برعاية

ما بين الأمس واليوم.. جوارديولا وكونتي في مواجهة التحديات والتطلعات

ما بين الأمس واليوم.. جوارديولا وكونتي في مواجهة التحديات والتطلعات

كرة ترتد هنا وأخرى هناك، الركض لا يتوقف من اللاعبين، والجماهير تقف مشدوهة تتلهف أعينها لرؤية الكرة تسكن الشباك، وبينما يحدث هذا كله، يقف كلاهما على خط الملعب بكاريزما كبيرة تلفت أنظار الجميع.

أحدهما لا يتوقف عن إعطاء التعليمات والتعديلات فهو يهتم كثيرا بالتفاصيل، والآخر يصرخ في لاعبيه بروح كبيرة محاولا شحذ هممهم وفرض النظام.. إنها مواجهة متجددة ومثيرة بين بيب جوارديولا وأنطونيو كونتي.

مانشستر سيتي يحل ضيفا على تشيلسي، يوم السبت، في ملعب ستامفورد بريدج، ضمن مباريات الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.

لماذا يجب أن ينتصر مانشستر سيتي على تشيلسي لماذا يجب أن ينتصر تشيلسي على مانشستر سيتي تعرف على تشيلسي الذي سحق سيتي "الهاوي" في أخر لقاء قبل قدوم الملياردير

يستعرض FilGoal.com لكم قراءة فنية في أوراق الفريقين، وأوجه الاختلاف عن الموسم الماضي، قبل المواجهة المرتقبة.

كان الموسم الماضي هو الأول لكلا المدربين في البريميرليج، ونجح المدرب الإيطالي في الظفر باللقب بعدما أحدث طفرة في أداء فريقه بطريقة 3-4-3، بينما خرج جوارديولا خالي الوفاض لأول مرة في مسيرته التدريبية التي حقق خلالها 21 لقبا.

وعند النظر إلى العوامل والمؤثرات التي ساهمت في تشكيل موسم كلا المدربين، نجد أن مانشستر سيتي تعاقد ذاك الموسممع 5 صفقات،هم الحارس كلاوديو برافو وقلب الدفاع جون ستونز ولاعب الوسط إلكاي جوندوجان وجناحين هما ليروي ساني ومانويل نوليتو.

حاول مدرب برشلونة الأسبق إضافة المزيد من الحركية في خطه الأمامي بتعاقده مع ساني ونوليتو، والحفاظ على توازن وسط ملعبه بوجود الدولي الألماني جوندوجان، وكذلك تحسين مستوى بناء اللعب من الخلف باستقدام برافو من البارسا.

ولكنه أغفل التعاقد مع أظهرة، حجر أساس فلسفته الكروية، معتمدا على ثنائي الجبهة اليمني بابلو زاباليتا وبكاري سانيا، وثنائي الجبهة اليسرى ألكساندر كولاروف وجايل كليشي، وهم رباعي لم يكن على قدر التطلعات التي ينتظرها بيب فيما يتعلق بالقدرات الهجومية وكذلك الدفاعية.

ومع عدم قدرة ظهراء الطرفين على تقديم الدعم الكافي هجوميا أو دفاعيا كانت النتيجة ترك قلبي دفاعه وحيدين وسط الكثير من المساحات الشاسعة في الخلف، وهو ما جعل أي هجمة مرتدة تمثل خطرا كبيرا أثناء تطبيق سياسة الضغط العالي، مما أثار الشكوك حول مناسبة أسلوب جوارديولا للكرة الإنجليزية.

ومع إصابة جوندوجان طويلة الأمد تُرك وسط السيتيسنز دون مقدرة حقيقية على افساد هجمات المنافسين وفي ذات الوقتتشكيل حلقة وصل مع الخط الأمامي، وتواصلت دائرة مشاكل بيب الفنية مع تراجع مستوى برافو واللجوء إلى ويلي كاباييرو، أضف إلى ذلك حاجة فريقه للوقت من أجل التأقلم واستيعاب فلسفته.

في الجانب الآخر وعلى بُعد مئتي ميل في العاصمة لندن، استهل كونتي المهمة بالتعاقد مع الصفقة الأهم نجولو كانتي، واستعادة خدمات المدافع دافيد لويز من باريس سان جيرمان، والظهير الأيسر ماركوس ألونسو والمهاجم ميتشي باتشواي.

وبدأ الإيطالي المسابقة بطريقة 4-1-4-1 وكذلك 4-2-3-1 ولكنه فشل في إيجاد التوليفة المناسبة والمتوازنة لفريقه قبل أن تتسبب الهزيمة من ارسنال بثلاثية بيضاء بالجولة السادسة في تغيير طريقة اللعب إلى 3-4-3 ومعها الانطلاقة الأقوى في تاريخ المسابقة بـ13 انتصار متتالي ومن ثم الظفر باللقب.

واعتمد أنطونيو على الثلاثي سيزار أزبيليكوتا وجاري كاهيل ودافيد لويز في الخط الخلفي وأجلس الثنائي إيفانوفيتش وجون تيري على مقاعد البدلاء، بعدما اعتمد عليهما ببداية الموسم، فيما شكلت ثنائية ماتيتش وكانتي الرائعة صمام الأمان للثلاثي الخلفي مع قدرة الأول الكبيرة على المساهمة في بناء اللعب ومجهود الأخير الذي لا ينضب.

ومع إحياء مدرب يوفنتوس الأسبق لمسيرة النيجيري فيكتور موسيس، قدم الأخير أداء رائعا في مركز الظهير المتقدم رفقة ماركوس ألونسو ليحافظا على توازن الأطراف بمجهود وافر هجوميا ودفاعيا.

أما على الجانب الهجومي، فقد صنع الثلاثي إدين أزار وويليان (بيدرو رودريجيز) ودييجو كوستا خطورة كبيرة على دفاعات المنافسين بتناغم وتفاهم كبير سهل مهمة تسجيل الأهداف كثيرا.

كان أول ما ألتفت إليه جوارديولا هذا الموسم هو التعاقد مع أظهرة لتدارك أخطاء الموسم الماضي، وبالفعل ضم الثلاثي كايل ووكر وبينجامين ميندي ودانيلو، ليتحسن الفريق كثيرا على مستوى الدعم الدفاعي، وهجوميا فيما يتعلق بدقة العرضيات والتمركز، إذ ارتفعت نسبة صناعة أهداف عن طريق العرضيات من 15% الموسم الماضي إلى 40% بالموسم الجاري.

واعتمد مدرب بايرن ميونخ السابق على ثنائية دافيد سيلفا وكيفن دي بروين في الوسط ومن خلفهما فيرناندينيو أمام قلبي الدفاع، مُبتكرا دور جديد لدي بروين في مركز لاعب الوسط رقم 8، ليتغلب على مشاكل بناء الهجمة في ظل استمرار غياب جوندوجان.

وتعاقد بيب مع الحارس البرازيلي إيديرسون ليعوض تراجع برافو ويُسهل من عملية بناء اللعب، كما أضاف إلى خط هجومه سلاحا آخر وهو البرتغالي بيرناردو سيلفا سعيا لمزيد من التنوع في الثلث الأخير.

ومع تطور استيعاب اللاعبين لفلسفة مدربهم، أدى ذلك لتحسن مستوى العمل الجماعي، وقد قدم المهاجم سيرجيو أجويرو مثالا حيا على ذلك بعدما تطور على مستوى التحركات والضغط على دفاعات الخصوم، وهو ما كان يسبب انتقادا من مدربه في الموسم الماضي.

ومع تواجد جابرييل خيسوس بجانبه، باتت خطورة سيتي أكبر على المرمى في ظل قدرة الثنائي الكبيرة على الاستفادة من أنصاف المساحات والتحرك بذكاء، ووصلت نسبة صناعة أجويرو للأهداف إلى 3 مع مرور 6 جولات وهو نفس عدد الأسيست الذي صنعه في الموسم الماضي بأكمله.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا