برعاية

سانشيز وآرسنال.. نهاية واقعية لمسيرة استثنائية

سانشيز وآرسنال.. نهاية واقعية لمسيرة استثنائية

قدم أليكسيس سانشيز مباريات رائعة هذا الموسم مع آرسنال، ورغم حدوث بعض المشاكل بينه وبين أرسين فينغر في منتصف المشوار، إلا أن الأمور اتجهت إلى المسار الإيجابي خلال مباريات الحسم، ليتوج آرسنال في النهاية بكأس إنكلترا على حساب بطل الدوري تشلسي، ويسجل اللاعب الشيلي هدف الافتتاح في بداية المباراة، قبل أن يقود المجموعة إلى منصات التتويج، بأداء ثابت وأرقام مذهلة على مستوى الهجوم والضغط والدعم الدفاعي لزملائه.

شارك سانشيز في كل مباريات آرسنال بالدوري، وسجل 24 هدفاً مع 10 "أسيست" أي أنه ساهم في 34 هدفاً خلال 38 مباراة. ويُحسب لنجم المدفعجية دوره المحوري في قطع الكرات من لاعبي المنافس، إذ إنه يتفوق على كل أقرانه في البريمرليغ على مستوى العمل البدني، من خلال أرقامه في العرقلة المشروعة والافتكاك والتشتيت، لذلك يقوم بمهام مضاعفة بمجرد ضياع الهجمة، بتطبيق الضغط العكسي السريع وتضييق الخناق على حامل الكرة من الفريق الخصم.

يدين النجم الكبير لناديه السابق برشلونة بالكثير، حيث أنه وصف التواجد داخل هذا الفريق بمثابة تعلم كرة القدم من جديد، فالأمر لا يتعلق بالأداء الجيد بالكرة، بل هي حركة يجب أن يكون طرفا الملعب مفتوحين فيها، وفي ذلك الوقت يكون ميسي في خط الوسط، لخلق الفراغ الناتج عما يعرف باللعب التموضعي. وتشير تصريحات سانشيز إلى دوره السابق في إسبانيا، حيث أنه كان مجرد عامل مساعد في التشكيلة الأساسية، يتعلم من النجوم حوله وينتقل من مرحلة أندية الوسط إلى الصفوة.

لعب سانشيز مع برشلونة كجناح هجومي صريح، ومهاجم رقم 9 في بعض المباريات خلال موسم 2012، ليتواجد في الأمام من أجل الحركة المستمرة حتى يحصل زميله ميسي على الفراغ اللازم لتسجيل الأهداف، ليشارك في معظم مسيرته بالكامب نو كساعد هجومي وفق خطة 4-3-3 ومشتقاتها.

لم يحصل سانشيز على الوقت الكافي ليصبح نجماً أول في برشلونة، نتيجة وجود ميسي وإنييستا ونيمار من جهة، مع عملية تغيير المدربين بعد حقبة غوارديولا، ليجد اللاعب نفسه محاصرا وسط كوكبة النجوم، ويواجه شبح الجلوس على الدكة في حالة الإتيان بنجم جديد. وانتقل الشيلي سريعا إلى آرسنال بعد مونديال 2014، ليدخل الأجواء الإنكليزية بسرعة ويصبح النجم الأول في آرسنال، على حساب أوزيل وأقرانه.

نضج أليكسيس أكثر مع فينغر، وابتعد عن الضغوطات التي واجهها في برشلونة، لأن الكتلان يريدون الفوز في كل مباراة وخلال كل بطولة، وهذا الأمر أضعف في ملعب الإمارات، مما جعله بعيدا عن مبالغات الصحافة ومطالبات الجمهور على طول الموسم. ويعتبر الموسم الحالي هو الخلاصة لمسيرة اللاعب مع آرسنال، لأنه قدم مباريات كبيرة وحقق أرقاما مذهلة، مع لعبه في أكثر من مركز خططي سواء على طرف الملعب أو في عمق الهجوم.

بدأ صاحب القميص رقم 7 العام في مركز قلب الهجوم، ليتبادل مراكزه مع أوزيل في خطة لعب 4-2-3-1، ثم تحول إلى دور الجناح المقلوب على الخط في نفس الرسم أو داخل 4-3-3، بتواجده على الجبهة اليسرى وتحوله إلى عمق الملعب للتسديد، ثم تألقه في مركز الساعد الهجومي خلال طريقة 3-4-2-1، بجوار أوزيل خلف المهاجم المتقدم ويلباك أو جيرو، ليكتب شهادة تألقه في ثلاثة مراكز دفعة واحدة، ويجبر كبار أندية القارة على محاولة ضمه هذا الصيف.

فشل آرسنال في حجز مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا، ورغم أن سانشيز يرتبط بعقد رسمي مع النادي ينتهي في صيف 2018، أي يبقى له موسم آخر رفقة الفريق. ويريد كل لاعب كبير المشاركة في الشامبيونزليغ. إنها البطولة القارية الأهم في العالم حاليا، وسيفكر اللاعب اللاتيني كثيرا قبل قرار الاستمرار في لندن، فرغم حصول فريقه على بطولة الكأس، إلا أنه سيلعب في الدوري الأوروبي خلال العام القادم، وهي بطولة تأتي في منزلة أقل من نظيرتها ذات الأذنين.

ومع تأكيدات إدارة المدفعجية على رغبتها في الإبقاء على كل النجوم، فإن سانشيز في طريقه للخروج خلال الفترة المقبلة، خصوصا في حالة عدم موافقته على تجديد تعاقده، لأن وجوده الموسم المقبل مع الفريق دون عقد إضافي، يعني رحيله بالمجان في بدايات عام 2018 إلى أي ناد آخر، سواء داخل إنكلترا أو خارجها، لذلك كل الطرق تقود إلى خروج محتمل لنجم آرسنال وهدافه الأول في الأيام القليلة القادمة.

يراقب مانشستر سيتي الوضع من بعيد، ويريد غوارديولا إضافة عنصر آخر إلى هجومه، مع كثرة إضاعة الفرص من مهاجميه، وارتفاع نسبة غيابات أغويرو مع صغر سن جيسوس وقلة خبرته، وبالتالي يريد الفيلسوف نجما كبيرا في هذا الخط، يجيد اللعب في مختلف مراكز الهجوم، ويتمكن من خلق الفراغات بالكرة ومن دونها في أضيق الفراغات، ومع عمل الثنائي من قبل في برشلونة، تبقى الفرص متاحة لتكرار المسيرة في ملعب الاتحاد، لكن إدارة آرسنال ستحاول أولا بيعه إلى فريق خارج الدوري، حتى تحافظ على فرص المنافسة وتبعده عن مطامع الجيران.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا