برعاية

نهائي كارديف | رحلة إلى عاصمة التنانين

نهائي كارديف | رحلة إلى عاصمة التنانين

نأخذكم في جولة بين شوارع وأحياء ومعالم مدينة نهائي دوري أبطال أوروبا 2017...

بقلم | محمود ماهر | فيسبوك | تويتر

تستقبل العاصمة الويلزية «كارديف» نهائي دوري أبطال أوروبا، للمرة الأولى في تاريخها يوم الثالث من يونيه المقبل، عندما يصطدم ريال مدريد بيوفنتوس للمرة الثانية في تاريخ مواجهات الفريقين بالمباراة الختامية.

وتعد استضافة كارديف لهذا الحدث هي الاستضافة الثالثة من نوعها للدول التابعة للتاج البريطاني، فقد سبق للعاصمة الاسكتلندية «جلاسكو» استضافة النهائي مرتين عامي 1960 و2002 على ملعب هامبدين بارك، وفي كلتاهما فاز ريال مدريد بنتيجة 3/7 و1/2 أمام إينتراخت فرانكفورت وباير ليفركوزن الألمانيين -على الترتيب -.

وأختيرت كارديف كأفضل مدينة رياضية أوروبية في مناسبتين مختلفتين، رغم أن مساحتها لا تمثل 4٪ من مساحة العاصمة الإنجليزية لندن، ويقرب عدد سكانها لـ 359 ألف نسمة.

تقع المدينة الأسطورية المعروفة بمدينة التنانين، وهو نفس شعار نهائي البطولة، في جنوب جزيرة ويلز على الجانب الغربي من بريطانيا العظمى، ويفصلها عن إنجلترا مصب نهر سيفرن، وتبعد عن لندن حوالي 240 كيلومترات.

ويتحدث سكان المدينة باللغتين الإنجليزية والويلزية فقط، وتنتشر الكلمات الويلزية على جميع العلامات واللافتات سواء في الأزقة أو الشوارع وحتى الميادين الكبرى.

من السهل الوصول إليها دون معاناة من داخل المملكة المتحدة، لكن من خارج بريطانيا تتصعب الأمور، فأنت بحاجة لحجز للسفر قبل مدة ليست بالقصيرة من انطلاق الحدث الرياضي الذي تنوي حضوره لتجنب خيبة الأمل، فإذا تأخرت لن تجد لنفسك مكان في الفنادق المحيطة بالملعب. 

إذا كنت قادمًا من لندن، سيستهلك الطريق حوالي ثلاث ساعات بالحافلة وساعتين ونصف بالقطار الذي يقلع من محطة “بادنجتون” قرب شارع (الاجور روود)،وتصل تذكرة القطار حوالي 57 جنيهًا إسترلينيًا.

ويَمر القطار من محطة بادنجتون إلى كارديف بأربع مدن هي (بريدنج وسويندون وبريستول ونيو بورت)، وعليك أن تتوخى الحذر فكارديف ليست المحطة الأخيرة لهذا القطار، فإذا غفوت لأي سبب من الأسباب ستجد نفسك في مدينة سوانسي التي تعتبر آخر محطات هذا الخط!.

لكن من المُستبعد أن تغفو، فالطريق من لندن إلى كارديف مُبهر وممتع لأقصى حد، ولا يمكنك خلاله أن تشعر بالملل أو الغثيان، والفضل لكمية الخضرة غير العادية التي تغطي كل الأراضي تقريبًا.

الجميل عند الوصول هو موقع محطة القطار، حيث صممت في منتصف المدينة تمامًا، ما يُسهل عليك حرية التنقل والتسوق لا سيما في شارع «الكوين» الذي يُشبه شارع الأكسفورد في لندن نوعًا ما، حيث تنتشر فيه المتاجر والمقاهي من كل الأنواع بالإضافة للمطاعم.

وكما أسلفنا، إن لم تحجز مُسبقًا في أحد الفنادق، ستجد مُعاناة حقيقية للبقاء في المدينة، حيث تمتليء كارديف بالزوار عن بكرة أبيها بسبب الأحداث الرياضية المختلفة سواء كانت رجبي أو مصارعة حرة، وإذا حدث ولم تحجز قد تجد بعض الفنادق المتوسطة المستوى بالقرب من مركز المدينة وتصل أسعارها لـ 120 جنيهًا لليلة الواحدة.

قبل أن تفعل أي شيء في كارديف، عليك زيارة قلعة المدينة التي يمتد تاريخها لأكثر من 2000 سنة منذ أيام العصر الروماني، وهي واحدة من أجمل القلاع البريطانية، إن لم تكن أجملهم على الإطلاق وفي العالم ككل، فلا تزال محافظة على تصميمها النروماني من الخارج والفيكتوري من الداخل.

ويعتقد بعض علماء التاريخ أن القلعة قد أنشئت في نهاية عام 50 ميلاديًا، وكما تشير الحفريات الأثرية، وضعت تلك القلعة في موقع استراتيجي يُتيح سهولة الوصول إلى البحر عن طريق أربعة حصون، كل حصن بشكل مختلف.

وخضعت القلعة لحكم العديد من العائلات النبيلة حتى عام 1766، مثل عائلة بيوت التي حولت كارديف إلى أكبر ميناء تصدير للفحم في العالم.

وقام الحاكم “مرقص الثالث” بتوظيف المهندس ويليام بورجس لتغيير بعض معالم القلعة عام 1866، فقام بإنشاء عدة أبراج فخمة وجداريات وأضاف الزجاج الملون والرخام، وأضاف الذهب والنقوش الخشبية المتقدمة على المبنى بأكمله، والمستوحاه من دول البحر الأبيض المتوسط والديكور الإيطالي والعربي.

ومنذ عام 1974 أصبحت القلعة واحدة من أهم مصادر الجذب السياحي الأكثر شعبية في العالم وبريطانيا على وجه التحديد.

ويقام احتفالاً سنويًا في قلعة كاريف بحي كيرفيلي جنوب المدينة بمناسبة عيد القديس ديفيد، وفي إحدى السنوات استيقظ سكان الحي على التنين الأسطوري لويلز على إحدى ضفاف النهر.

لا التنين لم يعد بالطبع، فقد قامت شركة التصاميم العالمية «وايلد كرييشن» بانتاج تنين بلغ طوله الأربعة أمتار، واحتوى على حراشف سوداء وحمراء وأنف يَخرج منه الدخان، كنوع من الترفيه ولجذب المزيد من الزوار إلى القلعة.

وفي نفس الاحتفال الذي أقيم في مارس 2016، وضعت الشركة المذكورة كرة رجبي ضخمة في جدران قلعة كارديف، ضمن احتفالات المدينة بكأس العالم للرجبي.

ويمكنك بعد الانتهاء من زيارة القلعة، الذهاب إلى متحف ويلز الوطني الذي يشتهر بمعروضاته الفنية والعلمية، ويحوي العديد من القطع الأثرية واللوجات المعاصرة النادرة، ومع ذلك الدخول مجاني!.

وهناك كذلك جامعة كارديف الواقعة في منطقة (بارك كاثايس)، وهي ضمن أعرق الجامعات في التاريخ، حيث يرجع تاريخ تأسيسها لعام 1883، ويصل عدد طلابها من خارج بريطانيا حوالي 17٪ أما باقي الطلاب من جميع مدارس الدولة.

يسمى اسم علم ويلز بـ “بانير كمري” ويتكون من شريطين أفقيين هما الأبيض والأخضر ويتوسطهما تنين أحمر وهو الرمز التاريخي وأكثر من يميز البلاد عن الدول المحيطة بها.

التنين الأحمر أو دراج جوتش باللغة الويلزية، يمثل الملك كادوالادر ملك مقاطعة جوينيد، وأول مَن قرر وضعه في علم ويلز هو ملك إنجلترا «هنري السابع» خلال حرب بوسموورث عام 1845، إذ حمله إلى كاتدرائية القديس بولس في لندن.

واُستخدم شعار التنين على الدروع الملكية لحكم الويلزيين وتم اعتماد العلم بشكل رسمي من قبل بريطانيا العظمى عام 1959.

وتعتبر ويلز جزء لا يتجزأ من المملكة البريطانية مثلها مثل اسكتلندا وايرلندا الشمالية منذ انضمامها بقرار من ملك إنجلترا «إدوارد الأول» عام 1282.

وحاولت بعض الجهات الحكومية والحملات الشعبية في ويلز إضافة شعار ويلز “التنين” إلى منتصف علم بريطانيا العظمى إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض من الجهات المعنية.

يعد ملعب الألفية (ميلانيوم) واحدًا من أهم المعالم الرياضية في مدينة كارديف، وهو موطن اتحاد ويلز للرجبي منذ عام 1999، وعلى صعيد مباريات كرة القدم فقد أفتتح بمباراة ويلز وفنلندا نهاية شهر مارس 2000، وكان نجم ليفربول وأياكس السابق «ياري ليتمنان» هو صاحب أول هدف يُسجل عليه ليقود فنلندا للفوز 2/1.

ونظمت على الملعب نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة الإنجليزية المحترفة في الفترة من 2001 إلى 2006 أثناء تطوير ملعب ويمبلي.

وتم تجهيز الملعب بجميع المرافق اللازمة لاستقبال الفرق والجماهير لقضاء وقت ممتع، بما في ذلك إضافة سقف مُتحرك لحماية الحضور من الأمطار والرياح، على أن يستغرق فتح أو غلق السقف 20 دقيقة بالتمام والكمال.

في المدينة عدة شوارع رائعة لا بد من زيارتها مثل شارع سيتي روود وكروز روود ونيو بورت، وحديقة الروث بارك، وموقع يدعى كارديف بي يطل على البحر مباشرة، وهناك ستجد مطاعم وملاهي للأطفال، وأبرز مكان هو «ريد دراجون»، ويمكنك زيارة موقع خليج كارديف وركوب التاف تريل.

وفي كارديف يوجد كذلك مساجد ذات تصميم معماري مميز مثل مسجد المنار والأسراء، ولا تنس متجر زمزم الذي يستهدفه معظم العرب في كارديف.

أما لهواة الخروج من المدينة، فعليكم بمنتزه بريكون بيكونس ناسيونال، وسلسلة جبال بريكون بيكونس حيث تقع الكثير من الوديان التاريخية في جنوب ويلز وشبه جزيرة جور وجزيرة باري.

ولا تبعد كارديف عن بعض المدن الإنجليزية التاريخية التي وقعت فيها حروب في العصور الوسطى مثل مدينة باث وهيريفورد وشلتنهام وجلوسستر، المسافة لا تزيد عن ساعة واحدة.

في وسط المدينة توجد أماكن أسعارها جيدة جدًا مثل اللاند مارك والألتلوسو والاكسبكت والأديليدا هاوس والسنشري ورف، وغالبًا ما تكون الشقق في تلك الأماكن “غرفتين وصالة صغيرة” تتراوح أسعارها ما بين 700 إلى 1000 جنيهًا للأسبوع. 

وفي خارج وسط المدينة توجد أحياء أخرى مثل «سانت ميلونز وبنتوين وبنجم» وأغلبها تحتوي على بيوت مستقلة بحدائق خاصة ملحق بها جراج للسيارة، وأسعارها لا تتعدى الـ 750 إلى 1200 جنيهًا حسب عدد الغرف.

لكن إجراءات الحصول على سكن سريع تبقى من الأمور المعقدة في كارديف، باستثناء مَن يقوم بترتيب أموره قبل مدة من السفر.

بصرف النظر عن تشيبي لين أو شارع كارولين في وسط المدينة الذي يهيمن على منافذ الوجبات السريعة، كارديف لديها أكلات على كل الأشكال والأنواع. 

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا