برعاية

المنتخب يسير بثبات نحو المونديال .. فرحة هستيريّة رغم رداءة الخطّة التكتيكيّةالمنتخب يسير بثبات نحو المونديال .. فرحة هستيريّة رغم رداءة الخطّة التكتيكيّة

المنتخب يسير بثبات نحو  المونديال   .. فرحة هستيريّة رغم رداءة الخطّة التكتيكيّةالمنتخب يسير بثبات نحو  المونديال   .. فرحة هستيريّة رغم رداءة الخطّة التكتيكيّة

في سيناريو مجنون قلب المنتخب هزيمته أمام الكونغوليين بهدفين نظيفين إلى تعادل من ذهب في ظرف دقيقتين. وأدخلت هذه النّتيجة المثيرة الفرح على قلوب التونسيين بما أنّ الفريق الوطني أصبح في طريق مفتوح لبلوغ المونديال بعد سنين طويلة من الانتظار.

كان التونسيون من بنزرت إلى بن قردان وبما في ذلك هؤلاء لا تعنيهم الكرة في شيء على يقين بأنّ معلول سيدخل ميدان "الشّهداء" في "كينشاسا" رافعا شعار "الدّفاع ثمّ الدّفاع ثمّ الدّفاع" (على طريقة أحد مجانين السّياسة). وكنّا في عدد الاثنين: أي قبل يوم من مواجهة الكونغوليين توقّعنا أن "يستنسخ" نبيل المقابلة التي خاضها مع الترجيين ضدّ "الغربان" في "لوبومباشي" (في رابطة الأبطال عام 2012). ويستعين بكلّ المدافعين و"البيفوات". ويشيّد الحصون العالية، ويغلق على فريقه بأقفال حديديّة غايته الكبرى الخروج بالتّعادل الذي ظفرنا به لكن بعد أن احترقت أعصاب 11 مليون تونسي ومعهم المئات من أبنائنا المهاجرين في الكونغو، والذين حرصوا على مساندة الـ"نّسور" على عين المكان. وقد تحقّقت فعلا التّنبؤات. واتّضح أنّ هاجس الدّفاع "مستوطن" في عقل نبيل الذي أثبت أنّه أحد "سلاطين" "الكاتيناتشيو". وبرهن أنّه مفتون في "اللاوعي" بهذا الأسلوب. ومع الإعلان عن التشكيلة الأساسيّة التي سنواجه بها "الفهود" الكونغوليّة تأكد أنّ الرّجل عاوده الحنين إلى هوايته القديمة التي لم يتخل عنها بمرور الزّمن. وزجّ مدرب المنتخب بكلّ ما يملك من مدافعين ومتوسّطي ميدان، و"زيّن" تركيبته بمهاجم "لا يخبّش لا يدبّش" وهو يوهان توزغار الذي "ظلمه" مدرّبه من حيث يعلم، وأقحمه في اللّقاء الخطأ. وبالتمعّن في توزيع اللاّعبين على الميدان قبل أن يأذن الحكم الجنوب - الإفريقي "دانيال بينات" بإنطلاق اللقاء بحضور حشود رهيبة من الكونغوليين نشعر أنّ أبناء معلول متراصين متلاحمين بشكل يوحي بأنّ "الشّيطان الأزرق" ليس بوسعه أن ينفذ بين أرجل زملاء أيمن المثلوثي المطمئن بوجود تسعة رجال أغلبهم من أصحاب القامات الطويلة والامكانات العريضة لحمايته من خطر المحليين في خطّة تكتيكيّة يقول بعض الفنيين إنها (3 / 5 / 1/ 1). ويؤكد آخرون أنها (3 / 6 / 1). والحقيقة أن التونسيين الذين يمقتون الكلام في الرّسوم شاهدوا تركيبة فيها "عشرة لتالي وتوزغار تائه في الخط الأمامي". وبمجرّد أن يبدأ اللّعب نكتشف أنّ "الاسمنت" الذي استخدمه "الكوتش" في بناء الحصون الدفاعية "مغشوش". حيث وقع الـ"نّسور" في كمين "الفهود" بعد عشر دقائق فحسب. هدف نزل كالصّاعقة على المحبين الذي أجّلوا كلّ الشّؤون والأمور وشربوا كلّ أنواع البنّ وأحرقوا ملايين السّجائر وهم مرابطون في المقاهي مذهولين بـ"الفلسفة" العجيبة لمعلول الذي أساء الاختيار، ولعب بالنّار، وزرع من حيث لا يعرف الخوف في نفوس اللاعبين بعد أن رسّخ في الأذهان بأن "الفهود" ستكون أقوى من الـ"نّسور"، و"ستثور". ولا بديل عن الدفاع على امتداد تسعين دقيقة لتجاوز الامتحان واقتسام نقاط المباراة.

وقد استفاد المحليون طبعا من "هديّة" معلول ومن معه من معاونين ومستشارين (وما أكثرهم)، وعبث الكونغوليون بدفاعنا الذين كنّا نحسبه حصين. واخترقوا وسطنا الذي كنّا ظنّه ينعم بالأمن والأمان بعد أن قام معلول بتعبئة هذه المنطقة بفيلق من اللاعبين ولو كان بإستطاعته على رأي أحد المحبين "تجنيس" "كوم" و"كوليبالي" لأضافهم إلى تشكيلته. وقد تضاعفت الصدمة مع اهتزاز شباك أيمن المثلوثي في مناسبة ثانية. وثارت ثائرة المحبين على نبيل الذي تخلّى بملء إرادته عن أسلحته الفتّاكة. و"قتل" في المنتخب ملكة الابداع وصنع اللّعب هذا قبل أن يستفيق (ولله الحمد) من "غيبوته". وتدخّل في الوقت المناسب لإصلاح الوضع وقلب "الطّرح" على الكونغوليين الذين كادوا يحوّلون حلمنا إلى كابوس. وينتزعون منّا جواز السفر إلى موسكو بتوقيع معلول. واكتشف نبيل "فجأة" أنّه يوجد بجواره على بنك الاحتياطيين أكثر من "فنّان" قادر على إعادة الخصم إلى حجمه الطبيعي، وفرض ألوان المنتخب شرط التخلّي عن هاجس الدفاع "المعشّش" في الأذهان. وفعلا فقد مثّل اقحام البدري وسحب النّقاز من التشكيلة نقطة فارقة في اللّقاء. وتغيّر حال الـ"نّسور" بعد أن استرجعنا أسلوبنا الأصلي في اللّعب وهاجمنا دون مركبات وقيود وضعها المدرب. وجعلت اللاعبين يسيؤون الظن في مؤهلاتهم في الوقت الذي أثبتت فيه تونس خلال الشوط الثاني أنها أفضل بكثير من المنافس الذي تلقت شباكه هدفين بإمضاء محمد أمين بن عمر وأنيس البدري. وكان بوسع الـ"نّسور" تحقيق الفوز بسهولة لولا نشوة التعادل وغياب التركيز في اللّحظات الأخيرة.

رغم "الغصرة" الكبيرة التي عاشها الجمهور نتيجة الخطّة الغريبة التي اتّبعها مدرب المنتخب فإنّ اللّقاء انتهى بفرحة عارمة في تونس خاصّة أنّنا أصبحنا على مرمى حجر من مونديال روسيا. وقد احتفل أنصار الـ"نّسور" في الشوارع والسّاحات العامة وشغّلوا منبهات السّيارات، وأعلنوا الفرح في انتظار الحسم بشكل نهائي في الجولتين القادمتين أمام غينيا وليبيا.

في سيناريو مجنون قلب المنتخب هزيمته أمام الكونغوليين بهدفين نظيفين إلى تعادل من ذهب في ظرف دقيقتين. وأدخلت هذه النّتيجة المثيرة الفرح على قلوب التونسيين بما أنّ الفريق الوطني أصبح في طريق مفتوح لبلوغ المونديال بعد سنين طويلة من الانتظار.

كان التونسيون من بنزرت إلى بن قردان وبما في ذلك هؤلاء لا تعنيهم الكرة في شيء على يقين بأنّ معلول سيدخل ميدان "الشّهداء" في "كينشاسا" رافعا شعار "الدّفاع ثمّ الدّفاع ثمّ الدّفاع" (على طريقة أحد مجانين السّياسة). وكنّا في عدد الاثنين: أي قبل يوم من مواجهة الكونغوليين توقّعنا أن "يستنسخ" نبيل المقابلة التي خاضها مع الترجيين ضدّ "الغربان" في "لوبومباشي" (في رابطة الأبطال عام 2012). ويستعين بكلّ المدافعين و"البيفوات". ويشيّد الحصون العالية، ويغلق على فريقه بأقفال حديديّة غايته الكبرى الخروج بالتّعادل الذي ظفرنا به لكن بعد أن احترقت أعصاب 11 مليون تونسي ومعهم المئات من أبنائنا المهاجرين في الكونغو، والذين حرصوا على مساندة الـ"نّسور" على عين المكان. وقد تحقّقت فعلا التّنبؤات. واتّضح أنّ هاجس الدّفاع "مستوطن" في عقل نبيل الذي أثبت أنّه أحد "سلاطين" "الكاتيناتشيو". وبرهن أنّه مفتون في "اللاوعي" بهذا الأسلوب. ومع الإعلان عن التشكيلة الأساسيّة التي سنواجه بها "الفهود" الكونغوليّة تأكد أنّ الرّجل عاوده الحنين إلى هوايته القديمة التي لم يتخل عنها بمرور الزّمن. وزجّ مدرب المنتخب بكلّ ما يملك من مدافعين ومتوسّطي ميدان، و"زيّن" تركيبته بمهاجم "لا يخبّش لا يدبّش" وهو يوهان توزغار الذي "ظلمه" مدرّبه من حيث يعلم، وأقحمه في اللّقاء الخطأ. وبالتمعّن في توزيع اللاّعبين على الميدان قبل أن يأذن الحكم الجنوب - الإفريقي "دانيال بينات" بإنطلاق اللقاء بحضور حشود رهيبة من الكونغوليين نشعر أنّ أبناء معلول متراصين متلاحمين بشكل يوحي بأنّ "الشّيطان الأزرق" ليس بوسعه أن ينفذ بين أرجل زملاء أيمن المثلوثي المطمئن بوجود تسعة رجال أغلبهم من أصحاب القامات الطويلة والامكانات العريضة لحمايته من خطر المحليين في خطّة تكتيكيّة يقول بعض الفنيين إنها (3 / 5 / 1/ 1). ويؤكد آخرون أنها (3 / 6 / 1). والحقيقة أن التونسيين الذين يمقتون الكلام في الرّسوم شاهدوا تركيبة فيها "عشرة لتالي وتوزغار تائه في الخط الأمامي". وبمجرّد أن يبدأ اللّعب نكتشف أنّ "الاسمنت" الذي استخدمه "الكوتش" في بناء الحصون الدفاعية "مغشوش". حيث وقع الـ"نّسور" في كمين "الفهود" بعد عشر دقائق فحسب. هدف نزل كالصّاعقة على المحبين الذي أجّلوا كلّ الشّؤون والأمور وشربوا كلّ أنواع البنّ وأحرقوا ملايين السّجائر وهم مرابطون في المقاهي مذهولين بـ"الفلسفة" العجيبة لمعلول الذي أساء الاختيار، ولعب بالنّار، وزرع من حيث لا يعرف الخوف في نفوس اللاعبين بعد أن رسّخ في الأذهان بأن "الفهود" ستكون أقوى من الـ"نّسور"، و"ستثور". ولا بديل عن الدفاع على امتداد تسعين دقيقة لتجاوز الامتحان واقتسام نقاط المباراة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا