين الصحفي الإنجليزي المختص بأخبار مانشستر يونايتد: "فيرجسون كان يفضل هذه النوعية تحديدا بجانب تواجد لاعب أو اثنين أو 3 من طراز النجوم الكبار، كان يخلق توليفة قادرة على الفوز باللقب، لم يكن يحب ضم لاعب يجيد اللعب في مركز وحيد فقط".

وأضاف "فيرجسون ضم لاعبين كثر طوال مسيرته ولا أتذكر سوى أن معظمهم شارك في أكثر من مركز".

وصرح جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد الحالي عن أهمية أن يلعب اللاعب في أكثر من مركز قائلا :"حينما أرى خصمي قد اتجه للعب بـ5 مدافعين، أتجه في المقابل للعب بـ3 مهاجمين".

وأضاف "من هنا أختبر جاهزية لاعبيني للعب في أكثر من مركز، التنوع هو طريق مانشستر يونايتد الرئيسي للفوز باللقب".

هناك أيضا في إيطاليا الثنائي لوتشيانو سباليتي وأنطونيو كونتي، والأخير تحديدا قد نراه يتجه لنوعية مختلفة من اللاعبين أشبه بأليكس فيرجسون، فمثلا ضد دافيدي زاباكوستا الذي يجيد اللعب كظهير وجناح. وهناك كذلك مارسيلو بيلسا، المدرب الأرجنتيني الذي يلعب أحيانا بلاعب وسط يجيد اللعب في مركز قلب الدفاع أو ليبرو.

كونتي مع يوفنتوس حول الفريق إلى قوة تكتيكية كبيرة بإمكانها التحول لأكثر من خطة خلال المباراة الواحدة، ويرجع ذلك لعدد من الأسماء التي امتلكها المدرب الإيطالي ضمنت له القدرة على تحويل المراكز أثناء خط سير اللقاء. ومثال على ذلك مشاركة سيزار أزبليكويتا كقلب دفاع بعد أن لعب كظهير أيمن وأيسر.

جوني جيلس نجم مانشستر يونايتد السابق كتب في صحيفة "أيرش تايمز" :"اللاعب الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز أصبح من متطلبات كرة القدم الحديثة، إنه يوفر أريحية لمدربه سواء تكتيكيا أو ماديا، لأن المدرب قد يمتلك ظهيرا أيسرا وحيدا واثنين يجيدان اللعب في ذلك المركز على الرغم من أنهما جناحين أو لاعبي وسط، تلك أريحية فنية مهمة للغاية".

وأضاف "مثلا يعاني يورجن كلوب مدرب ليفربول من الضعف الشديد دفاعية لكنه يعاني كذلك من قصور في ناحية التنوع، لديه شكل وحيد وأسلوب وحيد ويعتمد على لاعبي المقدمة دوما لحسم الأمور لذا حينما يصاب لديه لاعب أو يتم إيقاف أخر فإنه سيعاني من مشكلة كبيرة، عكس ما كان يحدث مع أليكس فيرجسون أو جوزيه مورينيو أو بوكيتينو".

وأوضح ماوريسيو بوكيتينو أهمية اللاعب الذي يجيد المشاركة في مراكز مختلفة قائلا :"أولى مبارياتي مع توتنام كانت ضد وست هام يونايتد في 2014، بدأ داير المباراة كقلب دفاع بجانب يونس كابول، بعد ذلك تعرض كايل نوتون للطرد، قمت بتحويل داير للعب في مركز الظهير، وفي ذلك الموسم لعب كظهير وقلب دفاع وفي الموسم الذي يليه لعب كلاعب وسط".

فيما يخص الدوري المصري لدينا تحديدا هذه النوعية، فبجانب أن هناك نجوم كبار أثبتوا نفسهم فيما يخص اللعب بأكثر من مركز مع فريق كبير مثل أحمد فتحي وحمادة طلبة، هناك أخرون لم يجربوا هذه الخاصية مع الأندية الكبيرة.

أبرز من استعملوا لاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز مؤخرا بالدوري المصري كانا حسام حسن مدرب المصري وإيهاب جلال مع فريقه السابق مصر للمقاصة.

وبرز في الموسم الماضي عدد من هؤلاء اللاعبين مثل هشام محمد الذي انضم إلى الأهلي.

وقال عنه إيهاب جلال :"إنه لاعب كبير كان لديه بعض المشاكل في التركيز مثلا عندما يتعرض لاحتكاك عنيف ولكنه حل هذا الأمر، بجانب أنه لاعب يجيد اللعب وسط 3 لاعبين في وسط الملعب أو ضمن ثنائي خط الوسط أو كلاعب وسط على الأطراف".

أيضا هناك أحمد داوودا الذي انضم إلى الزمالك خلال السوق الصيفية الماضية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا