رمضان صبحي: ليس غروراً... ولكنه قليل من المهارة

رمضان صبحي: ليس غروراً... ولكنه قليل من المهارة

منذ ما يقرب من 7 سنوات

رمضان صبحي: ليس غروراً... ولكنه قليل من المهارة

يمتلك الجناح المصري رمضان صبحي مسيرة حافلة في عالم كرة القدم، رغم أنه لم يتجاوز العشرين من عمره، فقد لعب في سن صغيرة أمام 100 ألف متفرج في مصر، وأثار حالة من الجدل بعد وقوفه على الكرة في دربي الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك، وتسببه في حصول أحد لاعبي الفريق المنافس على بطاقة حمراء، كما اصطدم بمديره الفني السابق في النادي الأهلي، وحصل على لقب «رامادونا»، في إشارة إلى نجم الكرة الأرجنتينية والعالمية دييغو أرماندو مارادونا، بسبب مهارته الكبيرة.

ولم يكن لدى الجناح المصري، الذي لعب 16 مباراة بقميص ستوك سيتي خلال أول موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز، كثير من الوقت للحديث عن مسيرته الكروية. وشارك اللاعب الشاب في التشكيلة الأساسية لفريقه، في المباراة التي انتهت بالفوز على ساوثهامبتون بهدف دون رد في الجولة الأخيرة من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، ليضيف مباراة أخرى إلى المباريات التي خاضها في تشكيلة المدير الفني الويلزي مارك هيوز هذا الموسم. ويأمل صبحي في أن يكون الموسم المقبل هو بداية انطلاقته القوية في إنجلترا.

وكان صبحي قد انتقل لستوك سيتي في يوليو (تموز) الماضي مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني من الأهلي المصري، الذي لم يستطع مديره الفني آنذاك، الهولندي مارتن يول، أن يخفي إحباطه من رحيل أحد أفضل لاعبيه. ومع ذلك، قال يول إنه لم يتفاجأ بانتقال صبحي لأحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وأعلن أنه أخبر صديقه البرتغالي جوزيه مورينيو بأن يتابع اللاعب المصري الشاب.

لذلك، فلا يوجد أدنى شك في أن صبحي يمتلك من المهارات والإمكانات ما يؤهله للتألق في الدوري الأقوى في العالم. ومن الصعب في مصر أن يصل اللاعبون الموهوبون إلى أعلى المستويات، بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد وعدم وجود استراتيجية ناجحة لتطوير قدرات اللاعبين الصغار. ومع ذلك، كان صبحي يركز بشكل كامل على كرة القدم، وهو ما ساعده على الوصول للقمة بسهولة.

يقول اللاعب المصري الشاب: «ذهبت للاختبارات في النادي الأهلي وأنا في الثامنة من عمري، ووافقوا على انضمامي للنادي منذ الوهلة الأولى. لم أواجه عقبات تذكر، وكنت أركز بشكل كامل على كرة القدم».

ولعل الشيء الذي سهل الأمور كثيرا على صبحي، هو أن النادي الأهلي قد حصل على بطولة الدوري في أول موسم له ضمن صفوف الفريق. يقول صبحي: «لقد كان شيئا رائعا أن ألعب للنادي الذي أعشقه منذ نعومة أظافري، فقد كنت أحضر مباريات الفريق بانتظام كمشجع، لذا شعرت بوجود علاقة كبيرة مع الجمهور عندما بدأت ألعب ضمن صفوف الفريق».

وكان المدير الفني للنادي الأهلي في ذلك الوقت هو الإسباني خوان كارلوس جاريدو، وتألق صبحي بشكل لافت في بطولة الكونفدرالية الأفريقية عام 2014، إلى أن حدث صدام بين الاثنين. يقول صبحي: «بعد إحدى المباريات، كان هناك يوم راحة، وعندما عدنا للتدريبات كنت لا أزال أشعر بالإرهاق وبعض الألم في ساقي. كانت تلك المباراة أمام مائة ألف متفرج، ولم أكن معتادا على اللعب أمام هذا العدد الكبير من الجمهور لأن ذلك لم يكن طبيعيا في مصر آنذاك، فقد كنت ألعب دائما أمام مدرجات خالية من الجمهور، وكان من الصعب أن أواجه كل هذا العدد الكبير. لقد شعرت بالإنهاك وبأنه يتعين علي ألا أحضر التدريب التالي».

وأضاف: «قال جاريدو إنني لاعب كسول وإنني ما زلت صغيرا ويمكنني اللعب كل يوم في هذه السن. ودخلنا في نقاش واتهمني بأنني أقوم بأشياء خاطئة خارج الملعب، مشيرا إلى أنني أسرف في الاستمتاع بوقتي بالخارج. وقلت له إنني لا أرتكب أي خطأ، لكنه لم يصدقني. قلت له: يتعين عليك أن تثق بي كما أثق أنا بك كمدير فني. وكان الأمر يعود إليه فيما إذا كان سيثق بي أم لا، وانتهى الأمر عند هذا الحد».

وربما يكون من المفارقات أن المشكلات التي يعاني منها الدوري المحلي في مصر، والتي لا يمكن بسببها أن يحضر الجمهور المباريات، هي السبب في معاناة صبحي بسبب الحضور الجماهيري الكبير في إحدى البطولات المهمة في أفريقيا، والسبب أيضا وراء الخلاف بينه وبين جاريدو.

وكان الدوري المصري قد ألغي لمدة عامين بعد بعض الحوادث، مثل مذبحة بورسعيد عام 2012، عندما تعرض جمهور الأهلي للهجوم من قبل أنصار النادي المصري، وهو ما أدى إلى مصرع 72 مشجعا. وحتى عندما استؤنفت المسابقة، لم يكن مسموحا بحضور الجمهور. يقول صبحي: «لا يمكننا التطور في مصر إلا من خلال نظام مثل المتبع في إنجلترا، والذي لا يعرف أي استثناءات».

وزادت شعبية صبحي بصورة كبيرة عام 2012، عندما وقف على الكرة خلال مباراة الدربي المصرية بين الأهلي والزمالك، والتي انتهت بفوز الأهلي بهدفين دون رد. ولم يتقبل أحد لاعبي الفريق المنافس ما فعله صبحي واعتدى عليه، وهو ما جعل حكم المباراة يشهر البطاقة الحمراء في وجهه.

يقول صبحي عن تلك الواقعة: «لم يكن ذلك شكلا من أشكال الغرور، ولم أفعل ذلك لكي أثبت أي شيء، لكنها لمحة مهارية، ونشاهدها هنا في إنجلترا أيضا. في مصر، أخذت الأمور أكثر من حجمها الطبيعي، لكن الأمر لم يكن يستحق كل هذه الضجة».

ودائما كان صبحي في دائرة الضوء، فقبل ذلك شكك البعض في سنه الحقيقي بسبب قوته البدنية ومهاراته الكبيرة. يقول لاعب الأهلي السابق: «كنت على علم بما يقال، فقد كان الناس دائما يتحدثون عن ذلك منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري. وعندما كبرت في السن وأصبحت معروفا بصورة أكبر، أثير الأمر مرة أخرى. أجرى النادي الأهلي اختبارات طبية شاملة، ولو كان هناك أي لاعب يكذب فيما يتعلق بعمره الحقيقي كان يتم استبعاده على الفور، لكن النادي أبقى علي، وكان هذا دليلا واضحا على أن هذا هو سني الحقيقي».

وأضاف صبحي: «لقد أثار البعض هذه القضية عندما لعبت بشكل جيد؛ لأن البعض لا يريد أن أنجح. وبعد انتشار الشائعة، اعتذر الناس لي، ولم يصبح الأمر كما كان في الماضي، حيث أصبح هؤلاء الناس يحترمونني لأنني أمثل منتخب مصر وأنا ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. هناك مزيد من الدعم الآن».

وقد استقر صبحي بصورة ملحوظة منذ انضمامه لستوك سيتي، وقال إن السبب في ذلك يعود إلى زواجه من حبيبة، شقيقة زميله في منتخب مصر شريف إكرامي، وإلى الدين الإسلامي. وقال: «إذا كنت تحاول التكيف على أمر ما، فإن عدم الشعور بضغوط الحياة سوف يساعدك كثيرا. وإذا لم تتكيف على طريقة الحياة في مكان ما فسيكون ذلك بمثابة مشكلة كبيرة، لكني مستقر. وسوف يمنحني زواجي مزيدا من الدعم لكي أركز داخل الملعب. وأعتقد أنها كانت خطوة جيدة للغاية بالنسبة لي».

الخبر من المصدر