برعاية

سياد كولاشيناتس... مدافع قادر على جعل آرسنال أكثر صلابة

سياد كولاشيناتس... مدافع قادر على جعل آرسنال أكثر صلابة

شهدت صفوف آرسنال بعض التغيير خلال الفترة الأخيرة، ويبقى التساؤل هنا: هل يمكن بالفعل أن ينجح التحول إلى الاعتماد على ثلاثة لاعبين بخط الدفاع، بعد كل هذه السنوات، في تقديم النتائج المأمولة؟ حتى هذه اللحظة، من غير الواضح بعد ما إذا كان آرسين فينغر على استعداد للتشبث بطريقة لعب سبق وإن أبدى علانية ازدراءه لها. ويعني ذلك ببساطة أن كل صفقة ضم لاعب جديد لآرسنال، بل وكل شائعة تظهر على السطح، سيجري تحليلها بدقة ليس فقط من أجل التعرف على ما يتعلق باللاعبين، وإنما أيضاً لسبر أغوار رؤية فينغر للمستقبل.

وتأتي صفقة الانتقال الحر المبرمة هذا الأسبوع من جانب الظهير الأيسر المنتمي إلى البوسنة والهرسك سياد كولاشيناتس قادماً من شالكة لمدة خمس سنوات لتجعل الصورة أوضح قليلاً، لكن المؤكد أن اللاعب الجديد سيضيف قدرا كبيرا من المرونة والصلابة في الوقت ذاته إلى صفوف آرسنال وهما عنصران افتقر إليهما النادي الإنجليزي أغلب الوقت. ورغم أن كولاشيناتس لم يشارك بانتظام بمركز الجناح - المدافع في شالكة أو في بلده، وبنى سمعة له كمدافع قوي وصلب، ثمة ما يدعو للاعتقاد بأنه من الممكن الدفع به في مركز قلب الدفاع من الجانب الأيسر أو كجناح مدافع علاوة على دوره المألوف كظهير. وقد شارك كولاشيناتس في 19 مباراة في صفوف شالكة في مركز خط وسط يلعب على الأجناب (وأربع مباريات أخرى في قلب خط الوسط)، مع أن المهارات الأكثر وضوحاً لديه تحمل طابعاً دفاعياً.

أما مسألة ما إذا كان يملك القدرة الفنية على العمل كجناح مدافع فيشوبها بعض الشك، لكن المؤكد أن كولاشيناتس قادر على التقدم نحو الأمام ولم يسبق قط أن شكك أحد في مستوى أدائه أو تفانيه. جدير بالذكر أن كولاشيناتس أحرز ثلاثة أهداف وساعد في تسجيل خمسة أخرى في إطار منافسات الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي. ولم يسبق لأي مدافع تحقيق هذا العدد الكبير من الأهداف التي عاون في إحرازها (وإن كان ينبغي التنويه هنا إلى أن بعض هذه الأهداف تحققت في وقت كان يشارك بوسط الملعب).

إلا أنه لا ينبغي التعامل مع هذا الأمر باعتباره يوحي بأنه يملك قدرة رائعة على تمرير الكرات، ما يجعله اختياراً غير ملائم تماماً لآرسنال مع أن هذا بالتأكيد ليس بالأمر السيئ. بوجه عام، يتميز كولاشيناتس بقوته وحماسه واستمتاعه الواضح بخوض تحديات جسدية. يذكر أن مدرب شالكة السابق، جينز كيلر صرح من قبل بأن: «سياد أشبه بشجرة، فربما يصاب بضربة في الرأس، ومع هذا يتجاوز الأمر ببساطة كأنه لم يحدث ويمضي في اللعب على نحو رائع».

يذكر أن كولاشيناتس ولد في مدينة كارلسروه الألمانية، ويعمل والده، فائق، في مصنع شركة «مرسيدس». أما فائق، فينتمي إلى عرق المونتينيغرو (الجبل الأسود) بمدينة نيكشيتش، وانتقل عام 1969 عندما كان في الـ10 من عمره إلى البوسنة والهرسك. ومارس الأب كرة القدم للهواة هناك، ويتمتع ببنيان قوي على غرار نجله. وعن ذلك، قال الأب: «يعود الأمر برمته إلى التركيب الجيني. وعندما رآنا الهولندي هوب ستيفينز، مدرب شالكة آنذاك، نجلس بجوار بعضنا البعض، قال إنه من الواضح من أين ورث ابني هذا البنيان الجسدي القوي».

ورغم أن كولاشيناتس لعب بمستوى الناشئين داخل ألمانيا، فإنه دائماً ما نسب نفسه إلى البوسنة. كما يستمع اللاعب إلى موسيقى بوسنية، بل ويحرص على تناول الطعام البوسني التقليدي الذي تعده والدته على فترات متقاربة، حتى وإن تطلب الأمر السفر من مدينة لأخرى. وحتى بداية ممارسته اللعب، كان كولاشيناتس ينضم إلى الجماهير التي تتابع مباريات المنتخب البوسني عبر شاشة ضخمة داخل المسجد المحلي. والواضح أن الدين لعب دورا مهما في تنشئته. وأشار والده إلى أن ابنه أحياناً كان يتغيب عن المدرسة ليحضر دروسا دينية بالمسجد، وأحياناً أخرى كان يفضل أن يتضور جوعاً على أن يتناول لحم الخنزير.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا