برعاية

مدن كرة القدم: ميلانو

مدن كرة القدم: ميلانو

"اجعلوني أتقاعد في ميلان، وكل جزء فيها يجب أن يكون قبرا لي". تلك كانت كلمات ويليام شكسبير عن مدينة ميلانو الإيطالية.

كانت تلك كلمات عاطفية من ويليام شكسبير الشاعر والكاتب المسرحي والممثل الإنجليزي الشهير عن مدينة ميلانو الإيطالية فور رؤيته لجمالها ومعالمها الأثرية الكثيرة التي تغمر المدينة.

لطالما كانت ولازالت ميلان مقصدا للجمل دائما ما ينظر لها على أنها أساس التصميمات سواء كان ذلك في الأزياء أو العمارة، أبدع ليوناردو دا فينشي فيها ورسم لوحته الشهيرة العشاء الأخير وكذلك حصان ليوناردو لكن تظل اللوحة هي العمل الأشهر له في متحف ميلان والعالم أجمع.

مذيع ميدياست لـ في الجول: خسارة ميلان قد تعني رحيل مونتيلا.. والصفقات الجيدة لا تكفي مقدم البرامج الإيطالي لـ في الجول: الخسارة لا تعني إقالة مونتيلا.. وسبب معاناة دفاع ميلان هل عاد روجيه ميلا من الاعتزال للعب في مونديال 94 تكريما له

وبإمكاننا أيضا أن نتذكر مخطوطة أتلانتيكس أو ما عرف بعد ذلك بمجموعة رسومات ومذكرات ليوناردو دافينشي والموجودة بمكتبة أمبروسيانا في مدينة ميلان.

وإن ذكرت ميلان أمامك فستتذكر العلامات التجارية مثل فالنتينو وجوتشي وفيرساتشي وبرادا وأرماني ودولتشي أند جابان وغيرها، بجانب أسبوع الموضة الذي يتم مرتين سنويا وتواجد أكبر مركز تسوق في العالم.

وعلى الصعيد التاريخي فميلان استقر بها السلت منذ عام 400 قبل الميلاد قبل أن يغزوها الرومان في 222 ق.م، وبعد عدة قرون من السيطرة الرومانية أصبحت عاصمة للإمبراطورية الغربية منها، ومن ميلانو خرج مرسوم يترك حرية حق الاعتقاد للمسيحيين قبل أن يجتاحها اللومبارديون.

ازدهار ميلانو التاريخي حل في العصور الوسطى بعدما أصبحت مركزا للتجارة ويرجع ذلك لموقعها القيادي على سهول وادي بو، وأسست الإمبراطورية اللومباردية عام 1167 وميلانو كانت القائدة في هذا التحالف، لطالما كان لها الريادة فيما يخص الحريات والتجارة. مرورا بالأضرار التي عانتها المدينة خلال الحرب العالمية الثانية والدور الباسل الذي قدمته المدينة في شكل جماعات مناهضة للفاشية التي اتبعت أسلوب حرب العصابات ضد القوات النازية والفاشية.

عادت ميلان للازدهار بعد استقبالها لموجة كبيرة من الهجرة الداخلية في الفترة من 1951 وما أكثر، إلى أن انتهت تلك الحقبة المزدهرة في أواخر الستينات خلال سنوات الرصاص في موجة العنف والإضرابات العمالية والإرهاب، إلى أن جاءت فترة الثمانينات وعاد الازدهار مع ميلانو في الثمانينات من القرن الماضي لتظهر العلامات التجارية الناجحة حاليا.

وبعد تلك النبذة البسيطة عن تاريخ المدينة الجميلة، كانت هناك دوما كرة القدم.

ميلانو استضافت كأس العالم عامي 1934 و1990 وكأس الأمم الأوروبية 1980، ثم هناك أشهر ناديين من أندية كرة القدم حول العالم، إنتر وميلان، وهي المدينة الوحيدة في أوروبا التي تمتلك ناديين اثنين سبق وأن حصدا لقب دوري أبطال أوروبا ولقب كأس الانتركونتيننتال. وهناك فريق ثالث أقل شهرة هو بريرا كالتشيو.

تأسس نادي ميلان سنة 1899 أما إنتر ففي 1908 وأخيرا بريرا في عام 2000.

لكن بالحديث عن إنتر وميلان فكلاهما كان عملاقا فيما يخص كرة القدم بغض النظر عن وضعهما الحالي فهما فازا بـ36 لقب دوري و 12 بطولة كأس إيطاليا و10 بطولات دوري أبطال أوروبا و5 بطولات سوبر أوروبي و3 بطولات دوري أوروبي وبطولتي كأس عالم للأندية و5 بطولات انتركونتيننتال.

وأيا كانت حالة الفريقين فأنت ستتابع مباراتهما في دربي الغضب والجنون.

يلعب الفريقان على ملعب "سان سيرو" والذي أعيد تسميته إلى جوسيبي مياتزا في عام 1980 بعد وفاة الأسطورة الإيطالية لنادي إنتر كما أنه لعب لميلان في موسمين، وقالت تقارير إنه بكى بعد تسجيله لميلان خلال مواجهة دربي بين الفريقين.

ولطالما كان العداء بين ميلان وإنتر مرتبط بين السياسة والمجتمع وليس كرة القدم فقط.

نادي ميلان لكرة القدم والكريكت عرف فيما بعد بـ إيه سي ميلان أسس عام 1899 بواسطة هيربرت كيلبين وألفرد إدواردز الإنجليزيان وأصبح النادي أحد أفضل الأندية في إيطالية في أسرع وقت، وبعد ذلك بـ10 أعوام حدث انفصال وصراع داخل نادي ميلان بسبب اللاعبين الأجانب ليتأسس نادي إنتر الذي قامت سياسته على جلب لاعبين أجانب للفريق، بينما ظل ميلان يعتمد على اللاعبين إيطالي المولد.

بعد ذلك الانفصال بدأ كل فريق في تكوين هويته الخاصة سريعا، إنتر أصح نادي الطبقة البرجوازية والأثرياء الصناعيين أما إيه سي فأصبح فريق الطبقة العاملة، وهو أمر شائع دائما في كل مباريات الدربي حول العالم، فريق يمثل الأثرياء وأخر يمثل الفقراء.

واستمتع كل فريق بفترته للسيطرة على الكرة الإيطالية، كلاهما مر عليه أسماء لا تنسى في تاريخ كرة القدم خاصة في العصر الحديث مثل كاكا وزلاتان إبراهيموفيتش ورود خولييت ورونالدو وفرانكو وجوسيبي باريزي وباولو مالديني.

وإحدى أكثر الفترات التي مثلت الصراع والهيمنة والموهبة كانت خلال الستينات حينما تواجد ساندرو مازولا مع إنتر وجياني ريفيرا مع ميلان.

كان ذلك قبل أن يهيمن ميلان على الكرة الإيطالية في فترة أريجو ساكي والتي سبقها تواجد النادي في الدرجة الثانية بعد فضيحة التلاعب في المباريات ثم الصعود والهبوط مرة أخرى إلى الدرجة الثانية.

وقد تتجلى أكثر صور الجنون والصراع بين جماهير الفريقين في مباراة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 حينما ألغى اللقاء بسبب الجماهير وفاز ميلان بنتيجة 3-0، وذلك بعد إلغاء هدف لإستيبان كامبياسو لاعب إنتر ليتوقف اللقاء لـ20 دقيقة بعد إلقاء الجماهير للألعاب النارية في الملعب، وتم استئناف المباراة قبل أن يقرر الحكم إلغائها نهائيا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا