برعاية

تحليل | كوبر بين «الفتة» و«الفتي»!

تحليل | كوبر بين «الفتة» و«الفتي»!

هل آن الآوان لتخلي كوبر عن برجماتيته؟

بقلم | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

في شهر رمضان الكريم، ربما يتسبب الإفراط في الإفطار بعد صيام ساعات طويلة، خاصة إن كنت في مصر وأكلاتها الشعبية المعروفة، في عبء على المعدة والجهاز الهضمي، فيصيبك بالتالي الخمول التام.

شعرت أن هذا ما يُعانيه المنتخب المصري أمام تونس، خمول، عدم قدرة على الحركة، علي معلول يصول ويجول على اليسار ولا يجد من يوقفه، نسق بطيء جدًا، جعلني أشك أن هيكتور كوبر قد عزم فريقه على «الفتة»!

لكن دعونا ننسى «الفتة» ونتحدث عن «الفتي»..

خلال فترة تولي مؤمن سليمان تدريب نادي الزمالك، تمادى الرجل في الاعتماد على مصطفى فتحي في مركز الجناح الأيسر، مع العلم أن قوته وفاعليته الأكبر تكون في وجوده على الرواق الأيمن، وفي مرة قرر سليمان الكشف عن سبب هذه الفكرة، بأنه يود مفاجأة الخصم بتغيير مركز فتحي، وفي كل مرة يفشل رهانه، ولا يُقدم فتحي أي شيء يُذكر، ويُصبح لعبه مكشوفًا للمنافس، وصراحة لا أعلم أي مفاجأة تلك التي تتكرر وتفشل في كل مرة، فتعريف الغباء معروف على أي حال!

وإذ فجأة يُقرر كوبر أمام تونس إقحام مصطفى فتحي ليلعب على اليسار، وكأن مؤمن سليمان أقنع كوبر بأن هذه الطريقة الوحيدة لمفاجأة الخصم.. والمحصلة من هذا التغيير لم تزد عن الصفر.

أبرز أخطاء هيكتور كوبر هو اعتماده على أهل الثقة لا أهل الكفاءة، اعتمد على التشكيلة التي يؤمن بها، وبنى عليها أفكاره، والتي تأثرت حتى في غياب واحد من أهم ركائزه الأساسية وهو محمود تريزيجيه، صاحب الأدوار الكبيرة التكتيكية تحت قيادة التقني الأرجنتيني.

لا أفهم أي سبب لاعتماد كوبر من البداية على رمضان صبحي ومحمد النني رغم أنهما بعيدين كل البعد عن اللعب مؤخرًا، وفي أسوأ حال على مستوى اللياقة البدنية، في المقابل كان هناك لاعبين أفضل ويشاركون بانتظام مثل حسام عاشور.

في بطولة كأس الأمم الأفريقية السابقة، استنتج كوبر أن المنتخب المصري لن يكون بمقدوره اللعب بشكل هجومي، كان واقعيًا جدًا لأنه يعيش حاضر الكرة المصرية السيء، لا ماضيها الجميل، فاختار اللعب على التأمين الدفاعي، وضرب الخصم بالمرتدات السريعة.

لكن هل يضع كوبر في حسبانه خطة في حالة تأخره في النتيجة؟ لم أشعر بذلك أبدًا أمام تونس، بتغييرات نمطية وبعضها خاطئ كما شرحنا في حالة مصطفى فتحي، وظل المنتخب المصري يلعب بتحفظ وكأنها مباراة إقصائية نتيجة 1/0 تخدمه في العودة.

كان يجب أن يكون هناك شيء من التحرر الهجومي والمجازفة حتى، بل على العكس انتابت الفريق العشوائية، وغياب أي حلول هجومية.

ظل الهجوم مقتصرًا على محاولات خجولة وفردية من محمد صلاح، نظرًا لأن الظهير خلفه وهو أحمد فتحي لا يصعد بسبب تعليمات كوبر.

في حالة عدم تقدم ظهيري الطرف، لجأ كوبر لفكرة الاعتماد على الكرات الطويلة، اختصارًا لمعركة مرهقة في بناء الهجمة من الوسط، وحتى هذه الفكرة فشلت لعدم وجود مهاجم مركزي «محطة» بامكانك الاعتماد عليه في الفوز بالكرات الطويلة وخدمة من بجانبه، بل أن كوبر اعتمد على محمود كهربا في مركز المهاجم الصريح، وهذا قرار أسوأ من فكرة الاعتماد على فتحي على اليسار.

فكيف تجتمع فكرة الكرات الطويلة مع وجود كهربا في مركز الهجوم؟! علمًا بأن هذا المركز لا يُناسب كهربا كلاعب من الممكن أن يؤدي دور المهاجم الثاني الذي يحب المساحة أكثر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا