برعاية

نهائي كارديف | الأمير الصغير، هل يحتاجه وسط يوفنتوس؟

نهائي كارديف | الأمير الصغير، هل يحتاجه وسط يوفنتوس؟

هو الأمير الصغير الأصلي قبل أن يأتي الأمير البوسني ليحظى باللقب هذا الموسم، هل تلجأ له السيدة العجوز ضد ملوك إسبانيا؟

بقلم | أحمد عفيفي | فيسبوك | تويتر

ستقام مساء اليوم على ملعب الألفية بالعاصمة الويلزية كارديف المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ويوفنتوس، وهما الفريقان اللذان أثبتا امتلاكهما لأفضل العناصر على الصعيدين الفردي والجماعي معًا في القارة العجوز هذا الموسم.

ومثلما كان اللاعبون الأساسيون مؤثرين للغاية في مشوار كل فريق، كان هناك لاعبين غير أساسيين في المقام الأول فرضوا وجودهم بقوة وأثروا على نتائج كلا الفريقين، وذلك نظرًا لقدرة مدرب الميرينجي زين الدين زيدان ومدرب البيانكونيري ماسِّيميليانو ألِّيجري على تطبيق نظام المداورة بأفضل طريقة ممكنة.

كثر من استفادوا من ذلك النظام في اليوفي، مثل خوان كوادرادو، داني ألفيش، أندريا بارزاليي، ستيفان ليختشتاينر، سامي خضيرة وتحديدًا كلاوديو ماركيزيو، اللاعب الذي قال عنه والده حين كان مصابًا بينما خسر فريقه من الإنتر في ذهاب الدوري الإيطالي هذا الموسم "غضبه يصبح مضاعفًا كلاعب وكمشجع. تعلمت ألا أتصل به ليومين بعد أي هزيمة".

لكن في نهاية الموسم، وفي مثل هذه اللحظة الحاسمة، هل يلعب ابن الـ31 عامًا دور المشجع من على الدكة فقط ضد الفريق الملكي الإسباني أم يلعب دور القائد في الوسط داخل الملعب؟

كانت بداية الموسم الحالي بالنسبة لماركيزيو صعبة للغاية في ظل تعافيه من إصابة القطع في الرباط الصليبي لركبته والتي تعرض لها في شهر أبريل من العام الماضي..

غاب اللاعب عن انطلاقة فريقه قبل أن يعود أمام سامبدوريا في نهاية شهر أكتوبر الماضي، وسرعان ما ذكر الجميع بما يمتلكه من قدرات وإمكانيات قيادية سواء في تلك المباراة التي انتهت برباعية لهدف للبيانكونيري، أو القمة التي تلتها ضد نابولي والتي حسمها اليوفي بهدفين لهدف.

تألق ماركيزيو بعدها بشهر في المباراة الحاسمة في دور المجموعات ضد إشبيلية على ملعب رامون سانشيز بيثخوان، حيث أحرز هدفًا من ركلة جزاء وصنع آخر لماريو ماندجوكيتش وكان أحد نجوم المباراة. بشكل عام فقد شارك هذا الموسم في 27 مباراة رسمية بينها 22 مباراة كأساسي، وقد لعب 1770 دقيقة وهو ما يعادل 19 مباراة ونصف، محرزًا هدفين وصانعًا ثلاثة أهداف لزملائه.

ما الذي يميزه عن بيانيتش وخضيرة

بالنسبة للاعب كان الأكثر استفادة من مجيء ماسِّيميليانو ألِّيجري عوضًا عن أنتونيو كونتي كمدرب للفريق في 2014، لا شك أن كافة أرقام ماركيزيو تراجعت إلى حد كبير في ظل التحول إلى لاعبي ارتكاز في الوسط عوضًا عن الوسط الثلاثي، بخلاف نقل مفاتيح صناعة اللعب إلى الصربي ميراليم بيانيتش ولاعبي الأطراف بعدما كان هو خليفة بيرلو في ذلك الصدد.

ورغم ذلك، فهو يتميز عن زميليه في الوسط سواء صانع الألعاب البوسني أو سامي خضيرة بوعي تكتيكي أفضل خاصة على الصعيد الدفاعي .. فرغم المعدلات الجيدة للغاية لبيانيتش في قطع الكرة، يبقى كلاوديو ماركيزيو أفضل قاطع للكرات بين الثلاثي في الدوري الإيطالي هذا الموسم بمعدل كرتين في المباراة، مقابل 1.1 لنجم روما السابق و0.9 لنجم ريال مدريد الأسبق.

يجيد ماركيزيو قراءة المباراة جيدًا للغاية، فهو ربما أفضل لاعبي يوفنتوس من حيث القدرة على التمركز في المكان السليم واختيار الوقت المناسب للتحرك بذكاء كبير يغنيه عن قطع مسافات كبيرة لتغطية مساحات كبيرة من الملعب. الأمر الدفاعي الوحيد الذي لا يكون ماركيزيو أفضل فيه من لاعبي وسط اليوفي هو خوض المعارك البدنية مع المنافس عبر الالتحام معه واستخلاص الكرة منه.

شيء آخر يميز "الأمير الصغير" في فريق امتلك أندريا بيرلو وبول بوجبا ويمتلك الآن بيانيتش، فمن الصعب للغاية تسليط الضوء على قدرات ماركيزيو في التمرير، فهو لطالما كان يلعب بهوية الجندي المجهول بين زملائه، لكنه يبقى من أصحاب أفضل نسب التمرير في الفريق وأنجح من زميليه في الوسط في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، بواقع 87.5% مقابل 85.9 لخضيرة و83.9 لبيانيتش.

بجانب ذلك، يملك ماركيزيو المبادرة في إرسال الكرات الطولية والتي تبقى سلاحًا جيدًا لليوفي رغم عدم الاعتماد عليها بشكل كبير، فهو صاحب ثاني أفضل نسبة بعد ليوناردو بونوشي محليًا وأوروبيًا على ذلك الصعيد وبفارق يصل إلى الضعف عن بيانيتش الذي ينبغي أن تكون هذه الخاصية من مميزاته كصانع ألعاب.

أخيرًا، فبالنظر لكونه ابن النادي وصاحب خبرة واسعة ويُعَد من بين قادة الفريق مع جانلويجي بوفون وجورجيو كيلِّيني، لا شك أن قدرته على التحكم في إيقاع اللعب والتأثير على الروح المعنوية للفريق تبقى أكبر من تلك التي قد يتملكها زملاؤه في الوسط.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا