برعاية

على توتنهام حل لغز كبواته في ملعب ويمبلي قبل انطلاق الموسم

على توتنهام حل لغز كبواته في ملعب ويمبلي قبل انطلاق الموسم

لم تغب المفارقة التي انطوى عليها الموقف عن المدرب ماوريسيو بوكتينيو، الذي قال: «هل تذكرون عندما قدمت للمرة الأولى إلى توتنهام هوتسبر وتعرضت لانتقادات لقولي إن استاد وايت هارت لين صغير للغاية بالنسبة لنا؟ اليوم، يقول الناس إن ويمبلي ضخم للغاية؟».

جاءت تعليقات بوكتينيو الموسم الماضي، عندما كانت المصاعب التي يجابهها فريقه في ملعب ويمبلي (أرضهم المؤقتة خلال المواجهات الأوروبية) حيث كانت هذه واحدة من القضايا التي أثيرت باستمرار، وأثارت ضيق المدرب بشدة.

وأثار هذا الموقف في الأذهان ذكرى جون توشاك وكيف أنه عندما كان يتولى تدريب ويلز، كان كثير الشكوى من صعوبة العثور على التوازن المناسب، سواء بين الدفاع والهجوم، أو بين اللاعبين المخضرمين والآخرين الجدد، أو بين عدد آخر لا حصر له من الخيارات المتقابلة. وكثيرًا ما كان توشاك يردد: «إذا سحبت الغطاء على رأسي، تنكشف قدمي. وإذا دفعت بالغطاء فوق قدمي، يشعر رأسي بالبرد».

وانتشرت مزحة حول ضرورة عثور توشاك على غطاء أكبر - ويبدو أنه يتعين على بوكتينيو القيام بأمر مماثل اليوم، في خضم دراسته للدور الذي يلعبه استاد ويمبلي في أداء فريقه. جدير بالذكر أن توتنهام هوتسبر سيخوض جميع مبارياته المقررة على أرضه داخل استاد ويمبلي الوطني، حتى إنجاز بناء الاستاد الجديد الخاص به.

من جانبه، يفضل بوكتينيو اللعب على ملعب أكبر، مثل ويمبلي ذلك أنه يتيح للاعبيه التغلب على الفرق التي تتعمد التمركز في العمق وحشد لاعبيها خلف الكرة. وقد سبق أن أوضح بوكتينيو هذه الفكرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، خلال الشهور الأولى له داخل توتنهام، عندما كان فريقه يجابه صعوبة كبيرة في ملعب وايت هارت لين - والذي يعتبر واحداً من أصغر الملاعب على مستوى الدوري الممتاز.

وشرح بوكتينيو قائلا: «يستلزم أسلوبنا في اللعب مساحة أكبر لأننا نلعب كرة قدم تعتمد على المراكز. أما (وايت هارت لين)، فإنه ضيق بعض الشيء ويعتبر أفضل بالنسبة للفرق التي تعتمد في لعبها على التمركز في العمق. أما نحن، فسوف نحتاج لبعض الوقت حتى نتكيف مع الاستاد الجديد ونستوعب على نحو أفضل المراكز داخل الملعب».

على الجانب الآخر، بني بوكتينيو نجاحه داخل توتنهام على ما يفعله لاعبوه عندما لا يكونوا مستحوذين على الكرة - بمعنى أسلوب ممارستهم الضغط على الخصم وتحركهم في مجموعات لاستعادة السيطرة على الكرة - وعليه، فإنه كلما زادت مساحة الملعب، كان ذلك أفضل للاعبين.

من ناحية أخرى، فإن مساحة استاد وايت هارت لين القديم، مثلما يتعين أن يطلق عليه الآن، 100 متر × 67 متراً، بينما تبلغ مساحة سطح ويمبلي 105 أمتار × 69 متراً، مما يجعله أكبر من أي استاد آخر يستضيف مباريات الدوري الممتاز. وبذلك، يتضح أن ويمبلي أكبر بنسبة 8 في المائة عن «وايت هارت لين»، أو إذا أردنا طرح الفكرة من منظور مختلف يمكننا القول إن أمام لاعبي بوكتينيو 545 متراً مربعاً إضافية لتغطيتها داخل الاستاد الوطني. وبالتالي، يتعين عليهم بذل مجهود أكبر للتفوق على الفريق الخصم، وليس من قبيل المبالغة القول بأنهم سيجابهون صعوبة أكبر في تطبيق أسلوب لعبهم الذي يعتمد على الضغط على الخصم على أرض ملعب ويمبلي.

في الواقع، كان التناقض شديد الوضوح بين نتائج توتنهام هوتسبر على أرض وايت هارت لين وويمبلي الموسم الماضي. بالنسبة لوايت هارت لين، جاء سجل الفريق في جميع البطولات على النحو التالي: 23 مباراة، منها 21 فوز وهزيمتان ولا يوجد تعادل. على أرض ويمبلي، خاض الفريق 5 مباريات، منها فوز وهزيمة و3 تعادلات - وكانت واحدة من الهزائم خلال دور قبل النهائي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي.

من ناحيته، قال بوكتينيو إن لاعبيه أصابهم السأم من اللعب على أرض «وايت هارت لين» الموسم الأخير، لكن الحقيقة تشير إلى أنهم كانوا متناغمين تماماً مع الاستاد. ويرى بوكتينيو أنهم كانوا بحاجة للتأقلم - ومن الواضح أنهم تأقلموا بشكل جيد.

وقد يمكن قول الأمر ذاته عن مشاركتهم على أرض ويمبلي، فعند النظر إلى التفاصيل الصغيرة التي تحمل أهمية محورية بالنسبة للأندية الكبرى، نجد انه على أرض «وايت هارت لين» كان بمقدور اللاعب توبي ألدرفيريلد، على سبيل المثال، التعامل مع التمريرات الطويلة المائلة بدقة بالغة، وبدا الأمر بالنسبة له سهلاً على نحو يكاد يكون غريزياً. من الواضح أن لاعب قلب الدفاع ألف بدرجة كبيرة الإطار المحيط به، بما في ذلك المسافة بين خط التماس والمرمى. والمعروف أن المساحات والمنظور الذي يتعامل معه اللاعب يحملان أهمية بالغة في كرة القدم. أما على أرض ويمبلي، يواجه ألدرفيريلد وزملاؤه الحاجة لإعادة رسم تصور الملعب في أذهانهم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا