برعاية

فورزا كالشيو (9) - لماذا "كالشيو" وليس "كرة القدم"؟

فورزا كالشيو (9) - لماذا "كالشيو" وليس "كرة القدم"؟

"كالشيو...كالشيو..كالشيو" عندما تتحدث مع أحد محبي الكرة في إيطاليا تجده يكرر تلك الكلمة المرتبطة بالدوري الإيطالي والكرة هناك، قد تظن بأن ترجمتها في اللغة الإيطالي هي "كرة القدم" ولكن هذا خطأ شائع.

"كالشيو" مشتقة من كلمة لاتينية هي "كالكس" وتعني "ركلة" ولا علاقة لها بـ"كرة القدم" لغويا.

فلماذا يستخدمها محبي ومتابعي كرة القدم الإيطالية لوصف دوريهم؟ للحكاية جذور تاريخية حديثة.

فورزا كالشيو (8) - أكاديمية أتالانتا ليست لا ماسيا.. ولكنها جوهرة إيطاليا لأوروبا فورزا كالشيو (7) - أليجري.. أزمة البدايات والتعامل مع الصفقات فورزا كالشيو (6) - يوفنتوس وحكاية الرقم 10 ومفترق طرق أمام ديبالا فورزا كالشيو (5) - توتي ومغامرة جديدة مع روما

خلال فترة حكم الفاشية بقيادة بينيتو موسوليني لإيطاليا وكعادة أي حكم ديكتاتوري حاول الحاكم ورجاله البحث عن وسائل لإلهاء الشعب هناك وماذا هناك سوى كرة القدم كوسيلة أفضل للإلهاء؟

لكن البحث في حقبة موسوليني لم يكن فقط عن زيادة الاهتمام بكرة القدم بل بجعلها "إيطالية" خالصة من أجل زيادة شعور المواطنين بالإنتماء والحب لتلك اللعبة الشهيرة، بالتأكيد الكل يعرف أن كرة القدم بشكلها الحالي بدأت في إنجلترا وتاريخ الكرة الإيطالية يؤكد أن الإنجليز هم من نقلوها إليهم .

إدواردو بوسيو مؤسس نادي تورينو كان إنجليزيا، وهيربرت كيلبن مؤسس ميلان كان من هناك أيضا، وأول ناد تأسس في إيطاليا لكرة القدم كان جنوى للكريكيت وكرة القدم ولم يكن مسموحا سوى للإنجليز باللعب المتواجدين في إيطاليا هناك في البداية.

بعد الحرب العالمية الأولى زادت الحساسية لدى الشعب الإيطالي من استخدام الكلمات والمصطلحات الإنجليزية ليبدأ البحث عن "الأصل الإيطالي".

على جدران الشوارع في مدينة فلورينس الأثرية ستجد نقوشا يرجع أصلها إلى قرون سابقة يمكنك أن تجد كلمة "كالشيو" بينها، فما حكايتها؟

في القرن الـ15 والـ16 مارس نبلاء مدينة فلورنسا لعبة عنيفة تجمع ما بين تسديد الكرة بالقدم والرأس وبين الإعتداء بالضرب على المنافس دون قواعد فكل شيء مسموح سواء كان ركلا أو ضربا.

"كالشيو إن ليفري" كان ذاك اسم اللعبة حينها وتعني ترجمتها الحرفية "الركل بالأزياء" حيث كان النبلاء يجهزون أزياء من الحرير مخصصة لتلك المناسبة من أجل التفوق على المنافس سواء في الأزياء أو في القوة خلال اللعبة.

الكرة كانت أقل شيء يركل في تلك المباريات والتاريخ يشير إلى أن حضارات المايا والحضارات اليونانية القديمة كانت تمارس لعبة مثلها.

مع انتشار اللعبة بين عامة الشعب زاد العنف واضطرت المدينة إلى التحرك لوقف المباريات الدامية فتم منع ممارسة اللعبة في الميادين وشهد عام 1580 أول قوانين مكتوبة للعبة حيث تم تحديد عدد اللاعبين بـ27 لاعب لكل فريق يتم تقسيمهم إلى ثلاث حراس مرمى وتسعة لاعبين في كل من الدفاع وخط الوسط والهجوم والهدف يحتسب عندما تتجاوز الكرة نقطة معينة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا