استاد «خليفة» يؤكد قدرة قطر على تنظيم مونديال ناجح يليق بالعرب
قبل 18 شهراً فقط، اختار منظمو بطولة كأس العالمtags/3627-%D9%83%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-2022">كأس العالم 2022 لكرة القدم، والمقررة في قطر، العاصمةَ السعوديةَ الرياض للكشف عن التصميم الجديد المعدل لاستاد «خليفة» الدولي، أحد الاستادات التي ستشارك في استضافة فعاليات المونديال القطري.
وجاء تدشين التصميم الجديد للاستاد على هامش فعاليات بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين (خليجي 22) بالرياض للتأكيد على أن مونديال 2022 لن يكون بطولة قاصرة على قطر، وإنما هو حدث تاريخي لكل العرب بشكل عام ولمنطقة الخليج العربي بشكل خاص.
وبعد هذه الشهور، وخلال كلمته لافتتاح الاستاد بعد عملية التجديد والتحديث الشاملة التي أجريت عليه استعدادا لكأس العالم، كان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر حريصاً على تأكيد هذه الحقيقة وأن المونديال القطري لكل العرب.
واكتفى أمير قطر، في كلمة الافتتاح، بعبارة مقتضبة قال فيها: «باسم كل قطري وعربي أعلن عن جاهزية استاد خليفةtags/1054-%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%AF-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A">ستاد خليفة الدولي لاستضافة كأس العالم» وذلك في حضور السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وكثير من مسؤولي اللعبة من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم.
ولم يكن هذا تأكيدا فقط على كون البطولة حدثا تاريخيا بالنسبة للمنطقة العربية بأسرها، وإنما كانت إشارة إلى قدرة أبناء المنطقة على صنع المستحيل وتقديم الإنجازات والوفاء بالالتزامات مع توافر الإمكانيات من ناحية والعزيمة والإصرار من ناحية أخرى.
وجاء افتتاح الاستاد في هذا التوقيت للرد بقوة أيضاً على ما ذكرته بعض التقارير من وجود تعثر في الاستعدادات القطرية للمونديال في ظل الأزمة المالية التي تفجرت في السنوات الأخيرة بعد تراجع أسعار النفط بشكل هائل.
ومن خلال كلمته، أكد أمير قطر ضمنيا على كون البطولة حلما للمنطقة العربية بأكملها، وليس لقطر فقط، وكذلك على الإصرار على تنظيم بطولة رائعة تكون واجهة مشرفة لقطر والعرب.
وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث (الجهة المشرفة على مشروعات كأس العالم 2022 في قطر) ومؤسسة «أسباير زون» كشفتا عن التصميم المعدل لاستاد خليفة خلال حفل ضخم بالرياض على هامش خليجي 22 في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014.
وإلى جانب زيادة السعة الجماهيرية للمدرجات إلى 40 ألف مقعد، جرى تزويد استاد خليفة بتقنية التبريد المبتكرة التي تضمن توفير أجواء مريحة للاعبين والجماهير خلال المونديال القطري.
وكان تدشين التصميم في حفل بالرياض أكبر مؤشر على أن مونديال 2022 هو بطولة للخليج وللشرق الأوسط كله كما عكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة وكرة القدم تحديدا في تعزيز أواصر المودة بين الأشقاء في دول الخليج والإسهام في تقريب شعوب المنطقة من بعضهم البعض ليلتف الجميع حول هذا الإنجاز التاريخي.
وكانت كلمة حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، في حفل الرياض، متسقة تماما مع ما ذكره أمير قطر في افتتاح الاستاد حيث قال الذوادي: «الكشف عن تصميم أحد الملاعب المرشحة لاستضافة كأس العالم 2022 من مدينة الرياض، يؤكد أولا على احتضان دول وشعوب المنطقة جميعا لهذا الحدث، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جانب ملفنا ودعمته منذ الأيام الأولى لتقديمه. كما يؤكد على عزم قطر والتزامها الراسخ بتنظيم بطولة تاريخية تترك إرثا طويل الأمد لقطر ودول الخليج والمنطقة بأسرها».
كما كان اكتمال العمل باستاد «خليفة» مبكرا، وافتتاحه رسميا قبل أكثر من خمس سنوات على انطلاق فعاليات المونديال أبلغ دليل على قدرة المنظمين في قطر على الوفاء بالالتزامات في الوقت المحدد وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على نظرة العالم للمنطقة العربية.
وعبر إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن ارتياحه الشديد للصورة المميزة التي شاهد عليها الاستاد بالإضافة للحضور الجماهيري الكبير، الذي جعل الأجواء مونديالية على الأراضي القطرية وذلك خلال مباراة نهائي كأس أمير قطر التي فاز فيها السد 2/ 1 على منافسه التقليدي العنيد الريان في افتتاح مثير لهذا الاستاد.
وأكد إنفانتينو، في تصريحات تلفزيونية: «سعيد للغاية بالوجود هنا لحضور هذا النهائي وافتتاح استاد خليفة الدولي».
وأضاف: «كنت هنا قبل ستة أشهر، وكان العمل بدأ في تطوير الملعب. واليوم، اكتمل العمل وهذا أمر رائع جدا يجعلني شخصيا كرئيس للاتحاد الدولي متفائلا للغاية. كرة القدم تحتاج للإصرار والعزيمة وهذا الملعب دليل واضح على ذلك».