برعاية

لماذا تقوم المنتخبات العربية بشراء الإنتماء وبيع الأبناء؟!

لماذا تقوم المنتخبات العربية بشراء الإنتماء وبيع الأبناء؟!

بقلم | صفوت عبد الحليم | تويتر

قبل أيام قليلة كنت أتنقل بين قنوات التلفزيونية، وفجأة شاهدت لقاءات للاعبي منتخب مصر للشباب الذي يدربه "حماده صدقي". وجدت أحد اللاعبين يقوم بالترجمة من اللغة العربية للانجليزية (والعكس) لزميلين معه خلال حديثهما مع المراسل.

أُصبت بدهشة ،، وسألت نفسي..هل هذه حقيقة ؟! أم حلم غريب!! لاعب مصري شاب لا يتحدث اللغة العربية!! 

هل صرنا مثل الجزائر والمغرب وتونس؟! نقوم بضم لاعبين مهاجرين في أوروبا للعب باسم مصر، وبعد البحث والتنقيب، علمت أن حمادة صدقي استدعى في المعسكر الأخير لاعبيّن مصريين من إنجلترا هما أحمد سلام الذي يلعب لهال سيتي، ومهاب الراكب لاعب نادي ساوث شيلدرز، وأيضا لاعبان من ايطاليا هما أحمد فتح الله وايهاب الغنام، بالاضافة الى محمد عبد الرب من النمسا.

ولا أعلم هل هذا الخماسي لا يجيد اللغة العربية، أم فقط الثنائي الذي شاهدته بالصدفة؟!

كما استوقفني مؤخراً في منتخبنا الوطني الأول استدعاء اللاعب أمير عادل أو الكسندر ياكوبسن كما ينادونه في الدنمارك التي ولد وعاش فيها.

وسمعت وقرأت كثيراً عن هذا اللاعب الذي يصفونه بـ"رونالدينيو" الدنمارك ، نظراً لمهاراته العالية، وسألت نفسي..لماذا لم يلعب لمنتخب الدنمارك طالما يلقبونه بـ "رونالدنيو"؟؟ 

فهل هم في الدنمارك لا يعرفون من هو رونالدينيو؟!!

بالطبع أنا لا اشكك في قدرات هذا اللاعب وأتمنى أن يكون اضافة قوية ومفيدة لمنتخبنا الوطني، لكن دائماً الكرة المصرية تحقق انجازاتها بأبنائها المحللين الذين يشربون من نيلها ، نظراً لروحهم العالية ، وشاهد العالم كيف تفوقنا في أمم افريقيا من 2006 حتى 2010 على المحترفين الأفارقة، بفضل الروح المعنوية العالية لهذا الجيل الذي كان يملك أيضا مهارات عالية..

كما سبق في السنوات الماضية استدعاء بعض اللاعبين لمنتخبنا الوطني المصري، كل من ادم العبد وعلي غزال، لكن لم ينجح أحد؟؟

ولا شك في أن الانتماء هو الشرط الرئيسي الذي يجب توافره في أي لاعب يمثل منتخب بلد، حتى يكون لديه روح معنوية عالية تمكنه من اللعب بحماس لرفع اسم بلده عالياً وتشريف القميص الذي يرتديه.

 لا أريد أن يفهم أحد وجهه نظري بشكل خاطئ.. حيث أنني لا أقصد التشكيك في ولاء أي شخص لبلده، سواء مصري أو غيره، لكن فقط ما أقصده ، سألخصه في هذا السؤال.. لماذا تقوم المنتخبات العربية بشراء الإنتماء وبيع الأبناء؟!

الأمر بالطبع لا يقتصر على منتخب مصر، بل إن منتخبات "المغرب والجزائر وتونس" لها تاريخ طويل مع هذا الأمر.. تجد لديهم لاعبين لا يتحدثون اللغة العربية ، ويلعبون باسم بلادهم..

وموضوع اللغة ليس المقصد، بل إنه مجرد مثال بسيط يدل على افتقاد هذا اللاعب هوية بلده الاصلي بسبب البلد الذي عاش وتربى فيها.

وهناك نماذج كثيرة ، ففي الجزائر مثلاً سبق لهم ضم علي بن عربية الذي كان من نجوم باريس سان جيرمان مطلع الالفية الثالثة وكان بامكانه اللعب لمنتخب فرنسا، لكنه اختار الجزائر ولم يحالفه التوفيق، وكذلك أحمد مادوني الذي كان من نجوم الدوري الالماني  واسحاق بلفضيل الذي لعب لعدة أندية في الدوري الايطالي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا