برعاية

قرطـاس: المنتخب كان حلمًا يراود الجميع في الماضي.. والاحتراف غيّر مفاهيم الانتمـاء

قرطـاس: المنتخب كان حلمًا يراود الجميع في الماضي.. والاحتراف غيّر مفاهيم الانتمـاء

الجمعة 14 رمضان 1438 هـ الموافق 9 يونيو 2017 العدد 16065

مهما حاولوا النسيان، إلا أنّ الذكريات تبقى محفورة بداخلهم، يذهبون بهـا لعالم جميل، يتذكرون فيه أجمل اللحظات، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بقلوبهم. جمعتهم الدنيا بأشخاص وأماكن ربما لم تكن مهمة في حينهـا ولكن عند الابتعاد شعروا وشعرنا بقيمتها. ذكريات مضت لكنها مازالت تنبض بالحياة سردها ضيفنـا العزيز لاعب المنتخب السعودي ونادي الخليج لكرة القدم السابق جاسم عيسى القرطاس، الذي لم يبخل على «الميدان» وقرائها بسرد العديد من قصص يعود تاريخها لمنتصف السبعينيات مرورا بالثمانينيات.

مبارك عليكم وعلى جميع قراء «اليوم» شهر الخير وأعاننا رب العباد على قيامه وصيامه.

كالمعتاد منذ سنوات، أقضيه بين العبادة والزيارات العائلية ولابد من المرور بزحمة «السوق».

بكل تأكيد، لغة التواصل اختلفت، مزايا كثيرة من رمضان الماضي اختفت مع وجود تقنيات التكنولوجيا ومع قضاء معظم الأوقات أمام شاشات التلفاز.

كيف الرياضة معك في رمضان؟

حدثنا عن الكرة في زمنكم «زمن الطيبين»؟

كان اللاعب في السابق أكثر حماسا وعاشقا للعبة بالرغم من ضعف الإمكانات وكان المحفز الأكبر هو اللعب من أجل الشعار.. وإسعاد الجماهير.

هل أعاقتك الكرة في تحقيق طموحاتك الأخرى؟

نوعا ما لأن الظروف كانت ميسرة في ذلك الوقت فتخليت عن تكملة الدراسة.

وما الأندية التي لعبت لها؟

لم ألعب سوى لنادي الخليج، وحصلت لي فرصة للانتقال لنادي الاتحاد لكن الصفقة لم تتم نظرا لإصدار الاتحاد السعودي قرارا بمنع انتقال اللاعبين الى أندية أخرى الى حين وضع آليات جديدة تنصف جميع الأندية.

وكيف كان الخليج أيام زمان؟

الفرق كبير كان الخليج متميزا في جميع الألعاب على مستوى المملكة (السلة، كرة القدم، اليد، الطائرة) وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية الأخرى، اما الآن كرة القدم سحبت البساط من جميع الألعاب الأخرى مما ادى الى تراجعها على المستوى المحلي حتى ذلك لم يجد فالفريق عاد لدوري الدرجة الأولى رغم اني لاحظت ان هناك توجها بسيطا لتوزيع الاهتمام بين الألعاب المختلفة.

مَنْ كان وراء انضمامك للخليج وكيف كانت بداياتك؟

أنا مَنْ توجهت للتسجيل والالتحاق بنادي الخليج لعشقي لكرة القدم وبدأت مشواري مع النادي وأنا في سن الـ 15 وكان ذلك في بداية السبعينيات تدرجت فيه من فئة الناشئين الى ان وصلت للفريق الأول.

مَنْ اللاعبون الذين لعبت بجانبهم؟ ومَنْ النجم الأبرز من وجهة نظرك؟

كنت محظوظا بالمشاركة مع نجوم الجيل الأخير لنادي النسر من ضمنهم سلمان السيهاتي «سليم»، عبدالله السيهاتي، مهدي حكيم، مكي مسلم، منصور سلهام، حسين البوري وحينها تم تغيير مسمى النادي الى «نادي الخليج» وكان انضمامي للفريق الأول في سن مبكرة وأنا مازلت في فئة الشباب ومن ضمن اللاعبين الذين كانوا من جيلي مهدي السالم ومحمد حمود وعبدالله الزاكي وحسين الزاكي والمرحوم مصطفى الزاكي وابراهيم السيهاتي وحسين سكيري وحسين كابه وعباس سعود وخالد ووهبي أبناء المرزوق وعبدالله جضر وآخرون اعتذر لو نسيت ذكر أسمائهم.

النجم الأبرز من وجهة نظري هو الكابتن سلمان السيهاتي «السليم» كان نجما فوق العادة يقدم كرة حديثة كما هي عليه الآن من مهارات وفكر عال، باختصار هو نجم كان سابقا لعصره.

وما أقوى الفرق التي كنتم تواجهونها؟

على مستوى المنطقة الشرقية (هجر، الاتفاق، النهضة والقادسية).

مَنْ هم أصدقاء الماضي وهل مازالوا معك في الحاضر؟

مازالت تربطني علاقات متميزة مع الجميع وأتواصل مع البعض من حين لآخر متى ما سمحت لي الظروف.

جمهور الماضي هل يختلف عن الوقت الحالي؟ وما الذي تغير؟

بعيدا عن المجاملات جمهور نادي الخليج متيم في حب نادي الخليج وهو جمهور وفي، ولا أبالغ اذا قلت هو الجمهور رقم واحد في المنطقة منذ زمن طويل.

هل كان هناك تعصب جماهيري في الماضي؟

أنا لا اسميه (تعصبا) ولكنه انتماء فوق العادة ويصبح تعصبا في حال خروج الرياضي او المشجع عن حدود الروح الرياضية، واقعا اعتبره ملح كرة القدم وكنا نتقبل النقد بصدر رحب ونعيد صياغته ليكون حافزا لتقديم المزيد من العطاء.

وكيف كان الإعلام في زمن الطيبين؟

شخصيا أنصفني نوعا ما مقارنة بالآخرين.

بدايتي مع المنتخب السعودي كانت مع منتخب الشباب كلاعب أساسي وحينها كان المشرف على مهمة اختيار اللاعبين المدرب المجري «بوشكاش»، حينها كانت آلية اختيار اللاعبين ليست بالسهلة، حيث يتم تشكيل منتخبات على مستوى مناطق المملكة وبعد ذلك يتم اختيار التشكيلة النهائية، لذلك كانت المنتخبات السعودية دائما صاحبة حضور قوي في اغلب المناسبات وبعدها بفترة وجيزة تم استدعائي للمنتخب الأول وكانت دورة الخليج الخامسة وهي أبرز المشاركات مع المنتخب الأول سنة 1979م.

متى حققت أول إنجاز مع المنتخب؟

أول بطولة لي كانت مع منتخب الشباب، بطولة تبريز في ايران وبمشاركة 7 منتخبات وحققنا فيها المركز الثاني واتذكر حينها كانت أول مشاركة رسمية للنجم ماجد عبدالله مع المنتخبات السعودية وكان من ابرز اللاعبين في البطولة، كذلك من ضمن اللاعبين الذين شاركت بجانبهم في هذه البطولة الكابتن صالح النعيمة وحسين البيشي وخالدين والمرحوم عيسى عبدالله وناشي خلف ويوسف خميس وفهد عبدالواحد «فهودي» والمرحوم فؤاد رزق وتوفيق الصعقبي حارس النصر.

أبرز اللاعبين في المنتخب: توفيق المقرن، سعد بريك، سلطان نصيب، عيسى خليفة، مبروك التركي، عيسى خليفة، صالح خليفة، عيسى حمدان، سعود جاسم، المرحوم وجدي مبارك، «المعلق» غازي صدقة، أحمد الصغير، سالم مروان... وآخرون.

ما الذي اختلف في المنتخب السعودي بين الماضي والحاضر؟

سابقا كان الانضمام حلما يراود جميع اللاعبين لارتداء شعار الوطن والدفاع عن ألوانه «ولا شيء غير ذلك» والعائد المادي بسيط جدا ولكن من وجهة نظري الاحتراف وتطبيقه بشكل خاطئ والمبالغة في عقود اللاعبين أفسدت كل شيء، أصبح تفكير اللاعبين في مستقبلهم مع الأندية أكبر من المنتخب مما أثر على عطائهم وبالتالي ترتيب المنتخب بين الفرق الأخرى وغيابه عن منصات التتويج.

هل كانت هناك مبادرات لتكريمك او إقامة حفل اعتزال لك؟

للأسف لم يكن هنالك اي نوع من هذه المبادرات لعمل مباراة او حفل اعتزال بشكل رسمي، لكن الأكيد هناك مَنْ لديه الرغبة بالمبادرة بتكريم النجوم السابقين لكن الفكرة لم تر النور، وللانصاف تم تكريم بعض النجوم على هامش احتفال النادي بمرور خمسين عاما والذي ترك اثرا طيبا في نفوس مَنْ تم تكريمهم.

حدثنا عن الحواري أيام زمان وماذا يميزها؟

الحواري زمان كانت منبعا للنجوم وكانت الفرق على مستوى عال من الانضباطية وتوجد بها هيكلة إدارية كما هي عليه في الاندية من رئيس ومديرين للفريق. ومن ناحية المستوى الفني، كانت تضاهي فرق الأندية في المستوى بدون مبالغة مع فارق الإمكانات المادية. شخصيا لعبت لفريق العربي وبنظام الإعارة مع فرق أخرى وفي آخر السنوات لعبت لفريق اليرموك.

ماذا أعطتك كرة القدم وماذا أخذت منك؟

أعطتني كرة القدم الكثير أهمها حب الناس وبالمقابل أخذت الكثير من وقتي ووقت عائلتي لكن لابد من التضحيات للوصول الى القمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا