برعاية

ألكسندر لاكازيت... مهاجم متعطش لإثبات جدارته في المنتخب الفرنسي

ألكسندر لاكازيت... مهاجم متعطش لإثبات جدارته في المنتخب الفرنسي

في مطلع مارس (آذار)، كان الوقت ينفد أمام ليون في المباراة التي يخوضها أمام روما على استاد دي لوميير في إطار دور الـ16 من الدوري الأوروبي. كان النادي المضيف يقود المباراة بنتيجة 3 - 2. لكنه كان حريصاً للغاية على توسيع الفارق وتعزيز فوزه قبل مباراة العودة في إيطاليا. وبالفعل، ظل ليون ماضياً في شن الهجمات وبعد مرور دقيقتين من الوقت بدل الضائع، لعب ماثيو فالبوينا تمريرة من جانب الملعب إلى ألكسندر لاكازيت، الذي كان يحوم حول قلب منطقة مرمى الفريق الزائر. وبالفعل تمكن بلمسة واحدة من تسديد الكرة بقوة في زاوية عليا من المرمى.

لم يكن ثمة أمر غير اعتيادي هنا - كان ذلك الهدف الـ27 للاكازيت خلال الموسم - لكن احتفال اللاعب بالهدف أثار الدهشة، ذلك أنه وقف ساكناً وبدا وجهه جامداً وانتظر أقرانه بالفريق يأتون إليه. وفي وقت لاحق، سئل لاكازيت حول ما إذا كان قد حاول محاكاة احتفال إريك كانتونا الشهير بالهدف الذي سجله لصالح مانشستر يونايتد في مرمى سندرلاند عام 1996. أجاب لاكازيت بالنفي. بدلاً من ذلك، أكد لاكازيت أنه كان مرهقاً للغاية على نحو جعله غير قادر على فعل أي شيء.

الملاحظ أن لاكازيت نجح في بناء سمعته الطيبة بمجهوده الدءوب. في الواقع، يبدي اللاعب البالغ 26 عاماً نشاطاً وحركة لا تهدأ داخل الملعب وينتقل من مكان لآخر باستمرار، باختصار هو لاعب لا يتوقف أبدا عن اللعب، وعن محاولة اختراق المساحات الفارغة في صفوف خط دفاع الخصم، ولا يقف ساكناً أبداً، أو على الأقل في أغلب الأوقات.

من جانبه، أكد الكاتب الرياضي المعني بكرة القدم الأوروبية، آندي براسيل، أن: «لاكازيت ينتمي إلى نمط اللاعبين الذين يتعين عليك أن تخبرهم صراحة: (أرجوك، اهدأ قليلاً). إنه يبذل أقصى جهده في كل مباراة، الأمر الذي يعرضه لبعض الإصابات والتدخلات العنيفة. الواضح أن لاكازيت بطبيعة شخصيته يسعى دوماً لبذل أقصى جهد ممكن، خاصة من أجل ليون بالنظر إلى كونه نادي صباه. والواضح أن ارتداء قميص ليون يحمل قيمة كبرى لدى اللاعب».

ورغم قوة هذا الالتزام الذي يبديه لاكازيت، فإنه غير كاف لشرح كيف أن الصبي الذي ينتمي إلى ضاحية ميرمو داخل ثالث أكبر مدن فرنسا، أصبح ليس فقط عنصراً بالمنتخب الوطني، وإنما أيضاً جذب نحوه اهتمام عدد من الأندية الكبرى مثل آرسنال ومانشستر يونايتد وأتلتيكو مدريد. بجانب العمل الدؤوب، هناك أيضاً التحركات رفيعة المستوى داخل الملعب وسرعته الكبيرة وقدرته على التواصل الجيد مع أقرانه داخل الملعب وبراعته الكبيرة في وضع اللمسة النهائية الناجحة على الكرات.

في المجمل، سجل لاكازيت 127 هدفاً خلال 274 مباراة خاضها مع ليون منذ أول مشاركة له مع الفريق في مايو (أيار) 2010 عام 2015، أصبح لاكازيت أول لاعب في تاريخ النادي يسجل 25 هدفاً في موسم بالدوري الفرنسي الممتاز، وهو إنجاز أخفق كريم بنزيمة وسوني أندرسون في تحقيقه.

أما آخر مواسمه، فشهد أفضل أداء له حتى الآن في صفوف ليون، 37 هدفاً خلال 45 مباراة، مع إحرازه 28 منها في منافسات بالدوري الفرنسي الممتاز. واللافت أن معدل تسجيل الأهداف من إجمالي التصويبات على المرمى بالنسبة للاكازيت يبلغ 33.3 في المائة، ما يشكل المعدل الأفضل بين جميع المهاجمين الذين تجاوز إجمالي عدد الأهداف التي سجلوها 20 هدفاً على مستوى أكبر خمس بطولات دوري أوروبية، وهو في ذلك أفضل من بيير إيميريك أوباميانغ (26.7 في المائة) وهاري كين (26.4 في المائة) ولويس سواريز (24.2 في المائة)، بل وليونيل ميسي (20.7 في المائة) وكريستيانو رونالدو (15.4 في المائة).

في هذا الصدد، قال جولين برون، المعلق الرياضي لدى قنوات «بين سبورت» في باريس: «يحظى لاكازيت بموهبة طبيعية. ورغم أنه لا يملك قدرة بدنية لافتة، فإنه يتميز بسرعة كبيرة ومهارة واضحة، علاوة على حرصه على بذل جهود دءوبة». أيضاً، يحظى لاكازيت بحب جماهير ليون، بينما تبدي جماهير أندية أخرى قدرا أكبر من التشكك حيال حقيقة مهاراته، بل ويسخر منه البعض ويطلقون عليه اسم «بينالازيت»، في إشارة لادعائهم بأن معظم الأهداف التي سجلها من ركلات جزاء.

في الواقع، تشير الأرقام إلى أنه بالفعل 11 من إجمالي الأهداف الـ37 التي أحرزها لاكازيت لصالح ليون الموسم الماضي كانت من ركلات جزاء، لكن هذا لا يمنع أنه كانت هناك الكثير من المواقف التي أثبت لاكازيت خلالها ليس فقط مهارته في وضع لمسة أخيرة بارعة، وإنما أيضاً براعته في التعامل مع الكرة بوجه عام. وكان هناك هدف سجله في مرمى مارسيليا تجلت خلاله مهارة لاكازيت ورباطة جأشه عندما سدد الكرة من زاوية حادة، وأثبت لاكازيت من خلال هذا الهدف براعته في استخدام كلتا رجليه، وهناك أيضاً هدفه في شباك روما الذي سجله من كرة طويلة نارية بدا من المستحيل التصدي لها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا