برعاية

النفيعي: تجربة الملكي «فتحت شهيتنا» للاستثمار في الأندية

النفيعي: تجربة الملكي «فتحت شهيتنا» للاستثمار في الأندية

لم تكن نصيحة «أبو هليل» وحدها كافية لحمل صديقه رجل الأعمال المعروف ماجد النفيعي (مالك إحدى الشركات الوطنية العاملة في مجال الاستثمار الرياضي) لاقتحام أسوار الاستثمار الرياضي بكل محاذيره ومخاوفه وغموضه لولا أن داخل المستثمر الشاب روح المغامرة وجرأة التاجر الذكي، وقبل كل ذلك الرؤية المتكاملة التي تدفع به للنظر إلى ما هو أبعد من الواقع الحالي.

النفيعي استقبل دعوة مساعد الزويهري عندما تسلم الأخير مقاليد الرئاسة في النادي الأهلي بترحاب الصديق وحذق رجل الأعمال الذي يشتم رائحة النجاح على بعد آلاف الأميال.

وافق ماجد على الدعوة ولم يضع وقتا، إذ رمى بحزمة من المال في «مجهول الأندية» المعلوم لديه هو من واقع تجارب وقف عليها بنفسه في البرتغال وإسبانيا واليونان والبرازيل عرف خلالها كيف يمكن أن ينشئ استثمارا ناجحا في الأندية عموما وكرة القدم تحديدا دون أن يمنى بالخسارة، في وقت يكون قد قدم «دعما» لرياضة وطنه.

ويحكي النفيعي لـ«عكاظ» عن تجربتهم الرائعة في «الشركة» وهم يطرقون بوابة الأهلي ومن ثم فتح كل الأبواب من ورائهم لمستثمرين آخرين ينتظرون صافرة الانطلاقة.. يقول «كرة القدم الآن ومع ثورة النقل الفضائي ووسائل التواصل الاجتماعي دخلت كل بيت، واقتحمت كل القلوب بلا استئذان، بل هي الآن الميدان الأرحب لجلب المال» وتابع «أعترف بأنني وقبل نصيحة أبوهليل لم أكن جاهزا لهذا النوع من الاستثمار -على الأقل هنا- لأسباب كثيرة لكن حديث ضيفي وتطميناته حركت الرغبة الكامنة في داخلي فقلت لنفسي «ولم لا ؟!».. وقد كان.

ويدين باسم «المسافر» بالنجاح الكبير للنادي الملكي، إذ يقول «موسم 2016 كان مذهلا للأهلي وعشاقه وأنا منهم، ولي شخصيا كمستثمر، كان موسما استثنائيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى حقق الفريق الثلاثية التاريخية تباعا، وكنا نحن في الشركة نمضي في نفس الاتجاه، فقد سجلنا زيادة في المبيعات وصلت إلى 36% وغطينا عقد الأهلي في أقل من موسم وقلنا لكل الرياضيين نحن هنا».

وتمضي تجربة الرجل في الاتجاه الصحيح، فالنجاح يفتح شهية المستثمر وظهر «اسم الشركة» تباعا على قمصان النصر ومن ثم الاتحاد قبل أن تتوقف المسيرة في حي العريجاء لأسباب إجرائية لا تمس جوهر القناعة الهلالية بجدوى تلك الشراكة. ويقول عن ذلك «أنا تاجر أبحث عن الربح لذلك فكرت في الهلال لأنني أعرف مردود أن تعلن في قميص فريق في حجمه إلا أن الاتفاق لم يتم».

ويقول ماجد بلهجة واثقة «رجال الأعمال ينتظرون في الباب، ففي الأندية مساحة مقدرة للاستثمار والتربة فيها خصبة لكن كل هؤلاء المنتظرين -وقد أكون أحدهم- ننتظر المزيد من الوضوح في الرؤية»، ويضيف موضحا «لنكن واقعيين، هناك غموض يحيط بوضع الأندية حتى وهي على بعد خطوات من الخصخصة، إذن لابد من التريث حتى تنجلي الأمور تماما وتتكشف الآليات التي ستسير عليها، فاللوائح والأنظمة لم تصدر بعد ومن دونها يصعب على أي مستثمر المغامرة بأمواله في المجهول».

وتفر ابتسامة رضا من وجه ضيف «عكاظ» وهو يتحدث عن التطورات الجديدة في الهيئة العامة للرياضة ومآلات تلك المتغيرات على المشهد الرياضي: «أعرف محمد بن عبدالملك آل الشيخ جيدا فهو رجل قانوني ضليع واقتصادي محنك مشهود له بالكثير من النجاحات، وحقيقة هو عراب المرحلة والرجل المناسب في المكان المناسب، وأنا شخصيا مطمئن لمستقبل الاستثمار الرياضي والخصخصة في وجوده، خصوصا أن أفكاره تتواءم مع رؤية 2030، وما ننتظره من مخرجات طيبة على أرض الواقع». ويتابع «والآن صدر القرار الملكي بتعيين الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل نائبا لرئيس مجلس إدارة الهيئة، وهو رياضي أصيل متعدد الاهتمامات والمواهب وصاحب فكر شاب وطموح ووجوده في المنظومة الرياضية إضافة ثرة ومدروسة لتحقيق رؤية 2030 في جانبها الرياضي والشبابي».

ويقدم ماجد النفيعي من واقع التجربة الميدانية روشتته إذ يرى ضرورة أن يكون الاستثمار في المرحلة الأولى «سعوديا صرفا» لأن المملكة تعج برجال الأعمال والمال وبنخب من الاقتصاديين أصحاب الخبرة «كل هؤلاء قادرون على حمل التجربة في سنواتها البكر وحتى إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير»، لكنه لا يمانع في الاستعانة بالخبرات الأجنبية خصوصا من الدول التي تملك إرثا ضخما في تجربة الاستثمار الرياضي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا