برعاية

كلام تكتيكي | متعب فَوت اللحظة ونسى بيكهام

كلام تكتيكي | متعب فَوت اللحظة ونسى بيكهام

ما هو الوقت الأنسب لاعتزال النجم؟

بقلم | محمود ماهر | فيسبوك | تويترأدخلت متابعة ريان جيجز لمسيرته الكروية حتى سن الـ 40 إصرارًا منه على تحطيم الرقم القياسي المُسجل باسم مالديني كأكثر لاعب مشاركة مع فريق واحد، في نفس العديد من عشاق المستديرة اعتقادًا بأن صديقه الصدوق “ديفيد بيكهام” سيواصل مسيرته هو الآخر، وربما يكسر حاجز الـ 41 عامًا ويبدأ يناطح السير ستانلي ماثيوس على لقب أكبر لاعب في تاريخ المستديرة، وهي نفس التوقعات التي صبت في جهة جيجز وتوتي بالمناسبة.

لكن لا جيجز استمر ولا بيكهام استمر، وفي إيطاليا أُجبر توتي على الاعتزال بعد مجيء المدير الرياضي الجديد “مونتشي” الراغب في تدشين مشروع مستقبلي خالٍ من اللاعبين كبار السن.

اعتزال بعض الأسماء المذكورة قد يكون منطقيًا، فجيجز تراجعت حركته ولياقته، ومالديني وبادجيو نالت منهما الإصابات، وحتى توتي سرعته وثقل حركته لا تؤهلاه للمتابعة أكثر من ذلك.

أما قرار اعتزال بيكهام وهو في سن الـ 38 فقط وبهذه الشهرة، فكان من القرارات الصادمة لأن ظروفه مختلفة تمامًا عن كل الذين حاولوا الاستمرار إلى ما بعد الـ 40، فإنضمامه لأي ناد يُحقق له مكاسب مالية خيالية جراء بيع حقوق الصورة والقمصان، كما يمتلك بيكهام قدرات وفنيات خاصة تُمكنه من مُتابعة خطف الكاميرات على المستطيل الأخضر عن طريق تسجيله للأهداف وصناعتها من الركلات الحرة من أي زاوية مهما كانت درجة صعوبتها.

آخر شيء كان يتوقعه النقاد هو عدم تَحمل مشاعر بيكهام لتلك الطريقة التي مَر بها ميسي من أمامه خلال مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013 على ملعب كامب نو، عندما تعادل باريس سان جيرمان مع العملاق الكتالوني 2/2.

تلك اللقطة كانت كفيلة باتخاذ “بيكس” لقرار صعب في مرحلة لم يكن فيها بهذا السوء “البدني واللياقي” كي يُقبل على الاعتزال النهائي، ناهيك عن أنه حتى وقتنا هذا وبعد مرور 3 أعوام على اعتزاله لا يزال أفضل مُنفذ للركلات المباشرة وغير المباشرة.

في صيف 2012، أي قبل سنة من اعتزاله، قامت الدنيا ولم تجلس على مدرب بريطانيا العظمى “ستيوارت بيرس” لاستبعاد بيكهام من تشكيلته المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لندن، فوقتها كان يُقدم أفضل ما لديه مع لوس أنجلوس جالاكسي ومطلب رئيسي لميلان وتوتنهام وكوينز وغيرها من أندية في سوق الانتقالات.

الكثير من الأدلة وقفت في صف بيكهام، والكثير من الجماهير طالبوه بالعدول عن القرار، حتى أن رئيس باريس سان جيرمان “ناصر الخليفي” عرض عليه البقاء مقابل شيك على بياض، لكنه تمسك بموقفه وقرر مُرافقة جيجز وسكولز وفيرجسون بالاعتزال في نفس العام ونفس الشهر، عندما شعر فقط بأن هذه اللحظة المُناسبة لاتخاذ القرار.

وحين سئل عن أسبابه في لقاء خص به شبكة سكاي سبورتس البريطانية قال بيكهام لمحاوره جاري نيفيل “هناك لحظة معينة لاعتزال كرة القدم، وقد شعرت بها حين تجاوزني ميسي في مباراة باريس وبرشلونة في دوري أبطال أووربا.

اللحظة التي تحدث عنها بيكهام داهمت الهداف الهولندي المعجزة “ماركو فان باستن” قبل أن يكمل عامه الـ 29، وتكررت مع زين الدين زيدان عندما وصفها بـ “نداء الجسد” رغم صولاته وجولاته العظيمة في مونديال 2006.

هناك مَن تطارده تلك اللحظة وهو على شفى حفرة من توديع اللعبة من الباب الصغير، وهناك مَن تطارده تلك اللحظة مُبكرًا وهو في قمة مجده الكروي.

اللحظة التي تحدث عنها بيكهام عاشها أسطورة المنتخب المصري “حسام حسن” ومن قبله نجم الزمالك حازم إمام ومحمد بركات، وهناك لحظة أخرى من نوع آخر عاشها أسطورة محمود الخطيب ومحمد أبو تريكة تشبه لحظة اعتزال إيريك كانتونا وهو في قمة المجد.

ومؤخرًا تلك اللحظة داعبت هداف الأهلي المُخضرم “عماد متعب” حين سجل هدفه الأسطوري في مرمى سيوي سبورت بنهائي كأس الكونفدرالية عام 2014.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا