برعاية

اليــــوم في غينيــــــا .. «جيبوها يا لولاد»اليــــوم في غينيــــــا .. «جيبوها يا لولاد»

اليــــوم في غينيــــــا  .. «جيبوها يا لولاد»اليــــوم في غينيــــــا  .. «جيبوها يا لولاد»

بعزيمة كالصّخر طار الـ»نّسور» إلى غينيا لخوض «لقاء العْمر». وهذا التّعبير للـ»كوتش» نبيل معلول الذي أعاده الدكتور وديع رغم أنف الجميع ليغسلا سويّا العار، أويغرقا معا في محيط الأحزان، ويخذلا الجمهور كما حصل أمام الرأس الأخضر. ولا بدّ أن يستحضر اللاّعبون اليوم في «كوناكري» صور ذلك الجرح الكبير وهم يردّدون نشيد الوطن بفخر واعتزاز، ويستعدّون لقهر الصّعاب والقبض على بطاقة العبور إلى مونديال روسيا. والتّذكير بفضيحة «الكاب فار» ومن قبلها «مهزلة» الموزمبيق ومن بعدها «صفعة» الكامرون أمر ضروري لدفع رفاق «الكابتن» الخبير «البلبولي» لردّ الاعتبار، وإشعارهم بحجم الآمال المعقودة عليهم. ذلك أنّ أنصار المنتخب «هرموا» (على رأي الحفناوي في فجر «الثّورة» المنهوبة) من أجل هذه اللّحظة التاريخيّة التي ستعود على إثرها تونس بإذن اللّه العلي القدير إلى العالميّة بعد أكثر من عشر سنوات من الانكسار و»الدّمار».

عشرة أعوام حزينة «قبَرَ» فيها المدرّبون حلم المونديال، وتنكّر فيها المسؤولون لوعودهم وعهودهم. و»تاجر» خلالها نجوم آخر زمان بالراية الغالية. وتحوّل أثناءها فريق كلّ التونسيين من عاصمة الجلاء إلى برج الخضراء إلى سوق مفتوحة تباع فيها الأوهام. وتوزّع داخلها الجنسيات والدّعوات لكلّ من هبّ ودبّ. هذا طبعا وسط حضور لافت لـ»سماسرة» الكرة التي التفّ عليها الدّخلاء. وجعلوها ملكا خاصّا بمنطق القوّة، وسلطان القانون والمال. إنّه العصر المظلم الذي لم يعرف فيه الجمهور سوى التّعب والألم بقيادة نظام ظالم لم نر منه غير الفشل و»التّطاوس» على الـ»صّغار» والـ»كبار» بل أنّه تطاول حتّى على الوزير ولم يعر أيّ اهتمام لنقد النوّاب، وتحذير الحكومة، وغضب الشّعب. وهو الجهة الوحيدة التي تستحقّ كلّ عبارات الشّكر وأجمل باقات الزّهور على وفائه الدائم للـ»نّسور»، ودموعه المسكوبة، وتضحياته المشهودة، وعلى الصّبر «الأيّوبي» الذي تسلّح به طيلة سنوات القحط والإحباط. ومن أجل عيون هذا الجمهور الغالي ننتظر اليوم من أبناء معلول مقابلة بطوليّة، و»عاصفة كرويّة» في السّواحل الغينيّة لتحقيق نتيجة ايجابيّة تتحصّل بفضلها تونس على تأشيرة الذّهاب إلى روسيا «شارابوفا» و»ياشين». ولن نقول لا «لينين» ولا «ستالين» ولا «بوتين» ليقيننا بأنّ التونسيين يعشقون الـ»كوارجيّة» وفيهم ديوة و»عتّوقة» والشّايبي والعقربي وطارق وتميم. ويكرهون السياسيين «الكاذبين» و»المتورّطين» في سرقة أحلامنا، وتنكيد عيشتنا، والعارفين بأنّ المنتخب سيكون اليوم كعادته «حزب الأحزاب» الذي يجتمع حوله كلّ النّاس من سجنان حيث ينام المحب الغيور للـ»نّسور» ضياء الدين بسلام إلى تطاوين الشّباب الصّامد والرّافع لشعار النّصر و»الرخ لا». وهو العنوان ذاته لحوار «كوناكري».

ويدرك أبناء معلول أنّ الجمهور لن يقبل المزيد من الأعذار. ولن يرضى بغير العبور إلى المونديال خاصّة أنّ كلّ العوامل - بما في ذلك الزّهَرْ - تخدم مصلحة الـ»نّسور». ذلك أنّ فريقنا الوطني كسر أنياب «الفهود». وتصدّر مجموعته عن جدارة واستحقاق، وبعد أن وقف «الحظّ» في صفّه في أكثر من هدف وموقف (ولا تَقُلْ شئنا فإنّ الحظّ شاء). وقد يظفر المنتخب اليوم بجواز السّفر إلى «موسكو». ويعلن الفرح في قلب غينيا في صورة الفوز على أهل الدار شرط أن «يثور» في التوقيت نفسه وفي اليوم عينه الجار اللّيبي في المنستير، ويهزم الكونغوليين أويجبرهم على التّعادل. ويقدّم بذلك الأشقاء أكبر خدمة للـ»نّسور» دون انتظار جزاء ولا شكورا لأنّ «مزايانا» سابقة، ولأنّ الوضع الراهن يفرض أن نكون نحن وإخواننا العرب على «أولاد العمّ» وعلى كلّ خصم يريد أن ينكس علم «الوطن الأكبر» في المونديال الذي شرّفت بفضله الخضراء (على صغرها الجغرافي والدّيمغرافي) جميع العرب عندما أهدتهم عام 78 أوّل انتصار في تاريخ مشاركاتهم في هذه التّظاهرة الكونيّة التي قد تكون أفضل هديّة للتونسيين المستبشرين بأمطار أكتوبر، والحالمين بأن يكون هذا العام عام خير على الـ»نّسور» وعلى البلاد بصفة عامّة رغم إفلاس الجيوب، وفساد الكثير من الضّمائر، وانهيار الدّينار والبنيان على رؤوس النّاس المتسلّحين بالأمل، وبقول الشّابي:» إذا طمحت للحياة النّفوسُ فلا بدّ أنْ يستجيب القدر».

بعزيمة كالصّخر طار الـ»نّسور» إلى غينيا لخوض «لقاء العْمر». وهذا التّعبير للـ»كوتش» نبيل معلول الذي أعاده الدكتور وديع رغم أنف الجميع ليغسلا سويّا العار، أويغرقا معا في محيط الأحزان، ويخذلا الجمهور كما حصل أمام الرأس الأخضر. ولا بدّ أن يستحضر اللاّعبون اليوم في «كوناكري» صور ذلك الجرح الكبير وهم يردّدون نشيد الوطن بفخر واعتزاز، ويستعدّون لقهر الصّعاب والقبض على بطاقة العبور إلى مونديال روسيا. والتّذكير بفضيحة «الكاب فار» ومن قبلها «مهزلة» الموزمبيق ومن بعدها «صفعة» الكامرون أمر ضروري لدفع رفاق «الكابتن» الخبير «البلبولي» لردّ الاعتبار، وإشعارهم بحجم الآمال المعقودة عليهم. ذلك أنّ أنصار المنتخب «هرموا» (على رأي الحفناوي في فجر «الثّورة» المنهوبة) من أجل هذه اللّحظة التاريخيّة التي ستعود على إثرها تونس بإذن اللّه العلي القدير إلى العالميّة بعد أكثر من عشر سنوات من الانكسار و»الدّمار».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا