برعاية

تحليل | من هو داني سيبايوس؟ ولماذا تعاقد معه ريال مدريد؟

تحليل | من هو داني سيبايوس؟ ولماذا تعاقد معه ريال مدريد؟

كل ما تحتاج معرفته عن اللاعب الذي تمنى تفجير الكامب نو!

رؤية | طه عماني | فيس بوك | تويتر

«يا لها من موهبة!!» «من ذاك الذي يحمل الرقم 6 مع مُنتخب إسبانيا أقل من 21 سنة؟» «هل شاهدتم ما يفعله متوسط ميدان لاروخيتا؟ كيف لم يدع صيته في الليجا إلى اليوم؟»...تلك التعليقات وكثير مثلها اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حينما كان المُنتخب الإسباني يفرض نفسه أمام نظيره الإيطالي خلال كأس أمم أوروبا لأقل من 21 سنة.

ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع تألق المميز ماركو أسينسيو أو تأكيد ساؤول نيجويز لنفسه كأحد قادة المجموعة في يورو أقل من 21 سنة، ظهر الأندلسي الشاب داني سيبايوس من العدم ليُفاجئ جميع المُتتبعين بمستويات مميزة، وخاصة بقدرة كبيرة على التعامل مع الكرة في المساحات الضيقة ليقدم مجموعة من اللمحات التي أخرجت آهات المتتبعين وجعلت جلهم يتساءلون عنه وعن أصوله والفريق الذي يلعب له.

ذو الـ20 سنة يُعد اليوم أحد أميز مواهب الدوري الإسباني رغم أن اسمه غير متداول عند الكثير، فقد أثبت منذ الفئات السنية الصغرى قدرات كبيرة جدًا جعلت ريال بتيس يراهن عليه بقوة، علمًا أنه عانى كثيرًا في طفولته مع مشاكل في التنفس جعلت نادي إشبيلية يتخلى عنه في سن الـ13، ما شكل فرصة من ذهب للفيردي بلانكوس من أجل الانقضاض عليه وتحويله لأحد أهم لاعبيه.

لكن سيبايوس لم يعرف بداية مسيرة سلسة، فما بين قلة الفرص التي تحصل عليها مع ريال بتيس وأنانيته المفرطة أحيانًا، بقي حبيسًا للدكة لفترات كثيرة، رغم أن مهاراته الفردية كانت واضحة للعيان والكل في بينيتو فيامارين كان يعلم أنه أمام نجم الفريق الأول مُستقبلًا، حتى تمت مقارنته بخواكين سانشيز الذي كان أحد أميز لاعبي الفريق في بداية الألفية الجديدة وكان هدفًا لجل كبار أوروبا.

بالمقابل، كان الموسم المنقضي أهم وأفضل مواسم اللاعب الأندلسي على الإطلاق، وذلك رغم أن ريال بتيس لم يبصم على أفضل مواسمه مكتفيًا باحتلال المركز الـ15. سيبايوس بدأ الموسم ببطء بعد أن عجز عن حجز مكان أساسي لنفسه، لكن الأمور تغيرت تمامًا بعد ذلك، خاصة بعد أن غير مركزه إلى وسط الميدان عوض الجناح.

داني تحول في ظرف وجيز للعقل الذي يفكر به ريال بتيس، حيث خاض بعض المباريات كصانع ألعاب متقدم، قبل أن يتراجع أكثر للعمق وأظهر تطورًا دفاعيًا كبيرًا مكنه من التحول لموزع بإمكانيات كبيرة جدًا. سيبايوس بات في ظرف قصير مهمًا جدًا في ضبط نسق لعب فريقه، كما أنه محوري في البناء الهجومي، وذلك رغم أنه بات يلعب في مركز متأخر، ما لم يمنعه من القيام بانطلاقات مميزة نحو الأمام، كتلك التي أبهر بها المتابعين أمام إيطاليا.

نقطة قوة سيبايوس تكمن بوضوح في مهاراته الفردية التي تجعل منه مميزًا جدًا في المواجهات الثنائية، ومكنته من تحقيق أرقام كبيرة في المراوغات الناجحة، ما يجعل منه حلًا جيدًا جدًا للخروج بالكرة في المساحات الضيقة، خاصة عند اللعب في وسط الميدان. بالمقابل، داني مازال يحتاج ليكون أكثر فاعلية، إذ أنه ناذرًا ما يأخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، ما يؤثر بوضوح على أرقامه الشخصية.

سيبايوس كان في الموسم الماضي رابع أكثر لاعب يقوم بمراوغات ناجحة في الليجا بـ80 مراوغة بعد كل من ميسي، نيمار ومونيايين، كما أنه أكثر لاعب قام بالتمرير في بتيس بـ1389 تمريرة، بنسبة نجاح تصل لـ81%، لكنه رغم كل ذلك، لم يسجل سوى هدفين ولم يمرر سوى كرتين حاسمتين، ما يجعله مطالبًا بأن يكون أكثر فاعلية وأكثر تفكيرًا في مصلحة الفريق وفي إيصال الهجمة إلى النقطة الأهم.

داني من اللاعبين الذين لا يجدون مشاكل في التمركز بين الخطوط، فهو يستلم جيدًا تحت الضغط وقادر تمامًا على الاعتماد على سرعته ومهارته من أجل خلق الفارق، كما أنه تطور كثيرًا على الصعيد الدفاعي بعد أن قام بأكثر من 50 استخلاص للكرة في الموسم الماضي، ما يجعله يمتلك مقومات تخوله اللعب كموزع.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا