برعاية

بيليتش يشعر بالمرارة مع تكشف عيوب وستهام

بيليتش يشعر بالمرارة مع تكشف عيوب وستهام

يدرك سلافين بيليتش جيداً كيف تسير الأمور داخل مهنته، فبمجرد أن يصبح مدربٌ ما في موقف محفوف بالمخاطر، وتصبح نبرة الخطاب السائد دفاعية، يبدو أن لحظة الوداع قد اقتربت. وقال مدرب وستهام يونايتد في أعقاب الهزيمة التي مني بها فريقه أمام توتنهام هوتسبر بنتيجة 3 - 2 أنه: «بمجرد أن يفتح هذا الطريق، فإنه لا ينتهي... يسير الحال على منوال مباراة بمباراة أو مباراتين بمباراتين، هذا هو نهج كرة القدم الحديثة، بمجرد أن تفتح هذه الصفحة تصبح في مواجهة اللهب».

في الواقع، قلب بيليتش الصفحة الموسم الماضي، عندما تمكن بالفوز أمام توتنهام هوتسبير بنتيجة 1 - 0 قبل نهاية الموسم بثلاث مباريات، لم يخوضها الفريق بعد، من إقناع إدارة وستهام يونايتد بالتمسك به. إلا أن ثلاث هزائم متتالية في إطار الدوري الممتاز في بداية هذا الموسم جعلت بيليتش محاصراً بموجة هائلة من الانتقادات.

في مثل هذه الظروف، تخلق النتائج الإيجابية مثل الفوز أمام هيدرسفيلد تاون والتعادل مع وست بروميتش ألبيون شعوراً بالارتياح، وتأتي بمثابة فرصة لالتقاط الأنفاس. ومع هذا، فإن الغيوم لم تنقشع تماماً، وتبقى تخيم بظلالها القاتمة فوق بيليتش إثر الهزيمة أمام توتنهام أكثر الأندية التي تمقتها جماهير وستهام يونايتد.

ورغم أن الهزيمة جاءت بفارق ضئيل في النتيجة بين الجانبين، فإن أداء بيليتش ولاعبيه في تلك المباراة بدا مشيناً. عندما سجل هاري كين هدفاً في الدقيقة الـ63 من نقطة قريبة من المرمى، كان توتنهام هوتسبر مسيطراً على المباراة، وبدا ثلاثي الهجوم لديه خطيراً في كل مرة يتقدمون فيها نحو الأمام. كان كين قد سجل بالفعل هدفين ليصبح ذلك هدفه السادس خلال أربع مباريات، بينما سجل الهدف الآخر المتميز كريستيان إريكسن، في الوقت الذي قدم ديلي ألي أفضل مبارياته على الإطلاق خلال الموسم الجديد. في الواقع، بدا من الممتع مشاهدة الأداء المتناغم لثلاثي توتنهام داخل الملعب.

بحلول تلك اللحظة، كانت التساؤلات قد بدأت تتزايد حول أداء وستهام يونايتد. في الواقع، نجحت خطة بيليتش في اللعب في تقديم أداء جيد على مدار نصف الساعة الأولى من المباراة، الأمر الذي حرم توتنهام هوتسبر من استغلال مساحات بين الصفوف، ونجح وستهام يونايتد في استغلال المراكز المتأخرة التي تمركز بها لاعبو الجناح في توتنهام للدخول في مواجهات بدت واعدة بين ثلاثة لاعبين من كل جانب.

إلا أن الصورة التي تداعى بها الفريق في أعقاب الهدف الافتتاحي الذي سجله كين بدت مثيرة للقلق، واضطر بيليتش لتحمل المسؤولية عن ذلك. وعندما خرج مايكل أنطونيو جراء الإصابة في الدقيقة 28، قرر بيليتش الدفع بآندي كارول، وليس أندريه أيو أو ديافرا ساكو، ما شكل انحرافاً عن التوجه الذي اتبعه بداية المباراة.

ورغم أنه ليس باستطاعة أي مدرب السيطرة على نمط التمريرات الطائشة على غرار تلك التي لعبها كارول، وكانت سبباً في الهدف الأول الذي سجله كين، تظل الحقيقة أنه في ظل مشاركة كارول في دور صاحب القميص رقم 9 وضغط خافيير هيرنانديز، ودخوله إلى مركز أنطونيو، فقد وستهام يونايتد قدرته على الانطلاق إلى خلف دفاع توتنهام. وعليه، وجد يان فيرتونغن في نفسه الجرأة للضغط على كارول، الأمر الذي دفعه لركل الكرة بعيداً عن المهاجم، لتبدأ سلسلة الكرات التي انتهت بتسجيل كين الهدف الثاني.

خلال المباراة، بدت المرونة التكتيكية من نصيب مدرب توتنهام، ماوريسيو بوكيتينو، ومع خروج موسى ديمبيلي بسبب الإصابة، تحول مدرب توتنهام إلى اللعب بطريقة لعب 3 - 5 - 1 - 1 الذي نجح في معاونة موسى سيسوكو على تقديم أداء متألق على اليمين من ثلاثي وسط الملعب. وبداية من نهاية نصف الساعة الأولى في المباراة، بدأ إريكسن في الانطلاق نحو الأمام في المساحات الخالية، ما شكل خطورة كبيرة على الفريق الخصم.

من جانبه، قال بيليتش: «جاء الهدف الثاني نتيجة لتخاذلنا أو استسلامنا لمدة خمس دقائق تقريباً، وليس نتيجة لعبقرية الفريق الخصم»، الأمر الذي بدا بمثابة إدانة له وللاعبيه.

من ناحية أخرى، كانت المباراة على موعد مع تحول كامل في شكلها العام خلال الربع الأخير من الوقت، عندما بدا بيليتش متشبثاً بعدد من العناصر الإيجابية. وبالفعل، لم ييأس وستهام، ولجأ اللاعبون إلى بذل محاولات حثيثة لحفظ ماء الوجه والثأر لكرامتهم المجروحة. وبالفعل، نجحوا في ذلك من خلال هدفين سجلهما هيرنانديز وشيخ كوياتيه، في الوقت الذي استمرت الجماهير صاحبة الأرض في دعمها لهم. واللافت أن بيليتش لا يزال محتفظاً على ما يبدو ليس بدعم لاعبيه فحسب، وإنما كذلك جماهير النادي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا