برعاية

في غياب الصورة التلفزية .. الكرة التونسية دخلت فعلا النفق المظلم في غياب الصورة التلفزية .. الكرة التونسية دخلت فعلا النفق المظلم

في غياب الصورة التلفزية   .. الكرة التونسية دخلت فعلا النفق المظلم   في غياب الصورة التلفزية   .. الكرة التونسية دخلت فعلا النفق المظلم

"الرّيق شاح والصّوت بحاح "من كثرة السؤال عن مسلسل نقل بطولة الفضائح على شاشة التلفزة الوطنيّة التي "خذلت" الجمهور العريض من بنزرت إلى الدويرات. وحكمت عليه بالانتظار بقرار من رئيس الجامعة الذي أمر بإطفاء "المصابيح"، وقطع الصّورة بعد أن أصبح مالكا لمفاتيح اللّعبة، وأضحى غروره يناطح السّماء مستفيدا من "مناشدات" كلّ أوجلّ الجمعيات التي اختارت العيش في وضع الانبطاح خدمة للمصالح الضيّقة. هذا طبعا وسط غياب مسؤول كبير يقف في صفّ الشّعب المغلوب على أمره، ويعيد له بصفة فوريّة حقّه المشروع في الفرجة. ويكبح جماح "سي" وديع الذي كنّا ننتظر من مكتبه أن يصحّح المسار، ويجمع حوله النّاس في شهر تتأهّب فيه البلاد لاكتساح الكونغو الديمقراطية، وإعلان الفرح بالترشّح إلى المونديال لا أن ينفّر العباد، و"يتآمر" مع التلفزات والجمعيات على "تجويع" المواطن "المسكين" الجاهز لصيام الدّهر على الغذاء والماء. لكنّه لا يستطيع في المقابل صبرا على الجلد المدوّر ولو كان في المريخ. والحديث عن الأغنياء وبصفة خاصّة الفقراء الذين يعدّون الساعات وهم بإنتظار نهاية الأسبوع، والظفر بمقابلة متلفزة من شأنها أن تروّح على النفوس، وترفع الهمّ، وتزيح الغمّ بعد أسبوع كامل من التّعب والشّقاء.

وبين هؤلاء يا سادة من يسكن في المناطق المعزولة، وتحت سفح الجبال. ولا علم له بـ"كذبة" "الستريمينغ". ولا امكانات له للذّهاب إلى الملاعب، والشّطوط، والمسابح بل أنّ البعض ليس لهم القدرة حتّى على امتلاك "مراوح" يجابهون بها حرّ الصّيف الذي تحوّل إلى ضيف ثقيل بعد "إفساد" العرس الكروي بإقصاء التلفزة من الركح الذي يمارس فيه "الزعيم" "المان شو" دون حاجة إلى التّصوير بعد أن أصبح أشهر من العبدلي ولمين وبن يغلان. ولا وجود لوسيلة ترفيه في منازل أولئك "المعذّبين في الأرض" سوى ذلك التّلفاز "البائس" الذي يؤنس نهارهم الطّويل، ويضيء ليلهم الكئيب. ومن "الاجرام" أن نضاعف مأساة هذا المواطن الكادح بحجب مقابلات الكرة وهي متنفّسه اليتيم. ونفتح في جسده المزيد من الجراح النّاجمة عن "الأشغال الشّاقة" التي يمارسها يوميا لكسب القوت وانتظار الموت على ايقاع نباح السياسيين، ونواح "المسماح كريم"، و"شطيح" الحوار التونسي، و"البايت" الذي تجترّه قناتنا الوطنية من الصباح إلى المساء وذلك إلى حين التصالح بينها وبين الجامعة وتسامح رازي والجريء والاتّفاق على تصحيح العقد وتوضيح البنود. وذلك يستغرق أيّاما من المفاوضات والاجتماعات. وما على المواطن إلاّ أن يتسلّح بالصّبر، ويتابع "أطراح" الجمعيّة على الإذاعة الوطنيّة (وهي مشكورة) مع "النّواح" على كرة أيّام زمان، والدّعاء بالشّفاء العاجل لكرة "الطبيب الجرّاح"، واستفاقة تلفزاتنا التي أظهر مسلسل نقل المقابلات إفلاسها الواضح رغم أنّ بعضها "مدعومة"، وتعيش في "بحبوحة"، وتلعب بالمليارات. وتعلم علم اليقين أهميّة الاستثمار في الكرة، وقدرتها على ترجيح كفّتها في "حرب" نسب المشاهدة بحكم أنّ عشقها اجتاح قلوب الفقراء والأغنياء والرؤساء والوزراء. ولم يسلم من "سحرها" حتّى الشيخ عبد الفتّاح الذي استولت أزمة كرتنا على اهتمام العديد من رفاقه في البرلمان. ولا يمكن الحديث عن مؤسسات الدّولة دون الإشارة إلى أنّ فضيحة البثّ التلفزي للمقابلات كشفت كذلك الضّعف الفادح للجهات الحاكمة التي حاربت "الفساد"، وفشلت (وهذه مفارقة عجيبة) في ضمان حقّ العباد في الفرجة على كرة "الغورة"، وبطولة "الطّايح فيها أكثر من الواقف".

"الرّيق شاح والصّوت بحاح "من كثرة السؤال عن مسلسل نقل بطولة الفضائح على شاشة التلفزة الوطنيّة التي "خذلت" الجمهور العريض من بنزرت إلى الدويرات. وحكمت عليه بالانتظار بقرار من رئيس الجامعة الذي أمر بإطفاء "المصابيح"، وقطع الصّورة بعد أن أصبح مالكا لمفاتيح اللّعبة، وأضحى غروره يناطح السّماء مستفيدا من "مناشدات" كلّ أوجلّ الجمعيات التي اختارت العيش في وضع الانبطاح خدمة للمصالح الضيّقة. هذا طبعا وسط غياب مسؤول كبير يقف في صفّ الشّعب المغلوب على أمره، ويعيد له بصفة فوريّة حقّه المشروع في الفرجة. ويكبح جماح "سي" وديع الذي كنّا ننتظر من مكتبه أن يصحّح المسار، ويجمع حوله النّاس في شهر تتأهّب فيه البلاد لاكتساح الكونغو الديمقراطية، وإعلان الفرح بالترشّح إلى المونديال لا أن ينفّر العباد، و"يتآمر" مع التلفزات والجمعيات على "تجويع" المواطن "المسكين" الجاهز لصيام الدّهر على الغذاء والماء. لكنّه لا يستطيع في المقابل صبرا على الجلد المدوّر ولو كان في المريخ. والحديث عن الأغنياء وبصفة خاصّة الفقراء الذين يعدّون الساعات وهم بإنتظار نهاية الأسبوع، والظفر بمقابلة متلفزة من شأنها أن تروّح على النفوس، وترفع الهمّ، وتزيح الغمّ بعد أسبوع كامل من التّعب والشّقاء.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا