برعاية

بالدموع والأحزان... جماهير توتنهام تودع ملعب «وايت هارت لين»

بالدموع والأحزان... جماهير توتنهام تودع ملعب «وايت هارت لين»

بجوار المدرجات الشرقية داخل استاد وايت هارت لين، أسفل خط المنتصف، ترقد رفات بيل، لاعب وإداري ومدرب كرة قدم، كرس حياته في خدمة نادي توتنهام، الذي ترك أكثر من أي شخص آخر مر بتاريخ النادي بصمة لا يمحوها الزمن داخل توتنهام.

في هذا المكان، ترقد رفات نيكلسون وبجوارها رفات زوجته، داركي. وقد جرى دفن رفات الزوجين في احتفال عائلي، ومن المقرر لدى انتقال النادي إلى الاستاد الجديد الذي يتسع إلى 61 ألف مقعد، المقرر بناؤه في هذا الموقع، أن تجري إعادة نقل رفات الزوجين بحرص إلى أسفل أرض الملعب، حاملة معها رمزية واضحة أمام جميع عشاق توتنهام وكانت حاضرة بوضوح في المباراة الختامية الكبرى على أرض الاستاد القديم التي تحولت إلى نصر مؤزر بنتيجة 2 - 1 أمام مانشستر يونايتد.

في الواقع، كانت المباراة بمثابة احتفالية من اللحظة الأولى حتى الأخيرة، رغم أن هذه الاحتفالية خرجت عن المسار المخطط له قرابة 20 دقيقة في أعقاب انطلاق صافرة نهاية المباراة، عندما تجاهل آلاف المشجعين المناشدات الموجهة لهم بالبقاء بعيدا عن الملعب وتدفقوا عليه. ومن يدري، ربما عجزوا عن كبح جماح مشاعرهم في هذه اللحظة العاطفية.

إلا أن هذا الموقف برمته سرعان ما طواه النسيان عندما عاد النظام إلى أرض الملعب، وأصبحت الذكرى الحية بالأذهان من المباراة متمثلة في احتفالات ما بعد المباراة التي شهدت تنظيم مسيرة لأساطير توتنهام والتي سارت إلى داخل الملعب واحدا تلو الآخر، غير آبهين بالمطر، لتضيء جنبات الاستاد بملوك ملعب وايت هارت لين وتتصاعد المشاعر. ومن أبرز الذين شاركوا في مسيرة أساطير توتنهام، كليف جونز، المشهور بلقب «الساحر الويلزي»، الذي بدأ في غاية النشاط والشباب رغم أعوامه التي بلغت 82. كما أبدت الجماهير استقبالا حارا لعدد من النجوم القدامى الآخرين مثل أوسي أرديليس وغلين هودل وديفيد جينولا.

وشاء الحظ السعيد أن تتوقف الأمطار وتتلألأ فوق الاستاد أقواس قزح رائعة، في الوقت الذي انضم فيه المدرب ماوريسيو بوكيتينو وباقي أفراد الفريق إلى زمرة النجوم المحتشدة بأرض الملعب. في الواقع، بدأ الخيال بكل سطوته عاجزا عن تخيل مشهد أكثر روعة! في هذه اللحظة، كان كل فرد من مشجعي توتنهام قادرا على استشعار عظمة تاريخ النادي الممتد على مدار 118 عاماً، واستعراض ذكريات فردية مرت عبر هذا المشوار الطويل.

ومع ذلك، نجد أنه في المقابل كان هناك كثير من اللحظات الحزينة، لكنها تلاشت جميعا عندما خرج الفريقان إلى الملعب واستقبلتهم الأعلام المزدانة باللونين الأبيض والأزرق من جميع مقاعد الاستاد تقريباً. وانطلقت أصوات الجماهير الهادرة أشبه بزئير الوحوش في البرية، وهي الأصوات التي تحولت إلى الأغنية السائدة لباقي الأمسية التي صدحت بها الجماهير صاحبة الأرض. من جانبه، بدا واضحا أن بوكيتينو غالب كثيرا دموعه، في الوقت الذي كان واضحا فيه أن ثمة مشاعر حب جارف أحاطت بالمدرب الذي من المؤكد أنه كان لينول رضا ومباركة نيكلسون.

وقد وجهت إليه الجماهير التحية أكثر من مرة عبر توجيه أغنية له تصفه بأنه ساحر، ومن المعتقد أن قليلين للغاية من مدربي توتنهام في السنوات الأخيرة حظوا بمثل هذا الاحتفال الحار.

اليوم، نجح فريق بوكيتينو في تحقيق رقم قياسي جديد للنادي من حيث عدد النقاط خلال موسم واحد، علاوة على عدد من الأرقام الأخرى اللافتة. ومن المؤكد أن ثمة شعورا يهيمن على مختلف جنبات النادي الآن بأن المستقبل أصبح في أيد أمينة. ومثلما كانت الحال طيلة الموسم، خاض لاعبو توتنهام مباراتهم الأخيرة على استاد وايت هارت لين بثقة كبيرة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا