برعاية

بعد الفوز التّاريخي للتّرجي في جنوب إفريقيا:البنزرتي يبدّد الشّكوك والجمهور سعيدبعد الفوز التّاريخي للتّرجي في جنوب إفريقيا:البنزرتي يبدّد الشّكوك والجمهور سعيد

بعد الفوز التّاريخي للتّرجي في جنوب إفريقيا:البنزرتي يبدّد الشّكوك والجمهور سعيدبعد الفوز التّاريخي للتّرجي في جنوب إفريقيا:البنزرتي يبدّد الشّكوك والجمهور سعيد

عندما سقط الترجي - وهو البطل - في فخّ بن قردان، وتجرّع الفريق خسارة بطعم الحنظل في لقاء الكأس الذي تسيّده شندول، قلنا إنّه لا توجد أيّة جمعيّة في العالم بمنأى عن العثرات، والخيبات، وأنّ السّقوط ليس عيبا شرط أن يستخلص المنهزم الدّروس والعبر حتّى لا تتكرّر الأخطاء نفسها. وقد استوعب نادي «باب سويقة» درس بن قردان، وأدرك أنّ جمهوره الكبير تقبّل على مضض ضياع الكأس. لكنّه لن يتحمّل إهدار المزيد من النّقاط في رابطة الأبطال التي تظلّ المطلب الأوّل في الحديقة «ب». وكان أبناء البنزرتي عند حسن ظنّ «المكشخين»، وقهروا «صن داونز» في عقر داره، وأمام أنصاره.

بعد الثلاثيّة الباهرة في «فينال» البطولة المحليّة أمام «ليتوال»، إكتفى الترجي بتعادل أبيض في المرتفعات الأثيوبيّة. وانسحب النادي بعد ذلك من الكأس بواسطة ركلات التّرجيح وهو ما جعل الشكّ يتسلّل إلى قلوب الترجيين الذين تزايدت مخاوفهم بسبب تراجع أداء «الماكينة» الهجوميّة في مواجهتي «سان جورج»، وبن قردان. وقد فتح الخروج من سباق الأميرة «أبواب» الجدل على مصراعيها. وظهرت العديد من القراءات والتّفسيرات في محاولة لفهم «السرّ» الكامن وراء إفلات بطاقة التأهل إلى نهائي الكأس من قبضة زملاء بن شريفيّة رغم الكمّ الهائل من الفرص المتاحة، واختلال «موازين القوى» بين الترجيين الذين تزعّموا سباق «المحترفين»، والاتّحاديين الذين أنهوا المشوار وفي جرابهم نقطة يتيمة. والحقيقة أنّ الخطابات التي تلت هزيمة الترجي في بن قردان تراوحت بين التّنبيه إلى الهنّات والدّعوة إلى الإصلاحات من جهة، والتّهويل و»التشاؤم» وحتّى التنبؤ بالأسوأ من جهة ثانية. وذهب البعض إلى حدّ القدح في «فلسفة» البنزرتي الذي قاد الفريق إلى تحقيق الإنتصار على «صن داونز» في الوقت المناسب بحكم أنّ حصول نتيجة مغايرة كان سيؤدي حتما إلى ظهور شكوك أكبر في «تكتيك» فوزي، وامكانات لاعبيه، وقدرة الجيل الحالي على النجاح في بقيّة مشوار رابطة الأبطال التي يحتاج فيها النادي في كلّ الحالات إلى تعزيزات اضافيّة وذلك ما ستقوم به مستقبلا إدارة المدب بالتّنسيق مع البنزرتي.

ليس من عادات هدّاف الترجي والبطولة طه ياسين الخنيسي أن يهدر ضربات الجزاء خاصّة أنّه يتصدّر قائمة المختصّين في هذا المجال. وقد كان من الطّبيعي أن يشعر طه بإحباط كبير عندما أضاع ركلة جزاء في بن قردان ما كلّف ناديه الخروج بخفي حنين من سباق الكأس. وقد كنّا أكدنا بعد تلك المباراة أنّ هذه النوعيّة من المخالفات لا صلة لها بالحظّ، وأنّ النّجاح فيها «مضمون» عندما يكون اللاّعب «المنفّذ» في كامل تركيزه، وحضوره الذّهني. وهذا ما وقفنا عليه ليلة أمس الأوّل في جنوب إفريقيا عندما خطف الخنيسي الهدف الثاني والحاسم للترجي بأعصاب من حديد في الدّقيقة التّسعين وذلك من ضربة جزاء. وكان الخنيسي قبل ذلك قد سجّل هدف السّبق لشيخ الأندية التونسيّة منذ الدقائق الستّ الأولى. ولاشكّ في أنّ هذه الثنائيّة التي حملت توقيع طه، والتي سيكون وزنها من ذهب في بقيّة المشوار القاري أسعدت صاحبها الذي كان في حاجة إلى التّهديف ليؤكد من جديد أنّه مهاجم من طينة الـ»كبار»، وأنّ الإخفاق الذي مني به في بن قردان مجرّد عثرة عابرة.

أسطورة «صن داونز» في مهبّ الرّيح

لن نأتي بالجديد إذا قلنا إنّ الترجي - وهو «غول» إفريقيا في نظر جمهوره - حطّم عدّة «أساطير»، وأنهى صمود عدّة «جبابرة» في ملاعب صعبة، وساد الاعتقاد بأنّ هزم أصحابها من المستحيلات السّبعة. حصل ذلك في ملعب «النّار والانتصار» الذي تعوّد سطيف على التحصّن به (هدف بوعزي آنذاك). وتكرّر الأمر في «أمّ درمان»، وفي غيرها من الميادين التي ترعب الزوّار دون أن يكون بوسعها الوقوف حجر عثرة في طريق الترجي العتيد، والذي تكفّل ليلة أمس الأوّل بكسر «أسطورة» ملعب «صن داونز» الذي لم يعرف طعم الهزيمة داخل دياره في المسابقات الافريقيّة منذ عشر سنوات حيث تشير الأرقام إلى أنّ آخر عثرة لممثّل جنوب افريقيا وحامل لقب النّسخة الأخيرة من رابطة الأبطال تعود إلى سنة 2007. ومن هذا المنطلق، يكون الترجي قد ضرب عدّة عصافير بحجر واحد بعد الإطاحة بـ»ماميلودي». ذلك أنّ سفير الكرة التونسيّة صالح جمهوره بعد خيبة الكأس، وقطع خطوة عملاقة على درب العبور إلى الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال بعد أن انفرد بصدارة مجموعته. هذا فضلا عن نجاحه في تحقيق انتصار تاريخي على فريق «توهّم» بأنّه عصّي عن الهزيمة في ملعبه إلى حين الاصطدام بالترجي، والرّضوخ لقوّته، وخبرته.

مرّة أخرى يؤكد الجمهور الكبير للترجي أنّ الأزياء الذهبيّة كالرّوح من الجسد بدليل أنّ أنصار الأصفر والأحمر كسروا الحواجز، و»احتلّوا» المقاهي قبل ساعات من انطلاق المباراة التي تزامن توقيتها مع موعد الإفطار. ولم يمنع الصّيام الأحبّاء الأوفياء من مواكبة اللّقاء لحظة بلحظة وإن كلّفهم ذلك الاكتفاء بتناول حبّات من التّمر، وشربة ماء. ولم تذهب تضحياتهم هدرا بحكم أنّ نادي «الدّم والذّهب» صنع الفرح، وأهدى عشّاقه فوزا رائعا احتفل به الترجيون من وقت الإفطار حتّى السّحور.

عندما سقط الترجي - وهو البطل - في فخّ بن قردان، وتجرّع الفريق خسارة بطعم الحنظل في لقاء الكأس الذي تسيّده شندول، قلنا إنّه لا توجد أيّة جمعيّة في العالم بمنأى عن العثرات، والخيبات، وأنّ السّقوط ليس عيبا شرط أن يستخلص المنهزم الدّروس والعبر حتّى لا تتكرّر الأخطاء نفسها. وقد استوعب نادي «باب سويقة» درس بن قردان، وأدرك أنّ جمهوره الكبير تقبّل على مضض ضياع الكأس. لكنّه لن يتحمّل إهدار المزيد من النّقاط في رابطة الأبطال التي تظلّ المطلب الأوّل في الحديقة «ب». وكان أبناء البنزرتي عند حسن ظنّ «المكشخين»، وقهروا «صن داونز» في عقر داره، وأمام أنصاره.

بعد الثلاثيّة الباهرة في «فينال» البطولة المحليّة أمام «ليتوال»، إكتفى الترجي بتعادل أبيض في المرتفعات الأثيوبيّة. وانسحب النادي بعد ذلك من الكأس بواسطة ركلات التّرجيح وهو ما جعل الشكّ يتسلّل إلى قلوب الترجيين الذين تزايدت مخاوفهم بسبب تراجع أداء «الماكينة» الهجوميّة في مواجهتي «سان جورج»، وبن قردان. وقد فتح الخروج من سباق الأميرة «أبواب» الجدل على مصراعيها. وظهرت العديد من القراءات والتّفسيرات في محاولة لفهم «السرّ» الكامن وراء إفلات بطاقة التأهل إلى نهائي الكأس من قبضة زملاء بن شريفيّة رغم الكمّ الهائل من الفرص المتاحة، واختلال «موازين القوى» بين الترجيين الذين تزعّموا سباق «المحترفين»، والاتّحاديين الذين أنهوا المشوار وفي جرابهم نقطة يتيمة. والحقيقة أنّ الخطابات التي تلت هزيمة الترجي في بن قردان تراوحت بين التّنبيه إلى الهنّات والدّعوة إلى الإصلاحات من جهة، والتّهويل و»التشاؤم» وحتّى التنبؤ بالأسوأ من جهة ثانية. وذهب البعض إلى حدّ القدح في «فلسفة» البنزرتي الذي قاد الفريق إلى تحقيق الإنتصار على «صن داونز» في الوقت المناسب بحكم أنّ حصول نتيجة مغايرة كان سيؤدي حتما إلى ظهور شكوك أكبر في «تكتيك» فوزي، وامكانات لاعبيه، وقدرة الجيل الحالي على النجاح في بقيّة مشوار رابطة الأبطال التي يحتاج فيها النادي في كلّ الحالات إلى تعزيزات اضافيّة وذلك ما ستقوم به مستقبلا إدارة المدب بالتّنسيق مع البنزرتي.

ليس من عادات هدّاف الترجي والبطولة طه ياسين الخنيسي أن يهدر ضربات الجزاء خاصّة أنّه يتصدّر قائمة المختصّين في هذا المجال. وقد كان من الطّبيعي أن يشعر طه بإحباط كبير عندما أضاع ركلة جزاء في بن قردان ما كلّف ناديه الخروج بخفي حنين من سباق الكأس. وقد كنّا أكدنا بعد تلك المباراة أنّ هذه النوعيّة من المخالفات لا صلة لها بالحظّ، وأنّ النّجاح فيها «مضمون» عندما يكون اللاّعب «المنفّذ» في كامل تركيزه، وحضوره الذّهني. وهذا ما وقفنا عليه ليلة أمس الأوّل في جنوب إفريقيا عندما خطف الخنيسي الهدف الثاني والحاسم للترجي بأعصاب من حديد في الدّقيقة التّسعين وذلك من ضربة جزاء. وكان الخنيسي قبل ذلك قد سجّل هدف السّبق لشيخ الأندية التونسيّة منذ الدقائق الستّ الأولى. ولاشكّ في أنّ هذه الثنائيّة التي حملت توقيع طه، والتي سيكون وزنها من ذهب في بقيّة المشوار القاري أسعدت صاحبها الذي كان في حاجة إلى التّهديف ليؤكد من جديد أنّه مهاجم من طينة الـ»كبار»، وأنّ الإخفاق الذي مني به في بن قردان مجرّد عثرة عابرة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا