برعاية

نهائي كارديف | 5 أسباب خلف وصول ريال مدريد للنهائي

نهائي كارديف | 5 أسباب خلف وصول ريال مدريد للنهائي

ما أهم الوقائع التي قادت النادي الملكي للنهائي الثاني على التوالي في دوري الأبطال؟

بقلم | أسامة تاج الدين | فيس بوك  

 وصل ريال مدريد للمرة الثانية على التوالي والثالثة خلال الأربع سنوات الأخيرة لنهائي دوري أبطال أوروبا، إذ من المقرر أن يواجه في ال3 من شهر يونيو المقبل يوفنتوس المتعطش للظفر بالكأس الغائبة عن خزائنه منذ 21 عامًا (1996).

نحن إذًا على موعد مع صراع محتدم بين ناديين أحدهما خبير في المسابقة ويعشقها والآخر يريد أن ينهي نحسه في النهائي، فقد سقط خلاله 6 مرات على مر التاريخ، آخرها سنة 2015 في برلين أمام برشلونة.

وتُعتبر النسخة الحالية استثنائية بالنظر للمواجهات القوية التي شهدتها الأدوار الإقصائية بل وحتى بعض جولات دور المجموعات وخاصة بالنسبة للنادي الملكي الذي كان مشواره شاقًا جدًا وطريقه نحو كارديف كانت غير معبدة أبدًا.

لكنه ورغم كل الصعاب والعقبات، تحلت كتيبة الميرينجي بالصبر وروح القتالية وعدم الاستسلام كما عرف المدرب الفرنسي "زين الدين زيدان" كيف يسير مجموعته بطريقة ذكية جدًا.

سنلخص لكم في 5 أسباب جل ما جعل الفريق يسعد مناصريه ويصل لهذه المرحلة الحاسمة، ذلك مع تحليلها بشكل مفصل...

1 - احتلال المركز الثاني في دور المجموعات  

من الغريب جدًا أن يكون التراجع لمركز الوصافة سببًا في الإنجاز الرائع الذي حققه الريال في نهاية المطاف، لكن كما يقول المثل "رب ضارة نافعة". نادي العاصمة الإسبانية كان قد حصد 12 نقطة فقط في المجموعة السادسة مكتفيًا بالمركز الثاني خلف بوروسيا دورتموند (14 نقطة)، غير أنه على عكس ما توقع البعض كان ذلك في مصلحته، فعلاوة على ضمان تفادي السقوط أمام فرق عملاقة كبايرن ميونخ، مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان في دور ال16 والذي أجرى في تاريخ لم تكن فيه المجموعة قد وصلت لقمة مستوياتها، كانت هذه الوضعية بمثابة صفعة لزيزو.

نعم لقد شكل هذا الانحدار ضربة أعادت النادي الملكي للطريق الصحيح، فقد فهم بتعادليه أمام أسود الفيستيفاليا (2-2 في كلتي المواجهتين) أنه عليه إعادة ترتيب أوراقه وخاصة بعد اللقاء الثاني الذي جاء في ظرفية كان قد تعادل خلالها أمام برشلونة (1-1) ولم يفز على ديبورتيفو لاكورونيا سوى بشق الأنفس. بعد هذه الفترة العصيبة، تحسن الريال على عدة أصعدة وفاز بكأس العالم للأندية التي أعطته دفعة معنوية جد مهمة للنهوض بشكل أكبر فيما هو قادم.

لم يكن هذا النهج المتبع من المدير الفني الفرنسي مفيدًا في الدوري الإسباني فقط، بل في دوري أبطال أوروبا أيضًا، إذ استفاد بإراحته للنجوم خلال المباريات السهلة محليًا وحتى في دور المجموعات أمام ليجيا وارسو مثلاً من الطراوة البدنية  كما عزز الثقة في البدلاء.

فعوض التعامل مع الدكة كأنها عبئ وملجأ للطوارئ، أعطاها قيمة كبيرة جدًا واستطاع أن يجعل منها قوة إضافية وأصبح لا يعاني أبدًا في ظل حرمانه من أحد الأساسيين، ذلك علاوة على انعدام أية أزمة مرتبطة بالخيارات حتى في فترة تزاحم المباريات.

  ثمار هذا النهج تجلت كذلك في بزوغ عناصر عديدة أصبح لها دور جوهري حين تدخل كاحتياطية كما نفع كثيرًا البرتغالي "كريستيانو رنالدو" وهي نقاط تشكل أيضًا أسباب من ضمن أخرى سنتطرق لها فيما هو قادم.

3- بزوغ عناصر بنك الاحتياط 

زيدان كان يعتمد على عناصر الدكة في مناسبات عديدة وذلك جعلهم قادرين على إظهار موهبتهم  والحصول على نسق المباريات الكافي للتطور، إضافة إلى كون ذلك حافزًا معنويًا في غاية الأهمية بالنسبة لهم لإظهار أفضل ما في جعبتهم، لا سيما أنه كان يدخلهم أيضًا كبدلاء في المباريات الكبيرة وبالتالي كانت هناك فرصة للجميع كيفما كانت صعوبة الخصم.

نجد أن الموهبة الإسبانية الشابة "أسينسيو" إضافة إلى مواطنه "إيسكو" هما أبرز البدلاء الذين ظهروا في دوري أبطال أوروبا، فالأول كان ورقة رابحة جدًا وبدخوله بعد مرور ساعة تقريبًا لأرضية الميدان كان يشغل الجهة اليسرى ممكنًا رونالدو من التركيز بشكل أكبر على العمق والتسجيل. تحركاته سليمة جدًا وإضافة إلى مساندته الدفاع بعودته المستمرة، كان ينجح بسرعته وبحثه عن السهولة في الأداء الهجمات المرتدة كما أن دقته في التمريرات مكنته من صناعة فرص عديدة وبل حتى أهداف كثيرة. لا يمكننا كذلك أن ننسى هدفه الرائع جدًا في ربع النهائي أمام بايرن ميونخ الألماني والذي أظهر في إمكانيات عالية جدًا في المرواغة.

أما بالنسبة للفتى الأندلسي "فرانشيسكو إيسكو"، كان خير معوض للويلزي المصاب "جاريث بيل" وبمشاركته كان الريال يعتمد على أسلوب مختلف وأكثر فعالية. ما يقدمه أفاد المجموعة بالخصوص أمام أتلتيكو مدريد ذهابًا وإيابًا، إذ كان بتواجده في وسط الميدان يمنح التفوق العددي على خط منتصف كتيبة "سيميوني" ودوره لا يقتصر على بناء الهجمات والتركيز على العمق بالبينيات والكرات في ظهر المدافعين أو حتى التسديد لمحالة التسجيل من على مشارف منطقة الجزاء، بل كان يتعملق في فرض الضغط المتقدم لافتكاك الكرات ويعود بشكل مستمر للخروج بها من الخلف وهو ما قضى حينها تمامًا على الروخي بلانكوس.

4 - توهج كريستيانو رونالدو   

 حافظ "زيزو" بدهاء على نجمه الأول وعوض إشراكه بشكل دائم كما كان يفعل في السنوات السابقة، اتفق معه على اللعب في المواجهات الصعبة فقط وهو ما جعله يصل للمرحلة الأخيرة من الموسم في حالة بدنية ممتازة وبغياب تام للعياء أو ما شابه.

الدون انطلق في رحلة الأبطال بشكل محتشم ولم يسجل سوى هدفين في دور المجموعات، لكنه انفجر في أدوار خروج المغلوب وكان حاسمًا جدًا، فقد ركز تمامًا على التسجيل والقنص من معترك العمليات وسجل خماسية كاملة في مباراتي دور ال8 أمام النادي البافاري ثم عاد بعد ذلك ليطرب متتبعيه بثلاثية مدوية في المربع الذهبي أمام الأتلتي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا