برعاية

اليوم يطير الـ «نّسور» إلى غينيا .. روسيا تناديكم والشّعب ينتظركماليوم يطير الـ «نّسور» إلى غينيا .. روسيا تناديكم والشّعب ينتظركم

اليوم يطير الـ «نّسور» إلى غينيا  .. روسيا تناديكم والشّعب ينتظركماليوم يطير الـ «نّسور» إلى غينيا  .. روسيا تناديكم والشّعب ينتظركم

في تونس حشّاد والدّغباجي والشتّالي وعقيد رجْال بقلوب الجمْال. لا يعرفون الانكسار، ويعشقون صعود الجبال بهمّة تناطح السّماء كما حصل مع المغامر الطّاهر المنّاعي الذي تسلّق قمّة يناهز ارتفاعها ستّة آلاف متر. غايته أن يرفرف علم الخضراء عاليا في كلّ مكان من العالم. وبهذه الرّوح القتاليّة أيضا كتب جيل النايلي وغميض وذويب والكعبي وطارق والعقربي وتميم في أرض الأرجنتين «الملحمة» الأجمل في مشوار الـ»نّسور» الذين يتسلّحون اليوم بهذا المجد «العظيم»، والإرث الكبير. ويطيرون إلى غينيا وعينهم على الانتصار لحسم معركة العبور إلى المونديال، ومسح دموع الجمهور الذي ينتظر الخبر السّار منذ أكثر من عشر سنوات «ظْفر» فيها شقّ من الأنصار الشّيب، وخذل فيها العْمر البعض الآخر كما هو حال المشجّع الوفي ابن سجنان ضياء الدين الذي مات تأثّرا بهدف البدري في «كينشاسا». هذا دون رؤية «النّسر» وهو يحلّق في أرجاء السّاحة الحمراء وفي قلب «موسكو» التي «تنادي» أبناء معلول لإنقاذ كرتنا التي تحتضر في صمت، ومن أجل استعادة الكبرياء، وردّ الاعتبار بعد سنوات من الاحباط والانحطاط، وأعوام من العار الذي ارتدينا ثوبه ونحن نحترز على الرأس الأخضر بعد أن «أذلّ» فريق معلول في الميدان. والعار الذي شعرنا به ونحن نشاهد «أسود» الكامرون «تكوّر» برفاق العكايشي بحضور «كرول» الذي طار بالمال، وترك الجمهور لأحزانه التي لم تفارقه منذ شهر جوان 2006. وهو تاريخ آخر ظهور للـ»نّسور» في كأس العالم زمن بومنيجل والطّرابلسي والجعايدي وحقّي والجزيري... وغيرهم من الأبطال الذين يعلّقون مثلهم مثل كلّ التونسيين من بنزرت إلى تطاوين آمالا عريضة على جيل البلبولي والبدوي ومرياح ومعلول والفرجاني وبن عمر والمساكني والسليتي والخنيسي لإنهاء «نومة أهل الكهف»، والرّجوع إلى المونديال حتّى وإن كنّا سنكتفي بـ»نقطة» العادة في النّهائيات.

في حدود منتصف النّهار يأخذ لاعبو المنتخب أماكنهم في الطائرة الخاصّة التي ستكلّف الخزينة الكثير من المال شأنها شأن التربّصات والمعسكرات في أرقى الفنادق التي توفّر لأبناء معلول «فراش الحرير» و»السّونا» والـ»كافيار» وأفضل الخدمات علاوة على «البريمات» التي تضخّها الجامعة (جزء منها من المال العام) في كلّ المناسبات في زمن انهار فيه الدّينار، وتغرق فيه البلاد في الفقر و»الميزيريا». وما على العناصر الوطنيّة وهي تتّجه إلى غينيا إلاّ أن تستحضر صور المعدمين والمكتوين بنار الأسعار والمحتاجين على فرحة صغيرة تصنعها الأقدام التونسيّة في التصفيات الموندياليّة لعلّها تخفّف عن «المعذبين» (في تونس الخضار والخير) وطأة المعاناة. وتنسيهم أكاذيب السياسيين. وتشدّهم إلى الحياة. وتعيد لهم الثّقة في المنتخب الذي يبقى - رغم الدّاء - حزب كلّ النّاس من الشّمال إلى الجنوب. وهذه حقيقة برزت للعيان عند الفوز على الجزائر في الـ»كان»، وبعد قهر مصر بدفع من الجمهور التونسي الذي رابط في رادس من وقت الفطور حتّى السّحور ليشهد سقوط «الفراعنة» في تلك اللّية الرمضانيّة التي زيّنها الأطفال الـ»صّغار»، والتي لن تنسى مثلها مثل ليلة العيد الكبير التي اصطاد فيها الـ»نّسور» «الفهود» الكونغوليّة.

لن تسقط المشاكل والمهازل التي عاشها الـ»نّسور» الـ»كبار» والـ»صّغار» في عصر الدكتور وديع من أذهان الجمهور مهما طال الزّمان. ولن تمحى صور الخروج المهين من تصفيات مونديال البرازيل إلاّ من ذاكرة الأشخاص المصابين بـ»الزّهايمر». وستكون الجامعة الحالية أمام فرصة الأمل الأخير لـ»محاربة» الفشل عبر العبور إلى كأس العالم الذي قد يشكّل أفضل هديّة للشّعب التونسي، وأحسن تعويض عن مسلسل الاخفاقات. ومن الواضح أنّ المكتب الجامعي على وعي تامّ بأنّ الجمهور لن يتحمّل المزيد من «الخذلان». ولن يرضى هذه المرّة بغير التأهل. وهو ما جعل جماعة الجريء تنزل إلى المعركة بثقلها لعلّها تكسب الرّهان. وتكفّر عن «ذنوبها» في حقّ المحبين الذي اضطّروا في النّسختين السّابقتين لمواساة أنفسهم بتشجيع الجزائر. وهو أمر غير متاح هذه المرّة بعد أن تبّخرت حظوظ الجار في التّصفيات.

في تونس حشّاد والدّغباجي والشتّالي وعقيد رجْال بقلوب الجمْال. لا يعرفون الانكسار، ويعشقون صعود الجبال بهمّة تناطح السّماء كما حصل مع المغامر الطّاهر المنّاعي الذي تسلّق قمّة يناهز ارتفاعها ستّة آلاف متر. غايته أن يرفرف علم الخضراء عاليا في كلّ مكان من العالم. وبهذه الرّوح القتاليّة أيضا كتب جيل النايلي وغميض وذويب والكعبي وطارق والعقربي وتميم في أرض الأرجنتين «الملحمة» الأجمل في مشوار الـ»نّسور» الذين يتسلّحون اليوم بهذا المجد «العظيم»، والإرث الكبير. ويطيرون إلى غينيا وعينهم على الانتصار لحسم معركة العبور إلى المونديال، ومسح دموع الجمهور الذي ينتظر الخبر السّار منذ أكثر من عشر سنوات «ظْفر» فيها شقّ من الأنصار الشّيب، وخذل فيها العْمر البعض الآخر كما هو حال المشجّع الوفي ابن سجنان ضياء الدين الذي مات تأثّرا بهدف البدري في «كينشاسا». هذا دون رؤية «النّسر» وهو يحلّق في أرجاء السّاحة الحمراء وفي قلب «موسكو» التي «تنادي» أبناء معلول لإنقاذ كرتنا التي تحتضر في صمت، ومن أجل استعادة الكبرياء، وردّ الاعتبار بعد سنوات من الاحباط والانحطاط، وأعوام من العار الذي ارتدينا ثوبه ونحن نحترز على الرأس الأخضر بعد أن «أذلّ» فريق معلول في الميدان. والعار الذي شعرنا به ونحن نشاهد «أسود» الكامرون «تكوّر» برفاق العكايشي بحضور «كرول» الذي طار بالمال، وترك الجمهور لأحزانه التي لم تفارقه منذ شهر جوان 2006. وهو تاريخ آخر ظهور للـ»نّسور» في كأس العالم زمن بومنيجل والطّرابلسي والجعايدي وحقّي والجزيري... وغيرهم من الأبطال الذين يعلّقون مثلهم مثل كلّ التونسيين من بنزرت إلى تطاوين آمالا عريضة على جيل البلبولي والبدوي ومرياح ومعلول والفرجاني وبن عمر والمساكني والسليتي والخنيسي لإنهاء «نومة أهل الكهف»، والرّجوع إلى المونديال حتّى وإن كنّا سنكتفي بـ»نقطة» العادة في النّهائيات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا