إيفرتون أنفق مبالغ باهظة في سوق الانتقالات وفشل في سد الفراغ الذي تركه لوكاكو

إيفرتون أنفق مبالغ باهظة في سوق الانتقالات وفشل في سد الفراغ الذي تركه لوكاكو

منذ 6 سنوات

إيفرتون أنفق مبالغ باهظة في سوق الانتقالات وفشل في سد الفراغ الذي تركه لوكاكو

جدد مالك نادي إيفرتون الإنجليزي، الملياردير الإيراني فارهاد موشيري، الثقة في المدير الفني للفريق رونالد كومان بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق في بداية الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز. وربما كان «تجديد الثقة» في المدير الفني أمراً غريباً بعض الشيء على المشجعين القدامى للعبة كرة القدم، الذين يرون أن ذلك يعد شيئا «لعينا» وأنه كان يجب الإطاحة بالمدير الفني بعد هذا التدهور الواضح في النتائج.

وفي الحقيقة، لا يزال «تجديد الثقة» في أي مدير فني شيئا «لعينا»، لأن ذلك يعني أن المدير الفني قد يقال من منصبه في أي وقت إذا استمر الفريق في تحقيق نتائج سيئة، ويكون المدير الفني على علم تام بذلك. ويبدو أن ثقافة تجديد الثقة في المدير الفني لا توجد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتشير الحقائق في عالم كرة القدم إلى أنه كان من السهل إقالة المدير الفني واستبدال آخر به، وبالتالي كان المدير الفني يحتل أدنى درجة من الأهمية في كرة القدم، بفارق بعيد للغاية عن اللاعبين.

لكن الأشياء تغيرت قليلا عن الماضي لعدة أسباب، ليس أقلها أن المدير الفني السابق لليدز يونايتد وديربي كاونتي براين كلوف قد أثبت لمسؤولي عدد من الأندية التي تولى تدريبها أنهم كانوا على خطأ. وبات المديرون الفنيون يحظون بأهمية بالغة هذه الأيام، ويحصلون على مقابل مادي يتناسب مع هذه الأهمية، في ظل وجود ضمانات كبيرة في عقودهم تمنع رؤساء الأندية من إقالتهم لمجرد نزوة.

لكن الشيء الجديد أيضاً في عالم كرة القدم اليوم هو توقف مسابقات الدوري لمدة أسبوعين تقريبا بسبب مباريات الأجندة الدولية للمنتخبات، وهي فترة غير مريحة تماما لأي ناد يأخذ راحة إجبارية بعد تحقيق نتائج سيئة. وفي الواقع، تصرف موشيري بحكمة وذكاء عندما أكد على موقف النادي بوضوح وجدد الثقة في كومان من أجل منح المدير الفني الهولندي وطاقمه الفني بعض الدعم لكي يعمل على إعادة الفريق إلى المسار الصحيح. ولا يزال هناك نقاش حول ما إذا كان كومان يستحق البقاء مع إيفرتون بعد هذه البداية المخيبة للآمال في الموسم الحالي، رغم أن هذه البداية المتعثرة تلقي الضوء على جانب آخر من جوانب كرة القدم الحديثة، وهو أنه من الصعب للغاية أن تتوقع تحقيق أي فريق لنتائج جيدة داخل الملعب لمجرد إبرامه لعدد من الصفقات القوية في سوق انتقالات اللاعبين.

وفي كل عام وقبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، يرسم البعض جدولا بترتيب الأندية بناء على ما أنفقته على التعاقدات الجديدة، ويشار إلى بعض الأندية على أنها عقدت صفقات جيدة وإلى أندية أخرى على أنها لم تبرم صفقات قوية، في حين تتهم بعض الأندية بأنها لم تتعاقد على أي صفقات جديدة. وما إن ينطلق الموسم وتُلعب المباريات على أرض الواقع حتى يتضح للجميع في غضون أسابيع قليلة أن هذه الافتراضات المبنية على الإنفاق على الصفقات الجديدة ليست صحيحة على الإطلاق.

وما زلنا نتذكر جميعا كيف تعرض مانشستر سيتي لانتقادات لاذعة وسخرية كبيرة بسبب إنفاقه مبالغ طائلة على التعاقد مع ظهراء للجنب، لكن الآن يحظى هؤلاء اللاعبين بإشادة كبيرة بسبب ما يقدمونه وبسبب نجاحهم في تنفيذ الطريقة التي طبقها المدير الفني لمانشستر سيتي جوسيب غوارديولا أمام تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، التي انتهت بفوز مانشستر سيتي بهدف دون رد، رغم أن لاعب خط الوسط فابيان ديلف هو من لعب في مكان الظهير الأيسر بينجامين ميندي. وحتى تشيلسي نفسه كان يُنظر إليه على أنه أخفق إخفاقا كبيرا في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، رغم أن الفريق حقق نتائج إيجابية للغاية، بعيدا عن الخسارة المفاجئة أمام بيرنلي في الأسبوع الأول من المسابقة، وحتى إصابة الإسباني ألفارو موراتا في مباراة مانشستر سيتي.

ومع ذلك، كان إيفرتون هو أكثر الأندية لفتا للأنظار في سوق الانتقالات الماضية، حيث يبدو أنه وقع في فخ الاستمتاع بالمقابل المادي الكبير الذي حصل عليه من بيع نجمه روميلو لوكاكو دون أن يفكر في الأسباب التي دفعت مانشستر يونايتد لدفع 75 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المهاجم البلجيكي. وكان ينظر إلى إيفرتون على أنه حقق نجاحا كبيرا في سوق انتقالات اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، للدرجة التي جعلت مسؤولي النادي يعترفون بأنهم هم من انسحبوا من صفقة ضم مهاجم آرسنال أوليفر جيرو. ونال كومان إشادة كبيرة لأنه تحرك سريعا وبقوة في سوق انتقالات اللاعبين، كما أشاد الجميع بحصول النادي على خدمات حارس مرمى سندرلاند جوردان بيكفورد والمدافع مايكل كين باعتبار هذه خطوة تعكس الطموح الكبير للنادي وتعد دليلا على أن النادي يستثمر على المدى البعيد.

ونجح إيفرتون في إعادة نجمه السابق واين روني، لكن ذلك لم يكن الحل المثالي للخط الأمامي للفريق، ولذا فإن عدم التعاقد مع جيرو ربما كان مصدر إحباط للمدير الفني الهولندي الذي أكد أكثر من مرة على رغبته في التعاقد مع مهاجم قناص قادر على تعويض رحيل لوكاكو، لكن فترة الانتقالات الصيفية انتهت نهاية سعيدة للغاية بالنسبة لإيفرتون الذي أنفق مبلغا قياسيا للتعاقد مع مهاجم قادر على قيادة هجوم الفريق على المدى الطويل، وهو غيلفي سيغوردسون.

ومع انطلاق الموسم، بات من الواضح أن النادي قد تعاقد مع روني وسيغوردسون ودافي كلاسين في المركز نفسه، لكنهم جميعا فشلوا في سد الفراغ الذي تركه لوكاكو. ومن الواضح أن كومان لا يرى أن المهاجمين دومينيك كالفيرت ليوين أو ساندرو راميريز ينضجان ويتطوران مع الوقت، في الوقت الذي يعتمد فيه على روني الذي لم يعد كما كان في السابق.

وفي المقابل، لم يثمن كثيرون التحركات التي قام بها نادي بيرنلي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، رغم أن النادي كسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه عندما تعاقد مع كريس وود من ليدز يونايتد مقابل 15 مليون جنيه إسترليني. وكان يبدو أن المهاجم النيوزيلندي ليس أفضل كثيرا من اللاعبين الذين يضمهم الفريق بالفعل، ويمكن قول الشيء نفسه على جاك كورك وجون والترز وتشارلي تايلور وفيل باردسلي، لكن الشيء المهم هنا يكمن في أن بيرنلي يملك فريقا متوازنا ويلعب بشكل جماعي.

ويشيد الجميع الآن بنادي بيرنلي وبتماسكه وتنظيمه داخل الملعب، والتزام لاعبيه واعتماده على اللعب الجماعي كوحدة واحدة والقتال في كل دقيقة من عمر أي مباراة يخوضها الفريق. وفي الحقيقة، لا يعد هذا شيئا جديدا بالنسبة للنادي، لأنه كان يلعب بالطريقة نفسها الموسم الماضي، لكن الفريق حصل على بعض النقاط بطريقة سهلة وأثبت أنه يمكن أن يسبب المتاعب حتى للفرق الكبرى.

وقد حقق بيرنلي كل ذلك بميزانية متواضعة، ومن خلال العمل في صمت بعيداً عن الإثارة الكبيرة التي يشهدها سوق انتقالات اللاعبين.

وفي بعض الأحيان، في واقع الأمر، قد تكون الميزانية الكبيرة بمثابة عائق كبير في طريق النادي، وخير مثال على ذلك تصريحات المدير الفني لنادي آرسنال آرسين فينغر، الذي قال إن الناس كانت ستسخر منه لو ذهب إلى فرنسا وتعاقد مع اللاعب الجزائري رياض محرز الذي لم يكن معروفاً آنذاك، لأن الناس تتوقع من آرسنال ألا يعقد صفقة بأقل من 10 ملايين جنيه إسترليني. وربما انتاب كومان الشعور نفسه وهو يفكر في التعاقد مع بديل للوكاكو الذي رحل عن النادي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني. لقد قال كومان إنه يريد التعاقد مع لاعب هداف من الطراز الرفيع، لكنه لم يحقق ما كان يريده، لكن بيرنلي في المقابل حصل على ما يريد مقابل 15 مليون جنيه إسترليني، في حين تعاقد توتنهام هوتسبير مع المهاجم الإسباني فيرناندو لورينتي البالغ من العمر 32 عاماً بمقابل مادي أقل قليلاً.

لا يعني ذلك أن أيّاً من هؤلاء اللاعبين كان قادراً على أن يجد حلاً للمشكلات التي يواجهها إيفرتون، ولا يعني أن أهداف وود هي التي صعدت ببيرنلي للمركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ما أود أن أشير إليه هو أنه دائماً هناك خيارات متاحة، والمدير الفني الذي زعم أنه لا يريد التعاقد مع الخيار الثالث أو الرابع بعد الفشل في التعاقد مع جيرو قد تعاقد في النهاية مع الخيار الأخير، وهو المهاجم السنغالي عمر نياسي. من الصعب أن نعرف فيما يفكر موشيري الآن، بعدما تعاقد النادي مع نصف دستة من اللاعبين لكنه فشل في تعويض أبرز لاعب رحل عن صفوفه وهو لوكاكو.

ربما يعد الأمر محرجاً لنادي إيفرتون الذي تعاقد مع ستيف والش من ليستر سيتي لكي يترأس لجنة التعاقدات بالنادي. بالتأكيد لم يتخيل أحد أنه سيكون من السهل تعويض لوكاكو، لأنه لا يوجد كثيرون بحجم لوكاكو وقوته البدنية وقدراته الفنية، ولذا كان من الصعب على أي لاعب يتعاقد معه إيفرتون أن يسد الفراغ الكبير الذي تركه المهاجم البلجيكي. وكان إيفرتون يعرف أن لوكاكو سوف يرحل، ولم يكن الأمر مفاجئاً بالنسبة للنادي.

وبعد مرور سبعة أسابيع فقط من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، فإن أبرز سؤالين يتم طرحهما في نادي إيفرتون الآن هما: هل إيفرتون يعتمد على لاعب واحد فقط؟ وكيف سينجح النادي في تعويض لوكاكو؟ في الحقيقة يتعين علينا أن ننتظر ثلاثة أشهر أخرى حتى بدء فترة الانتقالات المقبلة حتى نجيب عن هذين السؤالين.

وفي وقت سابق قال كومان: «الأمر يتعلق دائما بالمال» رداً على سؤال عقب خسارته 1 - صفر أمام بيرنلي عما إذا كانت البداية المتواضعة لفريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز محبطة بعد ضم عدة لاعبين مقابل 140 مليون جنيه إسترليني (185.8 مليون دولار). وأضاف المدرب الهولندي: «من السهل جداً في هذا الموقف الحديث عن المال. حصلنا على كثير من الأمور واستثمرنا بعض الأموال، ويتعلق الأمر دائما بالفارق بين الإنفاق من الانتقالات».

ويبدو إحباط كومان منطقياً عند الأخذ في الاعتبار سوق الانتقالات الصيفية لإيفرتون، خصوصاً عند مقارنة استثمارات الأندية الأكبر، وذلك رغم وجود انطباع عام سابق بأن الفريق سينافس على أول ستة مراكز بسبب نشاطه الواضح في ضم اللاعبين. لكن مع وجود إيفرتون في المركز 16 بعد مرور سبع جولات، وبفارق نقطتين فقط عن منطقة الهبوط وبعدما حقق انتصارين فقط، فإن التساؤلات حول الفريق تبدو عادلة تماماً.

الخبر من المصدر