برعاية

أيام الميركاتو | محمد صلاح وروما .. جرأة، تهور وعودة للخلف !

أيام الميركاتو | محمد صلاح وروما .. جرأة، تهور وعودة للخلف !

مقال يتحدث عن صفقة انتقال لاعب مصر من روما إلى ليفربول

بقلم | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر

بات محمد صلاح قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن إيطاليا والعودة لإنجلترا، بعدما توصل ناديه الحالي روما لاتفاق مع ليفربول حول انتقاله لملعب الآنفيلد مقابل ما يقرب الـ40-45 مليون يورو، بعدما قضي موسمين في العاصمة الإيطالية ونصف موسم مع فيورنتينا الذي أعير له من تشيلسي خلال يناير 2015.

وبدأ لاعب "المقاولون العرب" السابق مسيرته الأوروبية مع بازل السويسري قبل أن يخطو خطوة هائلة بارتداء قميص تشيلسي، لكنها لم تكن بالخطوة الناجحة كثيرًا، ولذا تراجع للخلف مجددًا باللعب معارًا مع فيورنتينا، وهناك في فلورنسا خطف الأضواء واستعاد تألقه ليتصارع على ضمه عدة أندية ويفوز روما بتوقيعه، وفي الأولمبيكو قضى عامين ناجحين للغاية خاصة الأخير منهما.

صلاح تطور كثيرًا في إيطاليا وقد وصل قمة النضج في الموسم المنتهي حديثًا في السيري آ، بعدما كون ثنائيًا ممتازًا مع زميله إيدين دجيكو، وبنجاح من المدرب لوتشيانو سباليتي في تغيير أسلوب لعبه وتحويله من مجرد مراوغ سريع إلى لاعب منتج وفعال في الملعب.

الدولي المصري اعتاد سابقًا أن يستفيد بسرعته ومهاراته الفردية، اعتاد الوقوف في نصف الملعب وانتظار التمريرة لينطلق في المساحات الفارغة لدى المنافسين ويشن الهجمات المرتدة مستفيدًا بتوفقه في عامل السرعة، أو أن يلعب على خط الملعب الخارجي في الجانب الأيمن لينطلق هناك ويلعب دور الجناح المهاجم لكن من الجانب الخارجي للملعب، بلعب التمريرات العرضية خاصة، مع توغل قطري أحيانًا للداخل.

بهذا الأسلوب، كان محمد صلاح جيد جدًا، يُساعد فرقه في وقت محدد من المباريات ولكن كان لاعب يُمكن التخلي عنه أو على الأقل يمكن بدء اللقاء دون وجوده على أرض الميدان، لكن رحيل رودي جارسيا وتعاقد روما مع سباليتي في يناير 2016 كان نقطة تحول مهمة جدًا في مسيرة اللاعب الدولي المصري فنيًا، لأن سباليتي غير في أسلوب لعب صلاح بأن جعله يتجه للعمق أكثر، مما جعله أقرب للمرمى مما منحه فرصة زيادة عدد أهدافه وتمريراته الحاسمة كثيرًا.

ونلاحظ هنا اختلاف أرقام اللاعب موسم 2015-2016 ما بين العمل تحت قيادة جارسيا وقيادة سباليتي، نلاحظ كم التطور الهائل !

ونلاحظ هنا اختلاف أرقام اللاعب موسم 2015-2016 ما بين العمل تحت قيادة جارسيا وقيادة سباليتي، نلاحظ كم التطور الهائل !

ومع بداية الموسم الأخير وبعد عدة مباريات، طور المدرب الإيطالي المحنك دور صلاح من جديد لينتقل به من دور "المهاجم الجناح" إلى "المهاجم المتحرك" ! لأنه جعله يلعب في العمق أكثر وجعله جزءً مهمًا من المنظومة الهجومية لروما، يلعب التمريرات القصيرة ويتبادل الكرة مع زملائه ويستخدم سرعته بإيجابية رائعة، لعب به أحيانًا ضمن طريقة لعب 4-4-2 كمهاجم متحرك، وأحيانًا لعب في الملعب كمهاجم متقدم "بونتا" لكن بأسلوب المهاجم المتحرك، والجميل أنه لم يعد يضعه على الخط الخارجي أو في منتصف الملعب بل كلما فقد روما الكرة كنا نجد صلاح يتمركز داخل منطقة الجزاء أو على حدودها انتظارًا لتمريرة بينية من رادجا ناينجولان أو كيفن ستروتمان ليُسجل أو يصنع لزميله دجيكو.

هنا نلاحظ تطور قدرات محمد صلاح الفنية خلال مواسمه في إنجلترا وإيطاليا، وكيف تحسنت أرقامه فيما يخص الأهداف وخاصة التمريرات الحاسمة وصناعة الفرص الكبيرة والمحققة.

المصري نجح في أدواره تلك في إيطاليا لأنه جمع المهارة الفردية مع السرعة مع التطور التكتيكي والانسجام والاندماج في المجموعة، لكن دعونا لا ننكر أن السرعة هي رأس مال اللاعب وسلاحه الأقوى خاصة في بلاد البيتزا والمافيا، حيث يمتاز نسق اللعب بالبطء نسبيًا وغالبًا ما ترى لاعبو الخطوط الخلفية في عقدهم الثالث في الحياة مما يعني أن قواهم البدنية تبدأ بالتراجع ولولا الذكاء في التعامل مع اللقطات الهجومية للمنافس لما واصلوا اللعب ! وقد شاهدنا كيف عانت الفرق الإيطالية دفاعيًا في أوروبا أمام اللاعبين أصحاب السرعة والمهارة خاصة إن تميز هؤلاء بالتحرك دون كرة مثل محمد صلاح.

لهذا أرى أن انتقال اللاعب إلى ليفربول والعودة للبريميرليج قرار يحمل الكثير من الجرأة والشجاعة، لأنه يعود لمكان لم ينجح به ولديه رغبة النجاح، ولكن في نفس الوقت الكثير من التهور، لأنه مضطر لأن يبدأ من الصفر هناك من جديد وقد يكون الفشل قدره من جديد ! خاصة أن السرعة في إنجلترا ليست بالسلاح الفعال مقارنة بنسق اللعب السريع هناك وامتلاء الملاعب باللاعبين أصحاب السرعة والمهارة مما يعني أن المصري بحاجة للكثير من الجهد ليتفوق ويبرز هناك.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا