برعاية

FilGoal | اخبار | حكاية ألفيش.. من حلم اللعب بجوار ميسي إلى الفوز بكل الألقاب

FilGoal | اخبار | حكاية ألفيش.. من حلم اللعب بجوار ميسي إلى الفوز بكل الألقاب

"ساعدنا على الوصول إلى الحلم".. بوفون موجها كلامه إلى داني ألفيش صفقة الفريق المجانية الصيف الماضي بعد استغناء برشلونة عنه لعدم الرغبة في تجديد عقده.

وصل ألفيش إلى يوفنتوس يحمل على عنقه ذهب كل البطولات التي شارك فيها مع الفريق الكتالوني يزينها ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا تلك التي لم يحققها يوفتوس نفسه طوال تاريخه سوى في مناسبتين فقط.

بوفون توجه إلى ألفيش فور وصوله بعد أن أصبح ليس فقط فردا من عائلة الأبيض والأسود ولكن واحد من اللاعبين المخضرمين والأكثر تتويجا بالبطولات بين كل أعضاء المجموعة الحالية التي يقودها ماكسيميليانو أليجري.

نهائي_الأبطال - خضيرة: ينسون ما قمت به سريعا في مدريد #نهائي_الأبطال - صحفي سكاي لـ في الجول: الأفضلية لريال مدريد

الطلب كان واضحا وبسيطا أن يساعد ألفيش زملاءه في حصد البطولة الحلم التي يتطلع إليها فريق وجماهير يوفنتوس "دوري أبطال أوروبا" التي لم تدخل خزائن الفريق منذ 1996، تلك الكأس التي مازال حائط إنجازات وبطولات العنكبوت بوفون خاليا من جائزتها حتى الآن رغم كل ما حققه في مسيرته.

على الجانب الآخر ألفيش كان على استعداد للعمل بكل ما أوتي من قوة من أجل تنفيذ وعده لإدارة برشلونة عندما قرروا الاستغناء عنه "سوف تفتقدوني"، ألفيش فسر ذلك الوعد في مقال كتبه بعنوان "السر" لموقع "منبر اللاعبين" بأنه لم يكن يقصد فنياته التي سيعوضها بكل تأكيد زملاءه ولكن روحه وإصراره اللذان لا يمكن شراءهم.

يتحدث ألفيش في مقاله عن مباراة برشلونة معشوقه الذي ظل معه 8 سنوات يحصد الأخضر واليابس ضد فريقه الحالي يوفنتوس وهدف ألفيش كان إيقاف نيمار في تلك المباراة وإبعاده عن مرمى بوفون، نجح بشكل مميز فلم يستطع الفريق الكتالوني فك شفرة دفاعات السيدة العجوز ذهابا وإيابا.

قبل تلك المباراة وقبل أي مباراة يقف ألفيش أمام مرآة يتأمل ماضيه عائدا بالزمن عندما كان في عمر العاشرة عندما كان عليه أن يستيقظ قبيل شروق الشمس وذلك لمساعدة والده في أمور الزراعة قبل أن يتوجه إلى مدرسته لاستكمال تعليمه الابتدائي.

يقول ألفيش "كنت طفلا صغيرا ورغم ذلك كنت أرش الكيماويات على المحاصيل حتى لو لم تكن رئتي قادرة على التحمل، كان علي أنا وأخي العمل بجد وإتقان فمن يرى والدي أنه الأكثر مساعدة له في الصباح سيحصل على الدراجة الوحيدة في المنزل للوصول إلى المدرسة التي تبعد 12 ميلا عن المنزل".

عدم حصول ألفيش على الدراجة كان يعني أنه سيقطع الرحلة المرهقة ذهابا إلى المدرسة ثم بعد ذلك ركضا في الإياب للاستمرار في الركض خلف الكرة في المباريات التي تجرى في شارعهم وهو ما يعني إرهاق مضاعف يحمله الطفل البرازيلي الصغير، أما فوزه بالدراجة فيعني رحلة هادئة في الذهاب والعودة قد تحمل معها إحدى زميلاته ليوصلها في طريقه نحو الملعب.

نقطة تتوقف عندها ذاكرة ألفيش ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يغمض عينيه مرة أخرى.

أصبح في الـ13 من عمره ووالده يريد أن يحقق حلمه الذي فشل فيه في الصغر، والده كان لاعب كرة قدم مميز ولكنه فشل في جذب أنظار الكشافة من المدينة لينتهي به الحال يحرث الأرض ويدير أحد الحانات ليلا من أجل كسب المزيد من المال للصرف على أولاده وألفيش هو من وقع عليه الاختيار ليكون نجم كرة القدم في تلك العائلة.

السيارة البطيئة المتهالكة يقودها الوالد رفقة صبيه الصغير من أجل الوصول إلى اختبارات الأندية في إحدى المدن الكبيرة القريبة، حينها وجد ألفيش نفسه وسط 100 طفل متروكين في معسكر إعداد خاص باللاعبين الصغار ووالده لم ينسى أن يشجع طفله الصغير بشراء طقم جديد يضاف إلى الطقم المتهالك الذي يمارس فيه كرة القدم.

اليوم الأول مر جيدا على ألفيش منتهيا بتعليقه لملابسه الجديدة على حبل خارج المنزل المكتظ بمن في عمره الطامحين للوصول إلى احتراف كرة القدم، يستيقظ ألفيش ليجد الطقم تم سرقته فهنا الأمور ليست كما كانت في القرية الصغيرة التي جاء منها.

التدريبات لم تسر بشكل جيد وسط جوع وحزن ووحدة شديدة يعاني منها الطفل الصغير الذي وجد نفسه ليس قريبا من مستويات العديد من اللاعبين واضعا نفسه في المركز الـ51 من حيث المهارة وسط المائة المتواجدين.

نفس عميق آخر يتذكر خلاله البرازيلي صاحب الـ34 عاما وعدا قطعه على نفسه في مساء ذاك اليوم "قد لا أكون الأفضل هنا ولكني سأكون رقم 1 أو 2 في الدافع ، سوف أحارب ولن أعود إلى المنزل إلا بعد أن أجعل والدي فخورا بي".

ينتقل إلى عمر الـ18 وألفيش يشارك مع فريقه باهيا في الدوري عندما ذهب إليه أحد الكشافين بخبر رائع "إشبيلية يريدك"، ماذا؟ إشبيلية رائع جدا.. الوكيل يتساءل هل أعرف أين اشبيلية؟ بالتأكيد أعرفها إنها إشبيلية.

لم أكن أعرف أين هي حينها ولكني حرصت على أن يظهر الاسم حماسيا وجذابا عندما يخرج من فمي حتى أستطيع أن أعرف أكثر عن الفريق الذي علمت أنه يواجه ريال مدريد وبرشلونة، إنه مثل ساحة العروض لقد حان وقت الذهاب هناك.

مرت ستة أشهر هي الأسوأ لا ألعب ولا أشارك مع الفريق والجميع ينظر إلي كما لو أنه يجب علي العودة للعب مع الشباب بسبب ضعف بنيتي الجثمانية واللغة لا أعرفها هنا بدأت التفكير في العودة لكن أنتظر صورة أبي وهو يحمل اسطوانة الكيماويات فوق ظهره صباح كل يوم أمامي الآن، لا لن أعود إلا عندما أجعله فخورا بي.

قررت تعلم الإسبانية واكتساب بعض الأصدقاء لينتهي موسمي الأول هنا بعدها خرج علينا المدرب يخبرني ستلعب ولكن دفاع إشبيلية لا يعبر خط الوسط تذكر ذلك.

لعبت وبدأت في ركل الكرة وعيني تنظر على خط المنتصف أنا مثل كلب محبوس يجب عليه ألا يعبر سور هذه الحديقة الخطيرة ولكن أنتظر لن أبقى هكذا طويلا لقد جاء لي الوحي في إحدى المباريات فجأة داي حطم هذا السور وهاجم إلى الأمام أكثر فأكثر فأكثر كما تعودت.

المدرب يدخل علينا بعد ذلك "حسنا داني، طريقة لعب جديدة سنهاجم من ناحيتك".

تحولنا من فريق ينافس على الهبوط إلى بطل لكأس الاتحاد الأوروبي وها هو الهاتف يرن وكيلي يتصل ليخبرني "برشلونة يريد التعاقد معك".

نفس عميق أخر يأخذه اللاعب قبل أن يواصل رحلة ذكرياته في عقله.

هذه المرة لن أكذب فأنا أعرف برشلونة جيدا، كل مباراة كانت تمر بقميص الفريق كنت أعود محدثا نفسي "تبا، لقد جئت من لا شيء والآن أنا هنا بالتأكيد هذا ليس حقيقي ولكني هنا في برشلونة".

عندما كنت في الـ18 من عمري عبرت المحيط من أجل اللعب لفريق يواجه برشلونة مرتين في الموسم والآن أجد نفسي ألعب في برشلونة نفسه، هناك شاهدت ليونيل ميسي في أحد التدريبات يمر من الجميع بسلاس وسهولة ويجعلنا نبدو كالمهرجين رغم أننا الدفاع الأقوى في العالم.

عندها تأكدت من حقيقة واحدة "لن ألعب بجانب أي لاعب مثل هذا في مسيرتي الكروية كلها".

إذا ذكر الكمبيوتر جاء اسم ستيف جوبز أما إذا قلت كرة القدم فهي تعني "بيب جوارديولا" العبقري بحق.

قبل لقاء الـ5-0 أمام ريال مدريد اجتمع معنا وأخبرنا "يجب أن تجعل الكرة تتنقل بسرعة وألا تبقى بين أقدامك ولو لنصف ثانية عندها فقط لن نترك لهم فرصة للضغط وسنفوز بسهولة"، لقد خرجنا من هذا الاجتماع نشعر بأنا متفوقين بثلاثية نظيفة من قبل انطلاق البطولة.

تشاهده على مقاعد البدلاء يدعك رأسه وكأنه يبحث عن فكرة عبقرية جديدة يقوم بتنفيذها وسط طيات عقله لقد علمني كيف ألعب بدون كرة.

لقد ظل برشلونة في قلبي دائما، كنا فريقا لا يقهر حتى جاء ذاك اليوم الذي كنت فيه لاعبا في يوفنتوس وأقصى فريقي السابق من دوري الأبطال، بعد المباراة احتضنت نيمار الذي كان يبكي وللحق لقد كان جزء من داني يبكي معه.

لماذا أشارككم تلك الأسرار؟ حسنا أنا الآن في الـ34 من عمري قد ألعب لعام أو اثنين، وأريد من الناس أن تفهمني وأن تقرأ قصتي كاملة.

عندما وصلت تورينو شعرت بأني قد تركت منزلي مرة أخرى، لقد تركته في عمر الـ13 للذهاب إلى الأكاديمية وعمر الـ18 للسفر إلى إسبانيا وأخيرا بعمر الـ33 للذهاب إلى إيطاليا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا