برعاية

ألعاب التكتيك (6) | جوارديولا الإيطالي ما بين الجران كاناريا والنيروفيردي

ألعاب التكتيك (6) | جوارديولا الإيطالي ما بين الجران كاناريا والنيروفيردي

فقرة خاصة عن مدرب قادم بقوة..

بقلم | حسين ممدوح | فيس بوك | تويتر

يعتبر المدرب الإيطالي الشاب روبيرتو دي زيربي أكثر الرجال أصحاب الأفكار الثورية في عالم كرة القدم، ليست الإيطالية فقط بل الأوروبية لأنه أولًا قادر على إقناع لاعبيه بأفكاره وثانيًا لأنه تكتيكه يقوم على أمور أساسية غير معتادة في كرة القدم حاليًا، ومن خلال هذا التقرير من فقرة ألعاب التكتيك سأحاول شرح أهمية هذه الأفكار التي حاول دي زيربي تطبيقها خلال الفترات السابقة مع باليرمو وفودجيا، ولماذا يفكر نادي لاس بالماس بجدية في التعاقد معه مع محاولات من ساسوولو لإقناعه بأن يأخذ مكان دي فرانشيسكو الذي انتقل لروما.

ربما أكون مخطئًا في نظر البعض لتشبيهي له ببيب جوارديولا المدرب الإسباني الكبير، لكن هذا التشبيه كان لماورتسيو زامباريني رئيس باليرمو ربما لأن دي زيربي بدأ مسيرته كمدرب بقوة وفي سن صغيرة كجوارديولا وربما لأنه متطلب ومتمسك جدًا بأفكاره مهما كانت الأثمان وهى الصفة التي يشبه فيها "بيب" أيضًا، ربما يتمتع الاثنين بعقلية هجومية ولكن هناك اختلافات في بعض الأمور التكتيكية المُعقدة والذي سأحاول شرحها من خلال هذا التقرير الحصري لجول.كوم العربي، والآن لنلقي الضوء على هذا المدرب الذي ربما سيصبح اسمًا كبيرًا في المستقبل من خلال 6 حالات قمت باختيارها من فترتي تدريب باليرمو وفودجيا خلال السنوات الثلاث الماضية..

يعتمد روبيرتو دي زيربي على تحسين مهارات لاعبيه في التمرير المباشر من الوهلة الأولى وتعويدهم على القيام بذلك تحت ضغط ولذلك فهو يولي اهتمامًا كبيرًا بالقيام بتدريبات مكثفة في مناطق ضيقة للاعبيه للتعود على اللعب من لمسة واحدة، ويكون ذلك على شكل مربعات طولها متر ونصف وعرضها متر ونصف، في هذه الحالة من مباراة باليرمو وروما من ملعب الأولمبيكو لعب لاعبي باليرمو 6 إلى 7 تمريرات مباشرة ناجحة.

ونرى في هذه الحالة فريق دي زيربي عندما لا تكون معه الكرة فهو يُقدم 5 لاعبي في منتصف ملعب الخصم ولاعبين في عمق دائرة وسط الملعب وترك الطرفين خاليين إلا من الظهيرين، أحيانًا يُمكن أن نرى فريق دي زيربي يلعب بـ5-2-3 من وضع الحركة.ويمكن ملاحظة كيفية التمركز للاعبي دي زيربي في حالة فقدان الكرة، وهنا يُمكن أن نفهم من خلال رؤية الكرة وهى تتناقل بين أقدام المنافس الفكرة من هذا التموقع التكتيكي، وهى أن دي زيربي يعمل على افتكاك الكرات من خلال خلق كثافة عددية كبيرة في منطقة واحدة بالدفاع وبعد افتكاكها تحدث عملية التموقع رقم 2 من خلال أخذ كل لاعب لمركز متقدم وبسرعة لإحداث صدمة للمنافس بتمريرات من لمسة واحدة .

روبيرتو دي زيربي بقميص نابولي في آخر أيامه كلاعب في مواجهة باستيان شفاينشتايجر

ربما لم تساعد إمكانيات لاعبيه والجودة الأقل مقارنة بجودة لاعبي روما في تطبيق أفكاره أو في إنجاحها، وربما لم يحصل دي زيربي حتى الآن على الفرصة التي تجعله يدرب فريقًا يملك جودة أعلى من ثُلثي فرق المسابقة الآخرين، ولكن عندما قام بتدريب فودجيا في الدرجة الثالثة كان يملك الإمكانيات (مقارنة بإمكانيات خصومه) وأثمرت أفكاره.

: مع فودجيا هنا نرى كيف تعمل منظومته بسلاسة، نرى مثلًا في هذه الحالة الكثافة العددية التي يخلقها في عملية افتكاك الكرة جماعيًا، وما خلقته هنا من وجود كثافة هجومية لفودجيا بأربعة لاعبين داخل منطقة الجزاء مقابل 3 لاعبين من مدافعي كاسيرتينا.

هنا حالة مختلفة نرى فيها الفريق المنافس في حالة تكتل وفي محاولة لخلق تنظيم دفاعي، لكن الكثير من الخيارات تكون موجودة بفضل الكثافة الواضحة، عندما يصل فريق دي زيربي للثلث الأخير وأمامه تكتل دفاعي فإنه لا يميل لتبادل الكرات أكثر من ميله لخلق حركات مفاجئة للمنافس.

 فاللاعب الذي معه الكرة احتفاظ بها من الجهة اليمنى وحتى منطقة العمق، كان أمامه في البداية خيار التمرير للظهير الأيمن لكنه خلق خيارات أخرى "بأنانيته" فأصبح أمامه خيارين على الجهة اليسرى أو لعب عرضية داخل المنطقة لثلاثة لاعبين من فودجيا ضد لاعبين من المنافس، وهذا كله بفضل المدرب.

الحالة الخامسة: نرى هنا أمام كاتانيا وفي حالة امتلاك المنافس للكرة ومحاولته لبناء اللعب فهناك حركة ورقابة على كافة الخيارات التي لدى أمام المنافس، الأمر الذي جعله يلعب الكرة العالية التي ستكون من نصيب لاعب الارتكاز الدفاعي الوحيد الذي يعتمد عليه دي زيربي أو المدافعين في حالة اللعب بخط دفاعي مُتقدم وهو الأمر الذي يلجأ له دي زيربي في كثير من الأحيان خاصة عندما يكون متفوقًا على المنافس فنيًا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا