برعاية

نهائي كارديف | رونالدو، من 13 إلى 19، وأبرز الفوراق بين مدريد زيدان وأنشيلوتي

نهائي كارديف | رونالدو، من 13 إلى 19، وأبرز الفوراق بين مدريد زيدان وأنشيلوتي

ما بين مواجهة الريال لليوفي سنة 2015 ومواجهة نهائي كارديف، هناك فوراق كثيرة

تقرير | طه عماني | فيس بوك | تويتر

شارف الموسم الثاني لزين الدين زيدان كمدرب لريال مدريد على الانتهاء، ويبدو أن النجاج المُبهر الذي حققه منذ جلوسه على عرش البيرنابيو قد جعله في ظرف وجيز يُقارن بأكبر الأسماء في عالم التدريب وذلك بعد أشهر قليلة من احتلاله المركز الثالث في سبورة ترتيب أفضل المُدربين في العالم سنة 2016 حسب تصنيف الفيفا.

إذ يسير أسطورة الكرة الفرنسية كلاعب في الطريق ليُصبح أسطورة تدريبية، ففي ظرف 17 شهرًا كمدرب في عالم الاحتراف، تمكن زيزو من حصد جل الألقاب الكبيرة المتاحة أمامه، والأمر يتعلق بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وكأس العالم للأندية، والسوبر الأوروبي بالإضافة إلى بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي.

من كان تلميذًا قبل ثلاث سنوات فقط تفوق على أستاذه كارلو أنشيلوتي اليوم، حيث تواجها في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في نهائي مبكر جمع بين الريال والبايرن، فكانت الغلبة لصالح المدرب الفرنسي الذي فاز في آليانز أرينا وسانتياجو بيرنابيو وضمن ورقة العبور لنصف النهائي على حساب كارليتو الذي قاد الريال لموسمين ما بين 2013 و2015، وتمكن بدوره من تحقيق دوري أبطال أوروبا.

أما في موضوع اليوم، فسنتطرق لخمسة فوارق واضحة بين ريال مدريد زين الدين زيدان الذي سيخوض نهائي كارديف يوم السبت المقبل، وريال مدريد كارلو أنشيلوتي الذي سقط سنة 2015 على يد يوفنتوس في نصف نهائي نفس البطولة. فما الذي تغير في الريال؟ كيف تطور أو تراجع؟ وما النقاط التي ظهرت أو اختفت؟

رونالدو بات أقرب للرقم 9!

الدون الذي كان يلعب تحت إمرة كارلو أنشيلوتي بات مُختلفًا تمامًا عن الدون الذي يلعب تحت إمرة زين الدين زيدان، وذلك بعد أن غير الكثير من أسلوبه خلال آخر 750 يومًا.

النجم البرتغالي الذي تقدم في السن فقد بعضًا من سرعته، وأخذ يبتعد شيئًا فشيئًا عن الأروقة ليقترب من عمق منطقة الجزاء حيث تُحسم الكرات وتُسجل الأهداف. أفضل لاعب في العالم 2016 أصبح اليوم يلعب دورًا أقرب لرأس الحربة من المهاجم الأيسر، وذلك رغم أنه مازال يتحرك ويتبادل المراكز مع بقية زملائه.

أنشيلوتي عاين تغيير مركز رونالدو بنفسه في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عندما سجل في مرماه 5 أهدافٍ في مباراتين، علمًا أنه تحرك بين قلبي الدفاع أكثر بكثير من الأروقة في تلك المباراتين.

لا ننسى أيضًا أن النجم البرتغالي قد أصبح أكثر نضجًا وأكثر تفهمًا لمتطلبات جسده، ما جعله يخضع لرغبة زيدان في إراحته وإشراكه في نظام المداورة. كل ذلك جعل رونالدو لا يخوض أكثر من 75% من مباريات الموسم، وهي النسبة الأكثر انخفاضًا منذ وصوله للريال. تلك التطورات مكنت رونالدو من بلوغ الفترة الأخيرة من الموسم وهو في حالة مميزة جدًا، عكس ما حصل مع أنشيلوتي حينما لعب نهائي لشبونة وهو يعاني من مشاكل بدنية كبيرة جدًا.

إن كان شيء يُميز فريق زيدان عن فريق أنشيلوتي فهو عمق التشكيلة، ويكفي أن نقارن الطريقة التي أنهى بها الريال موسم 2014/2015 والطريقة التي أنهى بها الموسم الحالي لتعرفوا عمّا أتحدث. زيدان استطاع في مجموعة من مباريات الموسم الحالي القيام بتغييرات وصلت لـ9 لاعبين كاملين ما بين التشكيلة والتشكيلة التي سبقتها، وهو أمر كان يبدو شبه مستحيل مع أنشيلوتي، وعندما حصل تراجعت نتائج الريال بشكل ملحوظ.

بدلاء الريال لعبوا دورًا كبيرًا جدًا في الموسم الحالي، فاللاعب صاحب المركز 20 في عدد الدقائق التي لعبها في الدوري الإسباني وصل لقرابة الـ1000 دقيقة والأمر يتعلق بالحارس الثاني كيكو كاسيّا، وهو ليس سوى غيض من فيض. لوكاس فاسكيز وناتشو فيرنانديز كانا من بين أكثر اللاعبين مشاركة هذا الموسم، فيما تم اللجوء كثيرًا للاعبين من مثل أسينسيو، كوفاسيتش، موراتا، إيسكو دانيلو وخاميس.

عدد اللاعبين الذي كان يشارك مع أنشيلوتي لم يكن يتعدى 13 لاعبًا أو 14 لاعبًا قارًا في أفضل الأحوال ما تسبب في انهيار الفريق بدنيًا بعد تحقيق الـ22 انتصارًا على التوالي، وجعل الفريق يفقد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. زيدان عايش تلك الفترة وهو مدرب للكاستيّا، ويبدو أنه تعلّم الدرس جيدًا.

خاميس رودريجيز من 85% إلى 35%!!

ما بين دور خاميس رودريجيز في الموسم الأخير لكارلو أنشيلوتي ودوره مع زين الدين زيدان هناك فارق كبير جدًا، فارق جعل اللاعب يتحول من دور الأساسي الذي يُشارك في جل المباريات ويلعب دورًا طلائعيًا إلى احتياطي يقاتل من أجل الحصول على فرصة وبات خروجه من الفريق أقرب بكثير من مواصلته.

ففي موسم 2014/2015، خاض النجم الكولومبي ما لا يقل عن 84% من مجموع دقائق الموسم، كما كان يُعد أحد أهم اللاعبين في تشكيلة كارلو أنشيلوتي الذي رفض بشكل قاطع تغيير مركزه رغم أن جاريث بيل طالب في وقت من الأوقات بالتحول للعمق، وهو أمر عارضه المدرب الإيطالي. النتيجة كانت مميزة، وذلك بعد أن تمكن من تسجيل 17 هدفًا وتمرير 18 كرة حاسمة.

أما مع زين الدين زيدان، فإن خاميس بالكاد حصل على فرصة اللعب، وذلك وسط تعدد اللاعبين الذين ينافسون على مركزه على غرار ماركو أسينسيو، إيسكو ألاركون ولوكاس فاسكيز. إصابة بيل لم تحسن شيئًا من وضع النجم الكولومبي الذي لم يلعب أكثر من 35% من مجموع دقائق الموسم، وها هو اليوم قد أصبح قريبًا جدًا من مغادرة البيت الملكي.

من بين أهم الأمور التي أضافها زيدان مقارنة بأنشيلوتي هي التوازن الدفاعي، فالفريق الملكي بات اليوم يملك خط وسط بلاعبين قادرين على أداء الأدوار الدفاعية باقتدار أكبر، ولعل إضافة كاسميرو لخط الوسط أكثر ما خلق الفارق.

إذ تعودنا مع المُدرب الإيطالي أن يلعب الفريق الملكي بخطة 4-2-3-1 مع إشراك كروس ومودريتش وأمامهما خاميس أو إيسكو،  ما كان يجعل الريال أكثر عرضة للمرتدات وأقل فاعلية في استرجاع الكرة بعد فقدانها، لكن الأمر تغير مع زيدان الذي يبدو ربما أكثر تحفظًا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا